ولما شافهوها بذلك، صرحت بوجه العجب من أنه جامع بين عجبين في كونه منه ومنها بأن
nindex.php?page=treesubj&link=31848_33679_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72قالت يا ويلتى وهي كلمة تؤذن بأمر فظيع تخف على أفواه النساء ويستعملنها إلى اليوم، لكنهن غيرن في لفظها كما غير كثير من الكلام; والويل: حلول الشر; والألف في آخره بدل عن ياء الإضافة، كنى بها هنا عن العجب الشديد لما فيه من الشهرة ومراجمة الظنون; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرماني : إن
[ ص: 332 ] معناها الإيذان بورود الأمر الفظيع كما تقول العرب: يا للدواهي! أي تعالين فإنه من أحيانك فحضور ما حضر من أشكالك.
ولما كان ما بشرت به منكرا في نفسه بحسب العادة قالت:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72أألد وأنا أي: والحال أني
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72عجوز وهذا أي: من هو حاضري
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72بعلي شيخا ثم ترجمت ذلك بما هو نتيجته فقالت: [مؤكدة لأنه - لما له من خرق العوائد - في حيز المنكر عند الناس]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72إن هذا أي الأمر المبشر به
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72لشيء عجيب فكأنه قيل: فماذا قيل لها؟ فقيل:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_28723_31851_33679_34093_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73قالوا أي الملائكة متعجبين من تعجبها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73أتعجبين من أمر الله أي الذي له الكمال كله، وهو لا ينبغي لك لأنك معتادة من الله بما ليس لغيركم من الخوارق، والعجب إنما يكون مما خرج عن أشكاله وخفي سببه، وأنت - لثبات علمك بالسبب الذي هو قدرة الله على كل شيء وحضوره \ لديك مع اصطفاء الله لكم وتكرر خرقه للعوائد في شؤونكم - لست كغيرك ممن ليس كذلك; ثم عللوا إنكارهم لتعجبها بقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73رحمت الله أي: كرامة الذي له الإحاطة بصفات الجلال والإكرام
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73وبركاته أي: خيراته النامية الثابتة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73عليكم وبينوا خصوصيتهم بإسقاط أداة النداء [مدحة لهم فقال]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73أهل البيت قد تمرنتم على مشاهدة العجائب لكثرة ما ترون من آثاره بمثل ذلك
[ ص: 333 ] وغيره; [ثم علل إحسانه إليهم مؤكدا تثبيتا لأصل الكلام الذي أنكرته فقال]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73إنه أي: بخصوص هذا الإحسان
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73حميد مجيد [أي] كثير التعرف إلى من يشاء من جلائل التعمم وعظيم المقدور بما يعرف أنه مستحق الحمد على المجد، وهو الكرم الذي ينشأ عنه الجود،
وَلَمَّا شَافَهُوهَا بِذَلِكَ، صَرَّحَتْ بِوَجْهِ الْعَجَبِ مِنْ أَنَّهُ جَامِعٌ بَيْنَ عَجَبَيْنِ فِي كَوْنِهِ مِنْهُ وَمِنْهَا بِأَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31848_33679_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72قَالَتْ يَا وَيْلَتَى وَهِيَ كَلِمَةٌ تُؤْذِنُ بِأَمْرٍ فَظِيعٍ تَخِفُّ عَلَى أَفْوَاهِ النِّسَاءِ وَيَسْتَعْمِلْنَهَا إِلَى الْيَوْمِ، لَكِنَّهُنَّ غَيَّرْنَ فِي لَفْظِهَا كَمَا غُيِّرَ كَثِيرٌ مِنَ الْكَلَامِ; وَالْوَيْلُ: حُلُولُ الشَّرِّ; وَالْأَلِفُ فِي آخِرِهِ بَدَلَ عَنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ، كَنَّى بِهَا هُنَا عَنِ الْعَجَبِ الشَّدِيدِ لِمَا فِيهِ مِنَ الشُّهْرَةِ وَمُرَاجَمَةِ الظُّنُونِ; وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرُّمَّانِيُّ : إِنَّ
[ ص: 332 ] مَعْنَاهَا الْإِيذَانُ بِوُرُودِ الْأَمْرِ الْفَظِيعِ كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ: يَا لَلدَّوَاهِي! أَيْ تَعَالَيْنَ فَإِنَّهُ مِنْ أَحْيَانِكِ فَحُضُورُ مَا حَضَرَ مِنْ أَشْكَالِكِ.
وَلَمَّا كَانَ مَا بُشِّرَتْ بِهِ مُنْكَرًا فِي نَفْسِهِ بِحَسْبِ الْعَادَةِ قَالَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72أَأَلِدُ وَأَنَا أَيْ: وَالْحَالُ أَنِّي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72عَجُوزٌ وَهَذَا أَيْ: مَنْ هُوَ حَاضِرِي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72بَعْلِي شَيْخًا ثُمَّ تَرْجَمَتْ ذَلِكَ بِمَا هُوَ نَتِيجَتُهُ فَقَالَتْ: [مُؤَكِّدَةً لِأَنَّهُ - لِمَا لَهُ مِنْ خَرْقِ الْعَوَائِدِ - فِي حَيِّزِ الْمُنْكَرِ عِنْدَ النَّاسِ]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72إِنَّ هَذَا أَيِ الْأَمْرَ الْمُبَشَّرَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72لَشَيْءٌ عَجِيبٌ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: فَمَاذَا قِيلَ لَهَا؟ فَقِيلَ:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_28723_31851_33679_34093_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73قَالُوا أَيِ الْمَلَائِكَةُ مُتَعَجِّبِينَ مِنْ تَعَجُّبِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَيِ الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ كُلُّهُ، وَهُوَ لَا يَنْبَغِي لَكِ لِأَنَّكِ مُعْتَادَةٌ مِنَ اللَّهِ بِمَا لَيْسَ لِغَيْرِكُمْ مِنَ الْخَوَارِقِ، وَالْعَجَبُ إِنَّمَا يَكُونُ مِمَّا خَرَجَ عَنْ أَشْكَالِهِ وَخَفِيَ سَبَبُهُ، وَأَنْتِ - لِثَبَاتِ عِلْمِكِ بِالسَّبَبِ الَّذِي هُوَ قُدْرَةُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَحُضُورُهُ \ لَدَيْكِ مَعَ اصْطِفَاءِ اللَّهِ لَكُمْ وَتَكَرُّرِ خَرْقِهِ لِلْعَوَائِدِ فِي شُؤُونِكُمْ - لَسْتِ كَغَيْرِكِ مِمَّنْ لَيْسَ كَذَلِكَ; ثُمَّ عَلَّلُوا إِنْكَارَهُمْ لِتَعَجُّبِهَا بِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73رَحْمَتُ اللَّهِ أَيْ: كَرَامَةُ الَّذِي لَهُ الْإِحَاطَةُ بِصِفَاتِ الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73وَبَرَكَاتُهُ أَيْ: خَيْرَاتُهُ النَّامِيَةُ الثَّابِتَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73عَلَيْكُمْ وَبَيَّنُوا خُصُوصِيَّتَهُمْ بِإِسْقَاطِ أَدَاةِ النِّدَاءِ [مِدْحَةً لَهُمْ فَقَالَ]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73أَهْلَ الْبَيْتِ قَدْ تَمَرَّنْتُمْ عَلَى مُشَاهَدَةِ الْعَجَائِبِ لِكَثْرَةِ مَا تَرَوْنَ مِنْ آثَارِهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ
[ ص: 333 ] وَغَيْرِهِ; [ثُمَّ عَلَّلَ إِحْسَانَهُ إِلَيْهِمْ مُؤَكَّدًا تَثْبِيتًا لِأَصْلِ الْكَلَامِ الَّذِي أَنْكَرَتْهُ فَقَالَ]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73إِنَّهُ أَيْ: بِخُصُوصِ هَذَا الْإِحْسَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73حَمِيدٌ مَجِيدٌ [أَيْ] كَثِيرُ التَّعَرُّفِ إِلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ جَلَائِلِ التَّعَمُّمِ وَعَظِيمِ الْمَقْدُورِ بِمَا يُعْرَفُ أَنَّهُ مُسْتَحِقُّ الْحَمْدِ عَلَى الْمَجْدِ، وَهُوَ الْكَرَمُ الَّذِي يَنْشَأُ عَنْهُ الْجُودُ،