الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ملك يزدجرد بن شهريار بن أبرويز

ثم إن الفرس اضطرب أمرهم ، ودخل المسلمون بلادهم فطلبوا أحدا من بين المملكة ليملكوه ويقاتلوا بين يديه ويحفظوا بلادهم ، فظفروا بيزدجرد بن شهريار بن أبرويز بإصطخر ، فأخذوه وساروا به إلى المدائن فملكوه واستقر في الملك ، غير أن ملكه كان [ ص: 453 ] كالخيال عند ملك أهل بيته . وكان الوزراء والعظماء يدبرون ملكه لحداثة سنه وضعف أمر مملكة فارس ، واجترأ عليهم الأعداء وتطرقوا بلادهم ، وغزت العرب بلاده بعد أن مضى من ملكه سنتان . وكان عمره كله إلى أن قتل ثمانيا وعشرين سنة ، وبقي من أخباره ما نذكره إن شاء الله في موضعه من فتوح المسلمين .

هذا آخر ملوك الفرس ونذكر بعده التواريخ الإسلامية على سياقة سني الهجرة ، ونقدم قبل ذلك الأيام المشهورة للعرب في الجاهلية ، ثم نأتي بعدها بالحوادث الإسلامية إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية