nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31855_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=68قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين nindex.php?page=treesubj&link=29676_31848_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم nindex.php?page=treesubj&link=29676_30539_31848_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=70وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين nindex.php?page=treesubj&link=29676_31862_34161_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين nindex.php?page=treesubj&link=31848_31891_33975_34169_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا [ ص: 366 ] صالحين nindex.php?page=treesubj&link=28639_31891_32946_33975_842_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=68وانصروا آلهتكم " ; أي : بتحريقه ; لأنه يعيبها ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=68إن كنتم فاعلين " ; أي : ناصريها .
الإشارة إلى القصة
ذكر أهل التفسير أنهم حبسوا
إبراهيم عليه السلام في بيت ، ثم بنوا له حيرا طول جداره ستون ذراعا إلى سفح جبل منيف ، ونادى منادي الملك : أيها الناس احتطبوا
لإبراهيم ، ولا يتخلفن عن ذلك صغير ولا كبير ، فمن تخلف ألقي في تلك النار ، ففعلوا ذلك أربعين ليلة ، حتى إن كانت المرأة لتقول : إن ظفرت بكذا لأحتطبن لنار
إبراهيم ، حتى إذا كان الحطب يساوي رأس الجدار سدوا أبواب الحير وقذفوا فيه النار ، فارتفع لهبها ، حتى إن كان الطائر ليمر بها فيحترق من شدة حرها ، ثم بنوا بنيانا شامخا ، وبنوا فوقه منجنيقا ، ثم رفعوا
إبراهيم على رأس البنيان ، فرفع
إبراهيم رأسه إلى السماء ، فقال : اللهم أنت الواحد في السماء ، وأنا الواحد في الأرض ، ليس في الأرض أحد يعبدك غيري ، حسبي الله ونعم الوكيل ، فقالت السماء ، والأرض ، والجبال ، والملائكة : ربنا
إبراهيم يحرق فيك ، فائذن لنا في نصرته ، فقال : أنا أعلم به ، وإن دعاكم فأغيثوه ; فقذفوه في النار وهو ابن ست عشرة سنة ، وقيل : ست وعشرين ، فقال : حسبي الله ونعم الوكيل ، فاستقبله
جبريل ، فقال : يا
إبراهيم ألك حاجة ؟ قال : أما إليك
[ ص: 367 ] فلا ، قال
جبريل : فسل ربك ، فقال : حسبي من سؤالي علمه بحالي ، فقال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، فلم تبق نار على وجه الأرض يومئذ إلا طفئت وظنت أنها عنيت . وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أن
جبريل هو الذي ناداها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لو لم يتبع بردها سلاما لمات
إبراهيم من بردها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : فأخذت الملائكة بضبعي
إبراهيم ، فأجلسوه على الأرض ، فإذا عين من ماء عذب ، وورد أحمر ونرجس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب : فما أحرقت النار من
إبراهيم إلا وثاقه ، وأقام في ذلك الموضع سبعة أيام ، وقال غيرهما : أربعين أو خمسين يوما ، فنزل
جبريل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة ، فألبسه القميص وأجلسه على الطنفسة ، وقعد معه يحدثه . وإن آزر أتى
نمرود فقال : ائذن لي أن أخرج عظام
إبراهيم فأدفنها ، فانطلق نمرود ومعه الناس ، فأمر بالحائط فنقب ، فإذا
إبراهيم في روضة تهتز وثيابه تندى ، وعليه القميص وتحته الطنفسة ، والملك إلى جنبه ، فناداه
نمرود : يا
إبراهيم ; إن إلهك الذي بلغت قدرته هذا لكبير ، هل تستطيع أن تخرج ؟ قال : نعم ، فقام إبراهيم يمشي حتى خرج . فقال : من الذي رأيت معك ؟ قال : ملك أرسله إلي ربي ليؤنسني ، فقال
نمرود : إني مقرب
[ ص: 368 ] لإلهك قربانا؛ لما رأيت من قدرته . فقال : إذن لا يقبل الله منك ما كنت على دينك ، فقال : يا
إبراهيم ; لا أستطيع ترك ملكي ، ولكن سوف أذبح له ، فذبح القربان وكف عن
إبراهيم .
قال المفسرون : ومعنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69كوني بردا " ; أي : ذات برد وسلاما ; أي : سلامة . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=70وأرادوا به كيدا " وهو التحريق بالنار . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=70فجعلناهم الأخسرين " وهو أن الله تعالى سلط البعوض عليهم ، حتى أكل لحومهم وشرب دماءهم ، ودخلت واحدة في دماغ
نمرود حتى أهلكته ، والمعنى : أنهم كادوه بسوء ، فانقلب السوء عليهم .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71ونجيناه " ; أي : من
نمرود وكيده ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71ولوطا " وهو ابن أخي
إبراهيم ، وهو
لوط بن هاران بن تارح ، وكان قد آمن به ، فهاجرا من أرض
العراق إلى
الشام ، وكانت
سارة مع
إبراهيم في قول
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : إنما هي ابنة ملك
حران ، لقيها
إبراهيم فتزوجها على أن لا يغيرها ، وكانت قد طعنت على قومها في دينهم .
فأما قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71إلى الأرض التي باركنا فيها " ، ففيها قولان :
أحدهما : أنها أرض
الشام ، وهذا قول الأكثرين . وبركتها : أن الله عز وجل بعث أكثر الأنبياء منها ، وأكثر فيها الخصب والثمار والأنهار .
والثاني : أنها
مكة ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والأول أصح .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72ووهبنا له " يعني :
إبراهيم ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72إسحاق ويعقوب نافلة " ، وفي معنى النافلة قولان :
أحدهما : أنها بمعنى الزيادة ، والمراد بها :
يعقوب خاصة ، فكأنه سأل واحدا ، فأعطي اثنين ، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء .
والثاني : أن النافلة بمعنى العطية ، والمراد بها :
إسحاق ويعقوب ، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء .
[ ص: 369 ]
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72وكلا جعلنا صالحين " يعني :
إبراهيم وإسحاق ويعقوب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : " كل " يقع خبره على لفظ الواحد ; لأن لفظه لفظ الواحد ، ويقع خبره على لفظ الجميع ; لأن معناه معنى الجميع .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وجعلناهم أئمة " ; أي : رؤوسا يقتدى بهم في الخير ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73يهدون بأمرنا " ; أي : يدعون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بذلك ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وأوحينا إليهم فعل الخيرات " قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : شرائع النبوة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل : الأعمال الصالحة . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وإقام الصلاة " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : حذف الهاء من ( إقامة الصلاة )قليل في اللغة ، تقول : أقام إقامة ، والحذف جائز ; لأن الإضافة عوض من الهاء .
nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31855_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=68قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29676_31848_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=treesubj&link=29676_30539_31848_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=70وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29676_31862_34161_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31848_31891_33975_34169_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا [ ص: 366 ] صَالِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28639_31891_32946_33975_842_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=68وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ " ; أَيْ : بِتَحْرِيقِهِ ; لِأَنَّهُ يَعِيبُهَا ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=68إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ " ; أَيْ : نَاصِرِيهَا .
الْإِشَارَةُ إِلَى الْقِصَّةِ
ذَكَرَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ أَنَّهُمْ حَبَسُوا
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَيْتٍ ، ثُمَّ بَنَوْا لَهُ حَيْرًا طُولَ جِدَارِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا إِلَى سَفْحِ جَبَلٍ مُنِيفٍ ، وَنَادَى مُنَادِي الْمَلِكِ : أَيُّهَا النَّاسُ احْتَطِبُوا
لِإِبْرَاهِيمَ ، وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ عَنْ ذَلِكَ صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ ، فَمِنْ تَخَلَّفَ أُلْقِيَ فِي تِلْكَ النَّارِ ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ لَتَقُولُ : إِنْ ظَفِرْتَ بِكَذَا لِأَحْتَطِبَنَّ لِنَارِ
إِبْرَاهِيمَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْحَطَبُ يُسَاوِي رَأْسَ الْجِدَارِ سَدُّوا أَبْوَابَ الْحَيْرِ وَقَذَفُوا فِيهِ النَّارَ ، فَارْتَفَعَ لَهَبُهَا ، حَتَّى إِنْ كَانَ الطَّائِرُ لَيَمُرُّ بِهَا فَيَحْتَرِقُ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا ، ثُمَّ بَنَوْا بُنْيَانًا شَامِخًا ، وَبَنَوْا فَوْقَهُ مَنْجَنِيقًا ، ثُمَّ رَفَعُوا
إِبْرَاهِيمَ عَلَى رَأْسِ الْبُنْيَانِ ، فَرَفَعَ
إِبْرَاهِيمُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ فِي السَّمَاءِ ، وَأَنَا الْوَاحِدُ فِي الْأَرْضِ ، لَيْسَ فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرِي ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلِ ، فَقَالَتِ السَّمَاءُ ، وَالْأَرْضُ ، وَالْجِبَالُ ، وَالْمَلَائِكَةُ : رَبَّنَا
إِبْرَاهِيمُ يُحْرَقُ فِيكَ ، فَائْذَنْ لَنَا فِي نُصْرَتِهِ ، فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ بِهِ ، وَإِنْ دَعَاكُمْ فَأَغِيثُوهُ ; فَقَذَفُوهُ فِي النَّارِ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةٍ ، وَقِيلَ : سِتٍّ وَعِشْرِينَ ، فَقَالَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَاسْتَقْبَلَهُ
جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : يَا
إِبْرَاهِيمُ أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ قَالَ : أَمَّا إِلَيْكَ
[ ص: 367 ] فَلَا ، قَالَ
جِبْرِيلُ : فَسَلْ رَبَّكَ ، فَقَالَ : حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَلَمْ تَبْقَ نَارٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا طُفِئَتْ وَظَنَّتْ أَنَّهَا عُنِيَتْ . وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ أَنَّ
جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي نَادَاهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَوْ لَمْ يُتْبِعْ بَرْدَهَا سَلَامًا لَمَاتَ
إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَرْدِهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : فَأَخَذَتِ الْمَلَائِكَةُ بِضَبْعَيْ
إِبْرَاهِيمَ ، فَأَجْلَسُوهُ عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِذَا عَيْنٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ ، وَوَرْدٌ أَحْمَرُ وَنَرْجِسٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبٌ nindex.php?page=showalam&ids=17285وَوَهْبٌ : فَمَا أَحْرَقَتِ النَّارُ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ إِلَّا وَثَاقَهُ ، وَأَقَامَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا : أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ يَوْمًا ، فَنَزَلَ
جِبْرِيلُ بِقَمِيصٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَطَنْفَسَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَلْبَسَهُ الْقَمِيصَ وَأَجْلَسَهُ عَلَى الطَّنْفَسَةِ ، وَقَعَدَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ . وَإِنَّ آزَرَ أَتَى
نَمْرُودَ فَقَالَ : ائْذَنْ لِي أَنْ أُخْرِجَ عِظَامَ
إِبْرَاهِيمَ فَأَدْفِنَهَا ، فَانْطَلَقَ نَمْرُودُ وَمَعَهُ النَّاسُ ، فَأَمَرَ بِالْحَائِطِ فَنُقِبَ ، فَإِذَا
إِبْرَاهِيمُ فِي رَوْضَةٍ تَهْتَزُّ وَثِيَابُهُ تَنْدَى ، وَعَلَيْهِ الْقَمِيصُ وَتَحْتَهُ الطَّنْفَسَةُ ، وَالْمَلَكُ إِلَى جَنْبِهِ ، فَنَادَاهُ
نَمْرُودُ : يَا
إِبْرَاهِيمُ ; إِنَّ إِلَهَكَ الَّذِي بَلَغَتْ قُدْرَتُهُ هَذَا لِكَبِيرٌ ، هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَخْرُجَ ؟ قَالَ : نَعِمَ ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ يَمْشِي حَتَّى خَرَجَ . فَقَالَ : مَنِ الَّذِي رَأَيْتُ مَعَكَ ؟ قَالَ : مَلَكٌ أَرْسَلَهُ إِلَيَّ رَبِّي لِيُؤْنِسَنِي ، فَقَالَ
نَمْرُودُ : إِنِّي مُقَرِّبٌ
[ ص: 368 ] لِإِلَهِكَ قُرْبَانًا؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ قُدْرَتِهِ . فَقَالَ : إِذَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْكَ مَا كُنْتَ عَلَى دِينِكَ ، فَقَالَ : يَا
إِبْرَاهِيمُ ; لَا أَسْتَطِيعُ تَرْكَ مُلْكِي ، وَلَكِنْ سَوْفَ أَذْبَحُ لَهُ ، فَذَبَحَ الْقُرْبَانَ وَكَفَّ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : وَمَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=69كُونِي بَرْدًا " ; أَيْ : ذَاتَ بَرْدٍ وَسَلَامًا ; أَيْ : سَلَامَةً . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=70وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا " وَهُوَ التَّحْرِيقُ بِالنَّارِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=70فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ " وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَلَّطَ الْبَعُوضَ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى أَكَلَ لُحُومَهُمْ وَشَرِبَ دِمَاءَهُمْ ، وَدَخَلَتْ وَاحِدَةٌ فِي دِمَاغِ
نَمْرُودَ حَتَّى أَهْلَكَتْهُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ كَادُوهُ بِسُوءٍ ، فَانْقَلَبَ السُّوءُ عَلَيْهِمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71وَنَجَّيْنَاهُ " ; أَيْ : مِنْ
نَمْرُودَ وَكَيْدِهِ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71وَلُوطًا " وَهُوَ ابْنُ أَخِي
إِبْرَاهِيمَ ، وَهُوَ
لُوطُ بْنُ هَارَانَ بْنِ تَارِحَ ، وَكَانَ قَدْ آمَنَ بِهِ ، فَهَاجَرَا مِنْ أَرْضِ
الْعِرَاقِ إِلَى
الشَّامِ ، وَكَانَتْ
سَارَّةُ مَعَ
إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ مَلِكِ
حَرَّانَ ، لَقِيَهَا
إِبْرَاهِيمُ فَتَزَوَّجَهَا عَلَى أَنْ لَا يُغَيِّرُهَا ، وَكَانَتْ قَدْ طَعَنَتْ عَلَى قَوْمِهَا فِي دِينِهِمْ .
فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=71إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا " ، فَفِيهَا قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا أَرْضُ
الشَّامِ ، وَهَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ . وَبَرَكَتُهَا : أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ أَكْثَرَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهَا ، وَأَكْثَرَ فِيهَا الْخِصْبَ وَالثِّمَارَ وَالْأَنْهَارَ .
وَالثَّانِي : أَنَّهَا
مَكَّةُ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72وَوَهَبْنَا لَهُ " يَعْنِي :
إِبْرَاهِيمَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً " ، وَفِي مَعْنَى النَّافِلَةِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا بِمَعْنَى الزِّيَادَةِ ، وَالْمُرَادُ بِهَا :
يَعْقُوبُ خَاصَّةً ، فَكَأَنَّهُ سَأَلَ وَاحِدًا ، فَأُعْطِيَ اثْنَيْنِ ، وَهَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ .
وَالثَّانِي : أَنَّ النَّافِلَةَ بِمَعْنَى الْعَطِيَّةِ ، وَالْمُرَادُ بِهَا :
إِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ ، وَهَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ .
[ ص: 369 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=72وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ " يَعْنِي :
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : " كُلُّ " يَقَعُ خَبَرُهُ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ ; لِأَنَّ لَفْظَهُ لَفْظُ الْوَاحِدِ ، وَيَقَعُ خَبَرُهُ عَلَى لَفْظِ الْجَمِيعِ ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ مَعْنَى الْجَمِيعِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً " ; أَيْ : رُؤُوسًا يُقْتَدَى بِهِمْ فِي الْخَيْرِ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا " ; أَيْ : يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى دِينِنَا بِأَمْرِنَا إِيَّاهُمْ بِذَلِكَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : شَرَائِعُ النُّبُوَّةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ : الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73وَإِقَامَ الصَّلاةِ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : حَذْفُ الْهَاءِ مِنْ ( إِقَامَةِ الصَّلَاةِ )قَلِيلٌ فِي اللُّغَةِ ، تَقُولُ : أَقَامَ إِقَامَةً ، وَالْحَذْفَ جَائِزٌ ; لِأَنَّ الْإِضَافَةَ عِوَضٌ مِنَ الْهَاءِ .