الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3683 379 حدثني عبيد بن إسماعيل ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، قال : توفيت خديجة قبل مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بثلاث سنين ، فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ، ونكح عائشة ، وهي بنت ست سنين ، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبيد مصغر عبد ابن إسماعيل الهباري القرشي الكوفي ، وهو من أفراده ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وهذا الحديث مرسل ، قوله : " قبل مخرج النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - " : أي قبل خروجه إلى المدينة من مكة ، قوله : " فلبث سنتين " فيه إشكال ; لأن خديجة ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ، فإذا أنكح عائشة بعد ذلك بثلاث سنين كان نكاحها حال الهجرة ، أو بعدها ، وليس كذلك ، وأجيب بأنه نقل أنها قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين ، قوله : " ونكح عائشة " : أي عقد عليها ; لقوله بعد ذلك : " ثم بنى بها " قلت : توضيح ذلك أن خديجة رضي الله عنها توفيت قبل الهجرة من غير شك ، وماتت في رمضان سنة عشر ، وتزوج عائشة وهي بنت ست سنين ، وهو الصواب ، وقيل : بنت سبع وهو ضعيف ، وبنى بها بالمدينة بعد منصرفه من وقعة بدر في شوال سنة اثنتين من الهجرة ، وكونه بنى بها وهي بنت تسع هو الصواب ، وأغرب منه أنه بعد الهجرة بسبعة أشهر وهو قول واه ، وأنه تزوج بسودة بعد موت خديجة ، وقبل العقد على عائشة ، وقال ابن إسحاق : أول نسائه خديجة ، ثم سودة ، ثم عائشة ، ثم عدد الباقي ، ومنهم من قال : عائشة قبلها ، وقال الماوردي : الفقهاء يقولون : تزويج عائشة قبل سودة ، والمحدثون يقولون : سودة ، وقد يجمع بينهما بأنه عقد على عائشة ولم يدخل بها ، ودخل بسودة ، وقال الدمياطي : والصواب أنه تزوج سودة بعد خديجة في رمضان سنة ماتت خديجة ، ثم تزوج عائشة في شوال سنة عشر ، وروى مسلم من طريق عبد الله بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : " تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال ، وبنى بي في شوال " ، قيل : فعلى هذا قوله : " فلبث سنتين أو قريبا من ذلك " أنه لم يدخل على أحد من النساء ، ثم دخل على سودة بنت زمعة قبل أن يهاجر ، ثم بنى بعائشة بعد أن هاجر ، فكان ذكر سودة سقط من بعض رواته .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية