(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=29024وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) .
( وكم ) : هي خبرية ، ومعناها هنا : التكثير ، وهي في موضع رفع بالابتداء ، والخبر (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26لا تغني ) ; والغنى : جلب النفع ودفع الضر ، بحسب الأمر الذي يكون فيه الغنى . وكم لفظها مفرد ، ومعناها جمع . وقرأ الجمهور : ( شفاعتهم ) ، بإفراد الشفاعة وجمع الضمير ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : شفاعته ، بإفراد الشفاعة والضمير ;
وابن مقسم : شفاعاتهم ، بجمعهما ، وهو اختيار صاحب الكامل ، أي
القاسم الهذلي . وأفردت الشفاعة في قراءة الجمهور لأنها مصدر ، ولأنهم لو شفع جميعهم لواحد ، لم تغن شفاعتهم عنه شيئا . فإذا كانت الملائكة المقربون لا تغني شفاعتهم إلا بعد إذن الله ورضاه ، أي يرضاه أهلا للشفاعة ، فكيف تشفع الأصنام لمن يعبدها ؟ ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27تسمية الأنثى ) : كونهم يقولون إنهم بنات الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=150والذين لا يؤمنون بالآخرة ) : هم العرب منكرو البعث . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) : أي ما يدركه العلم لا ينفع فيه الظن ، وإنما يدرك بالعلم واليقين . قيل : ويحتمل أن يكون المراد بالحق هنا هو الله تعالى ، أي الأوصاف الإلهية لا تستخرج بالظنون ، ويدل عليه ذلك بأن الله هو الحق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ) ، موادعة
[ ص: 164 ] منسوخة بآية السيف . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29ولم يرد إلا الحياة الدنيا ) : أي لم تتعلق إرادته بغيرها ، فليس له فكر في سواها ،
كالنضر بن الحارث والوليد بن المغيرة . والذكر هنا : القرآن ، أو الإيمان ، أو الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أقوال . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29عن من تولى عن ذكرنا ) : هو سبب الإعراض ، لأن من لا يصغي إلى قول كيف يفهم معناه ؟ فأمر ، صلى الله عليه وسلم ، بالإعراض عن من هذه حاله ، ثم ذكر سبب التولي عن الذكر ، وهو حصر إرادته في الحياة الدنيا . فالتولي عن الذكر سبب للإعراض عنهم ، وإيثار الدنيا سبب التولي عن الذكر ، وذلك إشارة إلى تعلقهم بالدنيا وتحصيلها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30مبلغهم ) : غايتهم ومنتهاهم من العلم ، وهو ما تعلقت به علومهم من مكاسب الدنيا ، كالفلاحة والصنائع ، لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ) . ولما ذكر ما هم عليه ، أخبر تعالى بأنه عالم بالضال والمهتدي ، وهو مجازيهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذلك مبلغهم من العلم ) : اعتراض . انتهى ، وكأنه يقول : هو اعتراض بين ( فأعرض ) وبين ( إن ربك ) ، ولا يظهر هذا الذي يقوله من الاعتراض . وقيل : ذلك إشارة إلى جعلهم الملائكة بنات الله . وقال
الفراء : صغر رأيهم وسفه أحلامهم ، أي غاية عقولهم ونهاية علومهم أن آثروا الدنيا على الآخرة . وقيل : ذلك إشارة إلى الظن ، أي غاية ما يفعلون أن يأخذوا بالظن . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إن ربك هو أعلم ) في معرض التسلية ، إذ كان من خلقه عليه الصلاة والسلام الحرص على إيمانهم ، وفي ذلك وعيد للكفار ، ووعد للمؤمنين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31ولله ما في السماوات وما في الأرض ) : أخبر أن من في العالم العلوي والعالم السفلي ملكه تعالى ، يتصرف فيهما بما شاء . واللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31ليجزي ) متعلقة بما دل عليه معنى الملك ، أي يضل ويهدي ليجزي . وقيل : بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30بمن ضل ) ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30بمن اهتدى ) ، واللام للصيرورة ، والمعنى : إن عاقبة أمرهم جميعا للجزاء بما عملوا ، أي بعقاب ما عملوا ، والحسنى : الجنة . وقيل : التقدير بالأعمال الحسنى ، وحين ذكر جزاء المسيء قال : بما عملوا ، وحين ذكر جزاء المحسن أتى بالصفة التي تقتضي التفضل ، وتدل على الكرم والزيادة للمحسن ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون ) ، والأحسن تأنيث الحسنى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : لنجزي ونجزي بالنون فيهما .
وتقدم الكلام في الكبائر في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ) في سورة النساء .
nindex.php?page=treesubj&link=21480والذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر ، " والفواحش " معطوف على كبائر ، وهي ما فحش من الكبائر ، أفردها بالذكر لتدل على عظم مرتكبها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والكبائر : الذنوب التي لا يسقط عقابها إلا بالتوبة . انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32إلا اللمم ) : استثناء منقطع ، لأنه لم يدخل تحت ما قبله ، وهو صغار الذنوب ، أو صفة إلى كبائر الإثم غير اللمم ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله ) ، أي غير الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لفسدتا ) . وقيل : يصح أن يكون استثناء متصلا ، وهذا يظهر عند تفسير اللمم ما هو ، وقد اختلفوا فيه اختلافا ، فقال
الخدري : هو النظرة والغمزة والقبلة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الخطرة من الذنب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي والكلبي : كل ذنب لم يذكر الله تعالى عليه حدا ولا عذابا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
وابن زيد : ما ألموا به من الشرك والمعاصي في الجاهلية قبل الإسلام .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم وابنه : أن سبب الآية قول الكفار للمسلمين : قد كنتم بالأمس تعملون أعمالنا ، فنزلت ، وهي مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ) . وقيل : نزلت في نبهان التمار ، وحديثه مشهور . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : العلقة والسقطة دون دوام ، ثم يتوب منه . وقال
الحسن : والزنا والسرقة والخمر ، ثم لا يعود . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب : ما خطر على القلب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17213نفطويه : ما ليس بمعتاد . وقال
الرماني : الهم بالذنب ، وحديث النفس دون أن يواقع . وقيل : نظرة الفجأة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32إن ربك واسع المغفرة ) ، حيث يكفر الصغائر باجتناب الكبائر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والكبائر بالتوبة . انتهى ،
[ ص: 165 ] وفيه نزغة الاعتزال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32هو أعلم بكم ) : قيل نزلت في قوم من
اليهود عظموا أنفسهم ، وإذا مات طفل لهم قالوا : هذا صديق عند الله . وقيل : في قوم من المؤمنين فخروا بأعمالهم ، والظاهر أنه خطاب عام ، وأعلم على بابها من التفضيل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي : بمعنى عالم بكم ، ولا ضرورة إلى إخراجها عن أصل موضوعها . كأن
مكيا راعى عمل أعلم في الظرف الذي هو : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32إذ أنشأكم من الأرض ) ، والظاهر أن المراد بـ أنشأكم : أنشأ أصلكم وهو
آدم . ويجوز أن يراد من فضلة الأغذية التي منشؤها من الأرض ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32فلا تزكوا أنفسكم ) : أي لا تنسبوها إلى زكاء الأعمال والطهارة عن المعاصي ، ولا تثنوا عليها واهضموها ، فقد علم الله منكم الزكي والتقي قبل إخراجكم من صلب
آدم ، وقبل إخراجكم من بطون أمهاتكم .
وكثيرا ما ترى من المتصلحين ، إذا حدثوا ، كان وردنا البارحة كذا ، وفاتنا من وردنا البارحة ، أو فاتنا وردنا ، يوهمون الناس أنهم يقومون بالليل . وترى لبعضه في جبينه سوادا يوهم أنه من كثرة السجود ، ولبعضهم احتضار النية حالة الإحرام ، فيحرك يديه مرارا ، ويصعق حتى ينزعج من بجانبه ، وكأنه يخطف شيئا بيديه وقت التحريكة الأخيرة ، يوهم أنه يحافظ على تحقيق النية . وبعضهم يقول في حلفه : وحق البيت الذي زرت ، يعلم أنه حاج ، وإذا لاح له فلس يثب عليه وثوب الأسد على الفريسة ، ولا يلحقه شيء من الوسواس ، ولا من إحضار النية في أخذه ، وتراه يحب الثناء عليه بالأوصاف الجميلة التي هو عارضها . وقيل : المعنى لا يزكي بعضكم بعضا تزكية السمعة أو المدح للدنيا ، أو تزكية بالقطع . وأما التزكية لإثبات الحقوق فجائزة للضرورة .
والجنين : ما كان في البطن ، فإذا خرج سمي ولدا أو سقطا . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32في بطون أمهاتكم ) تنبيه على كمال العلم والقدرة ، فإن بطن الأم في غاية الظلمة ، ومن علم حاله وهو مجن ، لا يخفى عليه حاله وهو ظاهر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32بمن اتقى ) : قيل الشرك . وقال
علي : عمل حسنة وارعوى عن معصية .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=29024وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) .
( وَكَمْ ) : هِيَ خَبَرِيَّةٌ ، وَمَعْنَاهَا هُنَا : التَّكْثِيرُ ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26لَا تُغْنِي ) ; وَالْغِنَى : جَلْبُ النَّفْعِ وَدَفْعُ الضُّرِّ ، بِحَسَبِ الْأَمْرِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْغِنَى . وَكَمْ لَفْظُهَا مُفْرَدٌ ، وَمَعْنَاهَا جَمْعٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( شَفَاعَتُهُمْ ) ، بِإِفْرَادِ الشَّفَاعَةِ وَجَمْعِ الضَّمِيرِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : شَفَاعَتُهُ ، بِإِفْرَادِ الشَّفَاعَةِ وَالضَّمِيرِ ;
وَابْنُ مِقْسَمٍ : شَفَاعَاتُهُمْ ، بِجَمْعِهِمَا ، وَهُوَ اخْتِيَارُ صَاحِبِ الْكَامِلِ ، أَيِ
الْقَاسِمِ الْهُذَلِيِّ . وَأُفْرِدَتِ الشَّفَاعَةُ فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ لِأَنَّهَا مَصْدَرٌ ، وَلِأَنَّهُمْ لَوْ شَفَعَ جَمِيعُهُمْ لِوَاحِدٍ ، لَمْ تُغْنِ شَفَاعَتُهُمْ عَنْهُ شَيْئًا . فَإِذَا كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ وَرِضَاهُ ، أَيْ يَرْضَاهُ أَهْلًا لِلشَّفَاعَةِ ، فَكَيْفَ تَشْفَعُ الْأَصْنَامُ لِمَنْ يَعْبُدُهَا ؟ وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=27تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى ) : كَوْنُهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ بَنَاتُ اللَّهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=150وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ) : هُمُ الْعَرَبُ مُنْكِرُو الْبَعْثِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=28وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) : أَيْ مَا يُدْرِكُهُ الْعِلْمُ لَا يَنْفَعُ فِيهِ الظَّنُّ ، وَإِنَّمَا يُدْرَكُ بِالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ . قِيلَ : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْحَقِّ هُنَا هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، أَيِ الْأَوْصَافُ الْإِلَهِيَّةُ لَا تُسْتَخْرَجُ بِالظُّنُونِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا ) ، مُوَادَعَةٌ
[ ص: 164 ] مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) : أَيْ لَمْ تَتَعَلَّقْ إِرَادَتُهُ بِغَيْرِهَا ، فَلَيْسَ لَهُ فِكْرٌ فِي سِوَاهَا ،
كَالنَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ . وَالذِّكْرُ هُنَا : الْقُرْآنُ ، أَوِ الْإِيمَانُ ، أَوِ الرَّسُولُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَقْوَالٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا ) : هُوَ سَبَبُ الْإِعْرَاضِ ، لِأَنَّ مَنْ لَا يُصْغِي إِلَى قَوْلٍ كَيْفَ يَفْهَمُ مَعْنَاهُ ؟ فَأُمِرَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِالْإِعْرَاضِ عَنْ مَنْ هَذِهِ حَالُهُ ، ثُمَّ ذُكِرَ سَبَبُ التَّوَلِّي عَنِ الذِّكْرِ ، وَهُوَ حَصْرُ إِرَادَتِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . فَالتَّوَلِّي عَنِ الذِّكْرِ سَبَبٌ لِلْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ ، وَإِيثَارُ الدُّنْيَا سَبَبُ التَّوَلِّي عَنِ الذِّكْرِ ، وَذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى تَعَلُّقِهِمْ بِالدُّنْيَا وَتَحْصِيلِهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30مَبْلَغُهُمْ ) : غَايَتُهُمْ وَمُنْتَهَاهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ، وَهُوَ مَا تَعَلَّقَتْ بِهِ عُلُومُهُمْ مِنْ مَكَاسِبِ الدُّنْيَا ، كَالْفِلَاحَةِ وَالصَّنَائِعِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) . وَلَمَّا ذَكَرَ مَا هُمْ عَلَيْهِ ، أَخْبَرَ تَعَالَى بِأَنَّهُ عَالِمٌ بِالضَّالِّ وَالْمُهْتَدِي ، وَهُوَ مُجَازِيهِمَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) : اعْتِرَاضٌ . انْتَهَى ، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ : هُوَ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ ( فَأَعْرِضْ ) وَبَيْنَ ( إِنَّ رَبَّكَ ) ، وَلَا يَظْهَرُ هَذَا الَّذِي يَقُولُهُ مِنَ الِاعْتِرَاضِ . وَقِيلَ : ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى جَعْلِهِمُ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتِ اللَّهِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : صَغَّرَ رَأْيَهُمْ وَسَفَّهَ أَحْلَامَهُمْ ، أَيْ غَايَةُ عُقُولِهِمْ وَنِهَايَةُ عُلُومِهِمْ أَنْ آثَرُوا الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ . وَقِيلَ : ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى الظَّنِّ ، أَيْ غَايَةُ مَا يَفْعَلُونَ أَنْ يَأْخُذُوا بِالظَّنِّ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ ) فِي مَعْرِضِ التَّسْلِيَةِ ، إِذْ كَانَ مِنْ خُلُقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْحِرْصُ عَلَى إِيمَانِهِمْ ، وَفِي ذَلِكَ وَعِيدٌ لِلْكُفَّارِ ، وَوَعْدٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) : أَخْبَرَ أَنَّ مَنْ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالْعَالَمِ السُّفْلِيِّ مِلْكُهُ تَعَالَى ، يَتَصَرَّفُ فِيهِمَا بِمَا شَاءَ . وَاللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=31لِيَجْزِيَ ) مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ مَعْنَى الْمِلْكِ ، أَيْ يُضِلُّ وَيَهْدِي لِيَجْزِيَ . وَقِيلَ : بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30بِمَنْ ضَلَّ ) ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30بِمَنِ اهْتَدَى ) ، وَاللَّامُ لِلصَّيْرُورَةِ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّ عَاقِبَةَ أَمْرِهِمْ جَمِيعًا لِلْجَزَاءِ بِمَا عَمِلُوا ، أَيْ بِعِقَابِ مَا عَمِلُوا ، وَالْحُسْنَى : الْجَنَّةُ . وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ بِالْأَعْمَالِ الْحُسْنَى ، وَحِينَ ذَكَرَ جَزَاءَ الْمُسِيءِ قَالَ : بِمَا عَمِلُوا ، وَحِينَ ذَكَرَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِ أَتَى بِالصِّفَةِ الَّتِي تَقْتَضِي التَّفَضُّلَ ، وَتَدُلُّ عَلَى الْكَرَمِ وَالزِّيَادَةِ لِلْمُحْسِنِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ، وَالْأَحْسَنُ تَأْنِيثُ الْحُسْنَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : لِنَجْزِيَ وَنَجْزِيَ بِالنُّونِ فِيهِمَا .
وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْكَبَائِرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ) فِي سُورَةِ النِّسَاءِ .
nindex.php?page=treesubj&link=21480وَالذُّنُوبُ تَنْقَسِمُ إِلَى كَبَائِرَ وَصَغَائِرَ ، " وَالْفَوَاحِشَ " مَعْطُوفٌ عَلَى كَبَائِرَ ، وَهِيَ مَا فَحُشَ مِنَ الْكَبَائِرِ ، أَفْرَدَهَا بِالذِّكْرِ لِتَدُلَّ عَلَى عِظَمِ مُرْتَكِبِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْكَبَائِرُ : الذُّنُوبُ الَّتِي لَا يَسْقُطُ عِقَابُهَا إِلَّا بِالتَّوْبَةِ . انْتَهَى ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32إِلَّا اللَّمَمَ ) : اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ مَا قَبْلَهُ ، وَهُوَ صِغَارُ الذُّنُوبِ ، أَوْ صِفَةٌ إِلَى كَبَائِرِ الْإِثْمِ غَيْرِ اللَّمَمِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ ) ، أَيْ غَيْرُ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَفَسَدَتَا ) . وَقِيلَ : يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا ، وَهَذَا يَظْهَرُ عِنْدَ تَفْسِيرِ اللَّمَمِ مَا هُوَ ، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ اخْتِلَافًا ، فَقَالَ
الْخُدْرِيُّ : هُوَ النَّظْرَةُ وَالْغَمْزَةُ وَالْقُبْلَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْخَطْرَةُ مِنَ الذَّنْبِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ وَالْكَلْبِيُّ : كُلُّ ذَنْبٍ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ حَدًّا وَلَا عَذَابًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
وَابْنُ زَيْدٍ : مَا أَلَمُّوا بِهِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ nindex.php?page=showalam&ids=15944وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَابْنِهِ : أَنَّ سَبَبَ الْآيَةِ قَوْلُ الْكُفَّارِ لِلْمُسْلِمِينَ : قَدْ كُنْتُمْ بِالْأَمْسِ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَنَا ، فَنَزَلَتْ ، وَهِيَ مِثْلُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ) . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي نَبْهَانَ التَّمَّارِ ، وَحَدِيثُهُ مَشْهُورٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : الْعَلَقَةُ وَالسَّقْطَةُ دُونَ دَوَامٍ ، ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَالْخَمْرُ ، ثُمَّ لَا يَعُودُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيَّبِ : مَا خَطَرَ عَلَى الْقَلْبِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17213نِفْطَوَيْهِ : مَا لَيْسَ بِمُعْتَادٍ . وَقَالَ
الرُّمَّانِيُّ : الْهَمُّ بِالذَّنْبِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ دُونَ أَنْ يُوَاقِعَ . وَقِيلَ : نَظْرَةُ الْفَجْأَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) ، حَيْثُ يُكَفِّرُ الصَّغَائِرَ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْكَبَائِرَ بِالتَّوْبَةِ . انْتَهَى ،
[ ص: 165 ] وَفِيهِ نَزْغَةُ الِاعْتِزَالِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ ) : قِيلَ نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ
الْيَهُودِ عَظَّمُوا أَنْفُسَهُمْ ، وَإِذَا مَاتَ طِفْلٌ لَهُمْ قَالُوا : هَذَا صِدِّيقٌ عِنْدَ اللَّهِ . وَقِيلَ : فِي قَوْمٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَخَرُوا بِأَعْمَالِهِمْ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ خِطَابٌ عَامٌّ ، وَأَعْلَمُ عَلَى بَابِهَا مِنَ التَّفْضِيلِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ : بِمَعْنَى عَالِمٌ بِكُمْ ، وَلَا ضَرُورَةَ إِلَى إِخْرَاجِهَا عَنْ أَصْلِ مَوْضُوعِهَا . كَأَنَّ
مَكِّيًّا رَاعَى عَمَلَ أَعْلَمَ فِي الظَّرْفِ الَّذِي هُوَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ) ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِـ أَنْشَأَكُمْ : أَنْشَأَ أَصْلَكُمْ وَهُوَ
آدَمُ . وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ مِنْ فَضْلَةِ الْأَغْذِيَةِ الَّتِي مَنْشَؤُهَا مِنَ الْأَرْضِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ) : أَيْ لَا تَنْسُبُوهَا إِلَى زَكَاءِ الْأَعْمَالِ وَالطَّهَارَةِ عَنِ الْمَعَاصِي ، وَلَا تُثْنُوا عَلَيْهَا وَاهْضِمُوهَا ، فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْكُمُ الزَّكِيَّ وَالتَّقِيَّ قَبْلَ إِخْرَاجِكُمْ مِنْ صُلْبِ
آدَمَ ، وَقَبْلَ إِخْرَاجِكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ .
وَكَثِيرًا مَا تَرَى مِنَ الْمُتَصَلِّحِينَ ، إِذَا حَدَّثُوا ، كَانَ وِرْدُنَا الْبَارِحَةَ كَذَا ، وَفَاتَنَا مِنْ وِرْدِنَا الْبَارِحَةَ ، أَوْ فَاتَنَا وِرْدُنَا ، يُوهِمُونَ النَّاسَ أَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِاللَّيْلِ . وَتَرَى لِبَعْضِهِ فِي جَبِينِهِ سَوَادًا يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ ، وَلِبَعْضِهِمُ احْتِضَارُ النِّيَّةِ حَالَةَ الْإِحْرَامِ ، فَيُحَرِّكُ يَدَيْهِ مِرَارًا ، وَيُصْعَقُ حَتَّى يَنْزَعِجَ مَنْ بِجَانِبِهِ ، وَكَأَنَّهُ يَخْطِفُ شَيْئًا بِيَدَيْهِ وَقْتَ التَّحْرِيكَةِ الْأَخِيرَةِ ، يُوهِمُ أَنَّهُ يُحَافِظُ عَلَى تَحْقِيقِ النِّيَّةِ . وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فِي حَلِفِهِ : وَحَقِّ الْبَيْتِ الَّذِي زُرْتُ ، يُعْلِمُ أَنَّهُ حَاجٌّ ، وَإِذَا لَاحَ لَهُ فَلْسٌ يَثِبُ عَلَيْهِ وُثُوبَ الْأَسَدِ عَلَى الْفَرِيسَةِ ، وَلَا يَلْحَقُهُ شَيْءٌ مِنَ الْوَسْوَاسِ ، وَلَا مِنْ إِحْضَارِ النِّيَّةِ فِي أَخْذِهِ ، وَتَرَاهُ يُحِبُّ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ بِالْأَوْصَافِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي هُوَ عَارِضُهَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَا يُزَكِّي بَعْضُكُمْ بَعْضًا تَزْكِيَةَ السُّمْعَةِ أَوِ الْمَدْحِ لِلدُّنْيَا ، أَوْ تَزْكِيَةً بِالْقَطْعِ . وَأَمَّا التَّزْكِيَةُ لِإِثْبَاتِ الْحُقُوقِ فَجَائِزَةٌ لِلضَّرُورَةِ .
وَالْجَنِينُ : مَا كَانَ فِي الْبَطْنِ ، فَإِذَا خَرَجَ سُمِّيَ وَلَدًا أَوْ سَقْطًا . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ) تَنْبِيهٌ عَلَى كَمَالِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ ، فَإِنَّ بَطْنَ الْأُمِّ فِي غَايَةِ الظُّلْمَةِ ، وَمَنْ عَلِمَ حَالَهُ وَهُوَ مُجَنٌّ ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُهُ وَهُوَ ظَاهِرٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32بِمَنِ اتَّقَى ) : قِيلَ الشِّرْكُ . وَقَالَ
عَلِيٌّ : عَمِلَ حَسَنَةً وَارْعَوَى عَنْ مَعْصِيَةٍ .