[ ص: 338 ] سورة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=24406_30180_30292_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_32408_34199_34513_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_32408_34199_34211_34339_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_34513_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_32408_34199_34200_34202_34207_34214_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_32408_34199_34200_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=31791_32223_34149_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=31791_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30539_33678_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين nindex.php?page=treesubj&link=28867_29785_31011_32438_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنـزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون .
وهي مكية بإجماعهم من غير خلاف نعلمه .
قوله عز وجل : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب " افتعل ، من القرب ، يقال : قرب الشيء
[ ص: 339 ] واقترب . وهذه الآية نزلت في كفار
مكة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : اقترب للناس وقت حسابهم . وقيل : اللام في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1للناس " بمعنى ( من ) . والمراد بالحساب : محاسبة الله لهم على أعمالهم .
وفي معنى قربه قولان :
أحدهما : أنه آت ، وكل آت قريب .
والثاني : لأن الزمان - لكثرة ما مضى وقلة ما بقي - قريب .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1وهم في غفلة " ; أي : عما يفعل الله بهم ذلك اليوم ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1معرضون " عن التأهب له . وقيل : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس " عام ، والغفلة والإعراض خاص في الكفار ، بدلالة قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث " ، وفي هذا الذكر ثلاثة أقوال :
أحدهما : أنه القرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ; فعلى هذا تكون الإشارة بقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2محدث " إلى إنزاله له ; لأنه أنزل شيئا بعد شيء .
والثاني : أنه ذكر من الأذكار ، وليس بالقرآن ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش : هو ذكر من رسول الله ، وليس بالقرآن .
والثالث : أنه رسول الله ، بدليل قوله في سياق الآية : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هل هذا إلا بشر مثلكم " ، قاله
الحسن بن الفضل .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2إلا استمعوه وهم يلعبون " قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يستمعون القرآن مستهزئين .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهية قلوبهم " ; أي : غافلة عما يراد بهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى : إلا استمعوه لاعبين لاهية قلوبهم ، ويجوز أن يكون منصوبا بقوله :
[ ص: 340 ] "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2يلعبون " . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : ( لاهية ) بالرفع .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62وأسروا النجوى " ; أي : تناجوا فيما بينهم ، يعني : المشركين . ثم بين من هم ، فقال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3الذين ظلموا " ; أي : أشركوا بالله . و " الذين " في موضع رفع على البدل من الضمير في " وأسروا " . ثم بين سرهم الذي تناجوا به ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هل هذا إلا بشر مثلكم ; أي : آدمي ، فليس بملك ، وهذا إنكار لنبوته . وبعضهم يقول : " أسروا " هاهنا بمعنى : أظهروا ; لأنه من الأضداد .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3أفتأتون السحر " ; أي : أفتقبلون السحر ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وأنتم تبصرون " أنه سحر ؟ يعنون : أن متابعة
محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قال ربي " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : ( قل ربي ) . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : ( قال ربي ) ، وكذلك هي في مصاحف الكوفيين ، وهذا على الخبر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4يعلم القول ; أي : لا يخفى عليه شيء يقال في السماء والأرض ، فهو عالم بما أسررتم . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : رد بـ " بل " على معنى تكذيبهم ، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم ; لأن معناه الإخبار عن الجاحدين ، وأعلم أن المشركين كانوا قد تحيروا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاختلفت أقوالهم فيه ، فبعضهم يقول : هذا الذي يأتي به سحر ، وبعضهم يقول : أضغاث أحلام ، وهي الأشياء المختلطة ترى في المنام ، وقد شرحناها في ( يوسف : 44 ) ، وبعضهم يقول : افتراه ; أي : اختلقه ، وبعضهم يقول : هو شاعر ،
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5فليأتنا بآية كالناقة والعصا ، فاقترحوا الآيات التي لا إمهال بعدها .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم " يعني : مشركي
مكة ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6من قرية " وصف القرية ، والمراد : أهلها ، والمعنى : أن الأمم التي أهلكت بتكذيب الآيات ، لم يؤمنوا
[ ص: 341 ] بالآيات لما أتتهم ، فكيف يؤمن هؤلاء ؟ وهذه إشارة إلى أن الآية لا تكون سببا للإيمان ، إلا أن يشاء الله .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا " هذا جواب قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هل هذا إلا بشر مثلكم .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7نوحي إليهم " قرأ الأكثرون : ( يوحى ) بالياء . وروى
حفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : ( نوحي ) بالنون . وقد شرحنا هذه الآية في ( النحل : 43 ) .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم " يعني : الرسل ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8جسدا " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : لم يقل : أجسادا ; لأنه اسم الجنس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : وما جعلناهم جسدا ليس فيهم روح . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : ما جعلنا الأنبياء قبله أجسادا لا تأكل الطعام ، ولا تموت فنجعله كذلك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد وثعلب جميعا :
العرب إذا جاءت بين الكلام بجحدين ، كان الكلام إخبارا ، فمعنى الآية : إنما جعلناهم جسدا ليأكلوا الطعام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : المعنى : وما جعلناهم جسدا إلا ليأكلوا الطعام .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد " يعني : الأنبياء أنجزنا وعدهم الذي وعدناهم بإنجائهم وإهلاك مكذبيهم ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فأنجيناهم ومن نشاء " وهم الذين صدقوهم ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وأهلكنا المسرفين " يعني : أهل الشرك ; وهذا تخويف لأهل
مكة . ثم ذكر منته عليهم بالقرآن ، فقال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم " ، وفيه ثلاثة أقوال :
أحدها : فيه شرفكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني : فيه دينكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، يعني : فيه ما تحتاجون إليه من أمر دينكم .
والثالث : فيه تذكرة لكم لما تلقونه من رجعة أو عذاب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10أفلا تعقلون " ما فضلتكم به على غيركم .
[ ص: 342 ]
[ ص: 338 ] سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=24406_30180_30292_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_32408_34199_34513_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_32408_34199_34211_34339_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_34091_34513_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_32024_32408_34199_34200_34202_34207_34214_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلْ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_32408_34199_34200_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31791_32223_34149_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31791_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_30539_33678_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28867_29785_31011_32438_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْـزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِإِجْمَاعِهِمْ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ نَعْلَمُهُ .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ " افْتَعَلَ ، مِنَ الْقُرْبِ ، يُقَالُ : قَرُبَ الشَّيْءُ
[ ص: 339 ] وَاقْتَرَبَ . وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي كُفَّارِ
مَكَّةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ وَقْتَ حِسَابِهِمْ . وَقِيلَ : اللَّامُ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1لِلنَّاسِ " بِمَعْنَى ( مِنْ ) . وَالْمُرَادُ بِالْحِسَابِ : مُحَاسَبَةُ اللَّهِ لَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ .
وَفِي مَعْنَى قُرْبِهُ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ آتٍ ، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ .
وَالثَّانِي : لِأَنَّ الزَّمَانَ - لِكَثْرَةِ مَا مَضَى وَقِلَّةِ مَا بَقِيَ - قَرِيبٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ " ; أَيْ : عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِهِمْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1مُعْرِضُونَ " عَنِ التَّأَهُّبِ لَهُ . وَقِيلَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ " عَامٌّ ، وَالْغَفْلَةُ وَالْإِعْرَاضُ خَاصٌّ فِي الْكُفَّارِ ، بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ " ، وَفِي هَذَا الذِّكْرِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ الْقُرْآنُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ; فَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مُحْدَثٍ " إِلَى إِنْزَالِهِ لَهُ ; لِأَنَّهُ أُنْزِلَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ ذِكْرٌ مِنَ الْأَذْكَارِ ، وَلَيْسَ بِالْقُرْآنِ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النِّقَاشُ : هُوَ ذِكْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَلَيْسَ بِالْقُرْآنِ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي سِيَاقِ الْآيَةِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ " ، قَالَهُ
الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ مُسْتَهْزِئِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ " ; أَيْ : غَافِلَةً عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى : إِلَّا اسْتَمَعُوهُ لَاعِبِينَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِقَوْلِهِ :
[ ص: 340 ] "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2يَلْعَبُونَ " . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : ( لَاهِيَةٌ ) بِالرَّفْعِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62وَأَسَرُّوا النَّجْوَى " ; أَيْ : تَنَاجَوْا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، يَعْنِي : الْمُشْرِكِينَ . ثُمَّ بَيَّنَ مَنْ هُمْ ، فَقَالَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3الَّذِينَ ظَلَمُوا " ; أَيْ : أَشْرَكُوا بِاللَّهِ . وَ " الَّذِينَ " فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " وَأَسَرُّوا " . ثُمَّ بَيَّنَ سِرِّهُمُ الَّذِي تَنَاجَوْا بِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ; أَيْ : آدَمِيٌّ ، فَلَيْسَ بِمَلِكٍ ، وَهَذَا إِنْكَارٌ لِنُبُوَّتِهِ . وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : " أَسَرُّوا " هَاهُنَا بِمَعْنَى : أَظْهَرُوا ; لِأَنَّهُ مِنَ الْأَضْدَادِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ " ; أَيْ : أَفَتَقْبَلُونَ السِّحْرَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ " أَنَّهُ سَحْرٌ ؟ يَعْنُونَ : أَنَّ مُتَابِعَةَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَابَعَةُ السِّحْرِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قَالَ رَبِّي " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11948وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ : ( قُلْ رَبِّي ) . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَحَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ : ( قَالَ رَبِّي ) ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ الْكُوفِيِّينَ ، وَهَذَا عَلَى الْخَبَرِ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4يَعْلَمُ الْقَوْلَ ; أَيْ : لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ يُقَالُ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا أَسْرَرْتُمْ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : رَدٌّ بِـ " بَلْ " عَلَى مَعْنَى تَكْذِيبِهِمْ ، وَإِنْ لَمْ يَظْهَرْ قَبْلَهُ الْكَلَامُ بِجُحُودِهِمْ ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ عَنِ الْجَاحِدِينَ ، وَأَعْلَمَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا قَدْ تَحَيَّرُوا فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاخْتَلَفَتْ أَقْوَالُهُمْ فِيهِ ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : هَذَا الَّذِي يَأْتِي بِهِ سِحْرٌ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ، وَهِيَ الْأَشْيَاءُ الْمُخْتَلَطَةُ تُرَى فِي الْمَنَامِ ، وَقَدْ شَرَحْنَاهَا فِي ( يُوسُفَ : 44 ) ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : افْتَرَاهُ ; أَيِ : اخْتَلَقَهُ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : هُوَ شَاعِرٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَالنَّاقَةِ وَالْعَصَا ، فَاقْتَرَحُوا الْآيَاتِ الَّتِي لَا إِمْهَالَ بَعْدَهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ " يَعْنِي : مُشْرِكِي
مَكَّةَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مِنْ قَرْيَةٍ " وَصَفَ الْقَرْيَةِ ، وَالْمُرَادُ : أَهْلُهَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْأُمَمَ الَّتِي أُهْلِكَتْ بِتَكْذِيبِ الْآيَاتِ ، لَمْ يُؤْمِنُوا
[ ص: 341 ] بِالْآيَاتِ لَمَّا أَتَتْهُمْ ، فَكَيْفَ يُؤْمِنُ هَؤُلَاءِ ؟ وَهَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْآيَةَ لَا تَكُونُ سَبَبًا لِلْإِيمَانِ ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا " هَذَا جَوَابُ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7نُوحِي إِلَيْهِمْ " قَرَأَ الْأَكْثَرُونَ : ( يُوحَى ) بِالْيَاءِ . وَرَوَى
حَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ : ( نُوحِي ) بِالنُّونِ . وَقَدْ شَرَحْنَا هَذِهِ الْآيَةَ فِي ( النَّحْلِ : 43 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ " يَعْنِي : الرُّسُلَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8جَسَدًا " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : لَمْ يَقُلْ : أَجْسَادًا ; لِأَنَّهُ اسْمُ الْجِنْسِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَيْسَ فِيهِمْ رُوحٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : مَا جَعَلْنَا الْأَنْبِيَاءَ قَبْلَهُ أَجْسَادًا لَا تَأْكُلُ الطَّعَامَ ، وَلَا تَمُوتُ فَنَجْعَلُهُ كَذَلِكَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ وَثَعْلَبٌ جَمِيعًا :
الْعَرَبُ إِذَا جَاءَتْ بَيْنَ الْكَلَامِ بِجَحْدَيْنِ ، كَانَ الْكَلَامُ إِخْبَارًا ، فَمَعْنَى الْآيَةِ : إِنَّمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لِيَأْكُلُوا الطَّعَامَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : الْمَعْنَى : وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا إِلَّا لِيَأْكُلُوا الطَّعَامَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ " يَعْنِي : الْأَنْبِيَاءَ أَنْجَزْنَا وَعْدَهُمُ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ بِإِنْجَائِهِمْ وَإِهْلَاكِ مُكَذِّبِيهِمْ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ " وَهُمُ الَّذِينَ صَدَّقُوهُمْ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ " يَعْنِي : أَهْلَ الشِّرْكِ ; وَهَذَا تَخْوِيفٌ لِأَهْلِ
مَكَّةَ . ثُمَّ ذَكَرَ مِنَّتَهُ عَلَيْهِمْ بِالْقُرْآنِ ، فَقَالَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ " ، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهَا : فِيهِ شَرَفُكُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي : فِيهِ دِينُكُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، يَعْنِي : فِيهِ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ .
وَالثَّالِثُ : فِيهِ تَذْكِرَةٌ لَكُمْ لِمَا تَلْقَوْنَهُ مِنْ رَجْعَةٍ أَوْ عَذَابٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10أَفَلا تَعْقِلُونَ " مَا فَضَّلْتُكُمْ بِهِ عَلَى غَيْرِكُمْ .
[ ص: 342 ]