(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103nindex.php?page=treesubj&link=29008_31885فلما أسلما وتله للجبين ( 103 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فلما أسلما ) انقادا وخضعا لأمر الله - تعالى - قال
قتادة : أسلم
إبراهيم ابنه وأسلم الابن نفسه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وتله للجبين ) أي : صرعه على الأرض . قال
ابن عباس : أضجعه على جبينه على الأرض والجبهة بين الجبينين ، قالوا : فقال له ابنه الذي أراد ذبحه : يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شيء فينقص أجري وتراه أمي فتحزن ، واشحذ شفرتك ، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون علي فإن الموت شديد ، وإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني ، وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فافعل ، فإنه عسى أن يكون أسلى لها عني ، فقال له
إبراهيم عليه السلام : نعم العون أنت يا بني على أمر الله ، ففعل
إبراهيم ما أمر به ابنه ، ثم أقبل عليه فقبله وقد ربطه وهو يبكي والابن - أيضا - يبكي ثم إنه وضع السكين على حلقه فلم تحك السكين .
[ ص: 49 ]
ويروى أنه كان يجر الشفرة في حلقه فلا تقطع ، فشحذها مرتين أو ثلاثة بالحجر ، كل ذلك لا تستطيع .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ضرب الله - تعالى - صفحة من نحاس على حلقه قالوا : فقال الابن عند ذلك : يا أبت كبني لوجهي على جبيني فإنك إذا نظرت في وجهي رحمتني وأدركتك رقة تحول بينك وبين أمر الله تعالى ، وإني لا أنظر إلى الشفرة فأجزع ، ففعل ذلك
إبراهيم ثم وضع الشفرة على قفاه فانقلبت السكين ونودي : أن يا
إبراهيم قد صدقت الرؤيا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن
كعب الأحبار nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق عن رجاله قال : لما رأى
إبراهيم ذبح ابنه قال الشيطان : لئن لم أفتن عند هذا آل
إبراهيم لا أفتن منهم أحدا أبدا ، فتمثل له الشيطان رجلا وأتى أم الغلام ، فقال لها : هل تدرين أين ذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت : ذهب به يحتطبان من هذا الشعب ، قال : لا والله ما ذهب به إلا ليذبحه ، قالت : كلا هو أرحم به وأشد حبا له من ذلك ، قال : إنه يزعم أن الله قد أمره بذلك ، قالت : فإن كان ربه أمره بذلك فقد أحسن أن يطيع ربه ، فخرج الشيطان من عندها حتى أدرك الابن وهو يمشي على إثر أبيه ، فقال له : يا غلام هل تدري أين يذهب بك أبوك ؟ قال : نحتطب لأهلنا من هذا الشعب ، قال : والله ما يريد إلا أن يذبحك ، قال : ولم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك ، قال : فليفعل ما أمره به ربه فسمعا وطاعة ، فلما امتنع منه الغلام أقبل على إبراهيم - عليه السلام - فقال له : أين تريد أيها الشيخ ؟ قال : أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه ، قال : والله إني لأرى الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك هذا ، فعرفه إبراهيم - عليه السلام - فقال : إليك عني يا عدو الله فوالله لأمضين لأمر ربي ، فرجع إبليس بغيظه لم يصب من إبراهيم وآله شيئا مما أراد ، قد امتنعوا منه بعون الله تعالى .
وروى
أبو الطفيل عن
ابن عباس : أن
إبراهيم لما أمر بذبح ابنه عرض له الشيطان بهذا المشعر فسابقه فسبقه
إبراهيم ، ثم ذهب إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم أدركه عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم مضى إبراهيم لأمر الله - عز وجل - .
قال الله عز وجل : " فلما أسلما وتله للجبين " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103nindex.php?page=treesubj&link=29008_31885فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ( 103 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فَلَمَّا أَسْلَمَا ) انْقَادَا وَخَضَعَا لِأَمْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - قَالَ
قَتَادَةُ : أَسْلَمَ
إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ وَأَسْلَمَ الِابْنُ نَفْسَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) أَيْ : صَرَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَضْجَعَهُ عَلَى جَبِينِهِ عَلَى الْأَرْضِ وَالْجَبْهَةُ بَيْنَ الْجَبِينَيْنِ ، قَالُوا : فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الَّذِي أَرَادَ ذَبْحَهُ : يَا أَبَتِ اشْدُدْ رِبَاطِي حَتَّى لَا أضْطَرِبُ ، وَاكْفُفْ عَنِّي ثِيَابَكَ حَتَّى لَا يَنْتَضِحَ عَلَيْهَا مَنْ دَمِيَ شَيْءٌ فَيَنْقُصُ أَجْرِي وَتَرَاهُ أُمِّي فَتَحْزَنُ ، وَاشْحَذْ شَفْرَتَكَ ، وَأَسْرِعْ مَرَّ السِّكِّينِ عَلَى حَلْقِي لِيَكُونَ أَهْوَنَ عَلَيَّ فَإِنَّ الْمَوْتَ شَدِيدٌ ، وَإِذَا أَتَيْتَ أُمِّي فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنِّي ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّ قَمِيصِي عَلَى أُمِّي فَافْعَلْ ، فَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَسْلَى لَهَا عَنِّي ، فَقَالَ لَهُ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : نِعْمَ الْعَوْنُ أَنْتَ يَا بُنَيَّ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ ، فَفَعَلَ
إِبْرَاهِيمُ مَا أَمَرَ بِهِ ابْنُهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَقَدْ رَبَطَهُ وَهُوَ يَبْكِي وَالِابْنُ - أَيْضًا - يَبْكِي ثُمَّ إِنَّهُ وَضَعَ السِّكِّينَ عَلَى حَلْقِهِ فَلَمْ تَحُكَّ السِّكِّينُ .
[ ص: 49 ]
وَيُرْوَى أَنَّهُ كَانَ يَجُرُّ الشَّفْرَةَ فِي حَلْقِهِ فَلَا تَقْطَعُ ، فَشَحَذَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً بِالْحَجَرِ ، كُلُّ ذَلِكَ لَا تَسْتَطِيعُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468الْسُّدِّيُّ : ضَرَبَ اللَّهُ - تَعَالَى - صَفْحَةً مِنْ نُحَاسٍ عَلَى حَلْقِهِ قَالُوا : فَقَالَ الِابْنُ عِنْدَ ذَلِكَ : يَا أَبَتِ كُبَّنِي لِوَجْهِي عَلَى جَبِينِي فَإِنَّكَ إِذَا نَظَرْتَ فِي وَجْهِي رَحِمْتَنِي وَأَدْرَكَتْكَ رِقَّةٌ تَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنِّي لَا أَنْظُرُ إِلَى الشَّفْرَةِ فَأَجْزَعُ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ
إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ وَضَعَ الشَّفْرَةَ عَلَى قَفَاهُ فَانْقَلَبَتِ السِّكِّينُ وَنُودِيَ : أَنْ يَا
إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ
كَعْبِ الْأَحْبَارِ nindex.php?page=showalam&ids=12563وَابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ : لَمَّا رَأَى
إِبْرَاهِيمُ ذَبْحَ ابْنِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لَئِنْ لَمْ أَفْتِنْ عِنْدَ هَذَا آلَ
إِبْرَاهِيمَ لَا أَفْتِنُ مِنْهُمْ أَحَدًا أَبَدًا ، فَتَمَثَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ رَجُلًا وَأَتَى أَمَّ الْغُلَامِ ، فَقَالَ لَهَا : هَلْ تَدْرِينَ أَيْنَ ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ ؟ قَالَتْ : ذَهَبَ بِهِ يَحْتَطِبَانِ مِنْ هَذَا الشِّعْبِ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا ذَهَبَ بِهِ إِلَّا لِيَذْبَحَهُ ، قَالَتْ : كَلَّا هُوَ أَرْحَمُ بِهِ وَأَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَهُ بِذَلِكَ ، قَالَتْ : فَإِنْ كَانَ رَبُّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ ، فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ عِنْدِهَا حَتَّى أَدْرَكَ الِابْنَ وَهُوَ يَمْشِي عَلَى إِثْرِ أَبِيهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا غُلَامُ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ ؟ قَالَ : نَحْتَطِبُ لِأَهْلِنَا مِنْ هَذَا الشِّعْبِ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَذْبَحَكَ ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالَ : زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ ، قَالَ : فَلْيَفْعَلْ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ فَسَمْعًا وَطَاعَةً ، فَلَمَّا امْتَنَعَ مِنْهُ الْغُلَامُ أَقْبَلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ أَيُّهَا الشَّيْخُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ هَذَا الشِّعْبَ لِحَاجَةٍ لِي فِيهِ ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ قَدْ جَاءَكَ فِي مَنَامِكَ فَأَمَرَكَ بِذَبْحِ ابْنِكَ هَذَا ، فَعَرَفَهُ إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ : إِلَيْكَ عَنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ فَوَاللَّهِ لَأَمْضِيَنَّ لِأَمْرِ رَبِّي ، فَرَجَعَ إِبْلِيسَ بِغَيْظِهِ لَمْ يُصِبْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهِ شَيْئًا مِمَّا أَرَادَ ، قَدِ امْتَنَعُوا مِنْهُ بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَرَوَى
أَبُو الطُّفَيْلِ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِذَبْحِ ابْنِهِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ بِهَذَا الْمَشْعَرِ فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ
إِبْرَاهِيمُ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ مَضَى إِبْرَاهِيمُ لِأَمْرِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ " .