ولما تم من ذلك ما هو كفيل بغرض السورة، وختم بأن العاقبة دائما للمتقين، أتبع بالدليل على ذلك من قصص الأنبياء مع الوفاء بما سيقت له قصة
نوح - على جميعهم السلام - من
nindex.php?page=treesubj&link=32026_28749الحث على المجاهرة بالإنذار فقال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_29706_31791_31842_32022_34189_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وإلى أي: ولقد أرسلنا إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50عاد أخاهم وبينه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50هودا ولما تقدم أمر
نوح مع قومه، استشرف السامع إلى معرفة ما قال
هود عليه السلام هل هو مثل قوله أو لا؟ فاستأنف الجواب بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50قال يا قوم الذين هم أعز الناس لدي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50اعبدوا الله أي: ذا الجلال والإكرام وحده; ثم صرح وعلل فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50ما لكم وأغرق في النفي فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50من إله أي: معبود بحق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50غيره فدعا إلى أصل الدين كما هو دأب سائر النبيين والمرسلين; ثم ختم ذلك بمواجهتهم
[ ص: 307 ] بما يسوءهم من الحق وما ثناه عن ذلك رجاء ولا خوف فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إن أي: [ما]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50أنتم إلا مفترون أي: متعمدون الكذب على الله في إشراككم به سبحانه لأن
nindex.php?page=treesubj&link=28658ما على التوحيد من أدلة العقل غير خاف على عاقل فكيف مع تنبيه النقل! وذلك مكذب لمن أشرك، أي فاحذروا عقوبة المفتري.
وَلَمَّا تَمَّ مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ كَفِيلٌ بِغَرَضِ السُّورَةِ، وَخُتِمَ بِأَنَّ الْعَاقِبَةَ دَائِمًا لِلْمُتَّقِينَ، أَتْبَعَ بِالدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مَعَ الْوَفَاءِ بِمَا سِيقَتْ لَهُ قِصَّةُ
نُوحٍ - عَلَى جَمِيعِهِمُ السَّلَامُ - مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=32026_28749الْحَثِّ عَلَى الْمُجَاهَرَةِ بِالْإِنْذَارِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_29706_31791_31842_32022_34189_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وَإِلَى أَيْ: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50عَادٍ أَخَاهُمْ وَبَيَّنَهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50هُودًا وَلَمَّا تَقَدَّمَ أَمْرُ
نُوحٍ مَعَ قَوْمِهِ، اسْتَشْرَفَ السَّامِعُ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا قَالَ
هُودٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ هَلْ هُوَ مِثْلَ قَوْلِهِ أَوْ لَا؟ فَاسْتَأْنَفَ الْجَوَابَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50قَالَ يَا قَوْمِ الَّذِينَ هُمْ أَعَزُّ النَّاسِ لَدَيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50اعْبُدُوا اللَّهَ أَيْ: ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَحْدَهُ; ثُمَّ صَرَّحَ وَعَلَّلَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50مَا لَكُمْ وَأَغْرَقَ فِي النَّفْيِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50مِنْ إِلَهٍ أَيْ: مَعْبُودٍ بِحَقٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50غَيْرُهُ فَدَعَا إِلَى أَصْلِ الدِّينِ كَمَا هُوَ دَأْبٌ سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ; ثُمَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِمُوَاجَهَتِهِمْ
[ ص: 307 ] بِمَا يَسُوءُهُمْ مِنَ الْحَقِّ وَمَا ثَنَاهُ عَنْ ذَلِكَ رَجَاءٌ وَلَا خَوْفٌ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إِنْ أَيْ: [مَا]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50أَنْتُمْ إِلا مُفْتَرُونَ أَيْ: مُتَعَمِّدُونَ الْكَذِبَ عَلَى اللَّهِ فِي إِشْرَاكِكُمْ بِهِ سُبْحَانَهُ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28658مَا عَلَى التَّوْحِيدِ مِنْ أَدِلَّةِ الْعَقْلِ غَيْرُ خَافٍ عَلَى عَاقِلٍ فَكَيْفَ مَعَ تَنْبِيهِ النَّقْلِ! وَذَلِكَ مُكَذِّبٌ لِمَنْ أَشْرَكَ، أَيْ فَاحْذَرُوا عُقُوبَةَ الْمُفْتَرِي.