ولما ذكر نفع هذا الحق، كان كأنه قيل: فعظهم بذلك وذكرهم به، فعطف عليه قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30561_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121وقل ويجوز أن يكون معطوفا على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115واصبر أي اصبر على ما أمرناك به من تبليغ وحينا وامتثاله، وقل
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121للذين أي: لم تؤثر فيهم هذه الموعظة فهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121لا يؤمنون أي: لا يتجدد لهم إيمان منذرا لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121اعملوا متمكنين
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121على مكانتكم أي: طريقتكم التي تتمكنون من العمل عليها.
ولما كان العمل واجبا عليه صلى الله عليه وسلم وعلى كل من تبعه فهم عاملون لا محالة سواء عمل الكفار أو لا، قال مؤكدا لأجل إنكار الكفار أن يدوموا على العمل المخالف لهم مع ما يصل إليهم لأجله من الضر، معريا له عن فاء السبب [لذلك والاستئناف]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121إنا [أي أنا ومن معي]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121عاملون [أي ثابت عملنا لا نحول عنه؛ لأن ما كان لله فهو دائم بدوامه سبحانه]، وحذف النون
[ ص: 406 ] الثانية اكتفاء بمطلق التأكيد لأنه كاف في الإعلام بالجزم في النية، وفيه تأدب بالإشارة إلى أن المستقبل أمر لا اطلاع عليه لغير الله فينبغي أن لا يبلغ في التأكيد فيه غيره، وهذا بخلاف ما في سورة فصلت مما هو جار على ألسنة الكفرة
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122وانتظروا أي: ما أنتم منتظرون له من قهرنا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122إنا منتظرون أي: ما وعدنا الله في أمركم، فإن الله مهلكهم ومنجيك لأنه عالم بغيب حالك وحالهم وقادر عليكم; والانتظار: طلب الإدراك لما يأتي من الأمر الذي يقدر النظر إليه; والتوقع: طلب ما يقدر أنه يقع، وهما يكونان في الخير والشر ومع العلم والشك، والترجي لا يكون إلا مع الخير والشك.
وَلَمَّا ذَكَرَ نَفْعَ هَذَا الْحَقِّ، كَانَ كَأَنَّهُ قِيلَ: فَعِظْهُمْ بِذَلِكَ وَذَكِّرْهُمْ بِهِ، فَعَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30561_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121وَقُلْ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115وَاصْبِرْ أَيِ اصْبِرْ عَلَى مَا أَمَرْنَاكَ بِهِ مِنْ تَبْلِيغِ وَحْيِنَا وَامْتِثَالِهِ، وَقُلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121لِلَّذِينَ أَيْ: لَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِمْ هَذِهِ الْمَوْعِظَةُ فَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121لا يُؤْمِنُونَ أَيْ: لَا يَتَجَدَّدُ لَهُمْ إِيمَانٌ مُنْذِرًا لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121اعْمَلُوا مُتَمَكِّنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121عَلَى مَكَانَتِكُمْ أَيْ: طَرِيقَتِكُمُ الَّتِي تَتَمَكَّنُونَ مِنَ الْعَمَلِ عَلَيْهَا.
وَلَمَّا كَانَ الْعَمَلُ وَاجِبًا عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى كُلِّ مَنْ تَبِعَهُ فَهُمْ عَامِلُونَ لَا مَحَالَةَ سَوَاءٌ عَمَلَ الْكُفَّارِ أَوْ لَا، قَالَ مُؤَكِّدًا لِأَجْلِ إِنْكَارِ الْكُفَّارِ أَنْ يَدُومُوا عَلَى الْعَمَلِ الْمُخَالِفِ لَهُمْ مَعَ مَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ لِأَجْلِهِ مِنَ الضُّرِّ، مُعَرِّيًا لَهُ عَنْ فَاءِ السَّبَبِ [لِذَلِكَ وَالِاسْتِئْنَافِ]:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121إِنَّا [أَيْ أَنَا وَمَنْ مَعِي]
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121عَامِلُونَ [أَيْ ثَابِتٌ عَمَلُنَا لَا نَحُولُ عَنْهُ؛ لِأَنَّ مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ دَائِمٌ بِدَوَامِهِ سُبْحَانَهُ]، وَحَذَفَ النُّونَ
[ ص: 406 ] الثَّانِيَةَ اكْتِفَاءً بِمُطْلَقِ التَّأْكِيدِ لِأَنَّهُ كَافٍ فِي الْإِعْلَامِ بِالْجَزْمِ فِي النِّيَّةِ، وَفِيهِ تَأَدُّبٌ بِالْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الْمُسْتَقْبَلَ أَمْرٌ لَا اطِّلَاعَ عَلَيْهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُبَلِّغَ فِي التَّأْكِيدِ فِيهِ غَيْرَهُ، وَهَذَا بِخِلَافِ مَا فِي سُورَةِ فُصِّلَتْ مِمَّا هُوَ جَارٍ عَلَى أَلْسِنَةِ الْكَفَرَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122وَانْتَظِرُوا أَيْ: مَا أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ لَهُ مِنْ قَهْرِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122إِنَّا مُنْتَظِرُونَ أَيْ: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ فِي أَمْرِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ مُهْلِكُهُمْ وَمُنْجِيكَ لِأَنَّهُ عَالِمٌ بِغَيْبِ حَالِكَ وَحَالِهِمْ وَقَادِرٌ عَلَيْكُمْ; وَالِانْتِظَارُ: طَلَبُ الْإِدْرَاكِ لِمَا يَأْتِي مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي يُقْدَرُ النَّظَرُ إِلَيْهِ; وَالتَّوَقُّعُ: طَلَبُ مَا يُقَدَّرُ أَنَّهُ يَقَعُ، وَهُمَا يَكُونَانِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَمَعَ الْعِلْمِ وَالشَّكِّ، وَالتَّرَجِّي لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ الْخَيْرِ وَالشَّكِّ.