[ ص: 401 ] سورة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=19860_30180_30291_30296_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم nindex.php?page=treesubj&link=30296_30349_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد nindex.php?page=treesubj&link=30549_32213_32408_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد nindex.php?page=treesubj&link=30539_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير .
فصل : في نزولها
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها مكية كلها ، غير آيتين نزلتا
بالمدينة : قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ومن الناس من يعبد الله على حرف ، والتي تليها [ الحج 12 ، 13 ] . وفي رواية أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها مدنية ، إلا أربع آيات نزلت
بمكة ، وهي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وما أرسلنا من قبلك من رسول . . . إلى آخر الأربع [ الحج : 53 - 57 ] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار : نزلت
بمكة إلا ثلاث آيات منها نزلت
بالمدينة :
[ ص: 402 ] nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان واللتان بعدها [ الحج : 20 - 22 ] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي : أولها مدني إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=37وبشر المحسنين [ الحج : 38 ] وسائرها مكي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : هي مكية غير ست آيات نزلت
بالمدينة ، وهي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24الحميد [ الحج 20 - 25 ] . وقال
هبة الله بن سلامة : هي من أعاجيب سور القرآن ; لأن فيها مكيا ومدنيا ، وحضريا وسفريا ، وحربيا وسلميا ، وليليا ونهاريا ، وناسخا ومنسوخا .
فأما المكي : فمن رأس الثلاثين منها إلى آخرها .
وأما المدني : فمن رأس خمس وعشرين إلى رأس ثلاثين .
وأما الليلي : فمن أولها إلى آخر خمس آيات .
وأما النهاري : فمن رأس خمس [ آيات ] إلى رأس تسع .
وأما السفري : فمن رأس تسع إلى اثنتي عشرة .
وأما الحضري : فإلى رأس العشرين [ منها ] ، نسب إلى
المدينة لقرب مدته .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1اتقوا ربكم " ; أي : احذروا عقابه ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة " الزلزلة : الحركة على الحالة الهائلة .
وفي وقت هذه الزلزلة قولان :
أحدهما : أنها يوم القيامة بعد النشور . روى
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين nindex.php?page=hadith&LINKID=699900عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ : " nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة شيء عظيم ، وقال : تدرون أي يوم ذلك ؟ فإنه يوم ينادي الرب عز وجل آدم عليه السلام : ابعث بعثا إلى النار " ، فذكر الحديث . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ ص: 403 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=691699يقول الله تعالى يوم القيامة لآدم : قم ، فابعث بعث النار ، فيقول : يا رب ; وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، فحينئذ يشيب المولود ، وتضع كل ذات حمل حملها " ، وقرأ الآية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : زلزلة الساعة : قيامها ، يعني : أنها تقارب قيام الساعة وتكون معها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : هذه الزلزلة تكون يوم القيامة .
والثاني : أنها تكون في الدنيا قبل القيامة ، وهي من أشراط الساعة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، قال : ست آيات قبل القيامة ، بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس ، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم ، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض ، فتحركت واضطربت ، ففزع الجن إلى الإنس ، والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير والوحش ، فماج بعضهم في بعض ، فقالت الجن للإنس : نحن نأتيكم بالخبر ، فانطلقوا إلى البحور ، فإذا هي نار تأجج ، فبينما هم كذلك ، إذ تصدعت الأرض إلى الأرض السابعة ، والسماء إلى السماء السابعة ، فبينما هم كذلك ، إذ جاءتهم
[ ص: 404 ] الريح فماتوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل : هذه الزلزلة قبل النفخة الأولى ، وذلك أن مناديا ينادي من السماء : يا أيها الناس أتى أمر الله ، فيفزعون فزعا شديدا ، فيشيب الصغير وتضع الحوامل .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1شيء عظيم " ; أي : لا يوصف لعظمه .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يوم ترونها " يعني : الزلزلة ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2تذهل كل مرضعة عما أرضعت " فيه قولان :
أحدهما : تسلو عن ولدها وتتركه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة .
والثاني : تشغل عنه ، قاله
قطرب ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=82ابن رواحة :
ويذهل الخليل عن خليله
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبو عمران الجوني nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : ( تذهل ) برفع التاء وكسر الهاء ، ( كل ) بنصب اللام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش : وإنما قال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2مرضعة " ; لأنه أراد - والله أعلم - الفعل ، ولو أراد الصفة فيما نرى لقال : مرضع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام ، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام ، وهذا يدل على أن الزلزلة تكون في الدنيا ; لأن بعد البعث لا تكون حبلى .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وترى الناس سكارى " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر : ( وترى ) بضم التاء ، ومعنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2سكارى " : من شدة الخوف . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وما هم بسكارى " من الشراب ، والمعنى : ترى الناس كأنهم سكارى من ذهول عقولهم ; لشدة ما يمر بهم ، يضطربون اضطراب السكران من الشراب . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وخلف : ( سكرى وما هم بسكرى ) وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء :
[ ص: 405 ] وهو وجه جيد ; لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
وابن السميفع : ( سكارى وما هم بسكارى ) بفتح السين والراء وإثبات الألف . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2ولكن عذاب الله شديد " فيه دليل على أن سكرهم من خوف عذابه .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس من يجادل في الله " قال المفسرون : نزلت في
النضر بن الحارث ، وفيما جادل فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه كان كلما نزل شيء من القرآن كذب به ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني : أنه زعم أن الملائكة بنات الله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
والثالث : أنه قال : لا يقدر الله على إحياء الموتى ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3بغير علم " ; أي : إنما يقوله بإغواء الشيطان لا بعلم . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ويتبع " ما يسول له ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3كل شيطان مريد " وقد ذكرنا معنى " المريد " في سورة ( النساء : 117 ) .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه أنه من تولاه " : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب " بمعنى : قضي ، والهاء في " عليه " وفي "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4تولاه " كناية عن الشيطان ، ومعنى الآية : قضي على الشيطان أنه يضل من اتبعه . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبو عمران الجوني : ( كتب ) بفتح الكاف ، ( أنه ) بفتح الهمزة ، [ ( فإنه ) بكسر الهمزة ] . وقرأ
أبو مجلز ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ،
nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر : ( إنه ) ، ( فإنه ) بكسر الهمزة فيهما . وقد بينا معنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4السعير " في سورة ( النساء : 10 ) .
[ ص: 401 ] سُورَةُ الْحَجِّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=19860_30180_30291_30296_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30349_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ nindex.php?page=treesubj&link=30549_32213_32408_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ nindex.php?page=treesubj&link=30539_34106_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ .
فَصْلٌ : فِي نُزُولِهَا
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا ، غَيْرُ آيَتَيْنِ نَزَلَتَا
بِالْمَدِينَةِ : قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ، وَالَّتِي تَلِيهَا [ الْحَجّ 12 ، 13 ] . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ ، إِلَّا أَرْبَعَ آيَاتٍ نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ . . . إِلَى آخَرِ الْأَرْبَعِ [ الْحَجّ : 53 - 57 ] . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ : نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ :
[ ص: 402 ] nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ وَاللَّتَانِ بَعْدَهَا [ الْحَجّ : 20 - 22 ] . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ : أَوَّلُهَا مَدَنِيٌّ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=37وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ [ الْحَجّ : 38 ] وَسَائِرُهَا مَكِّيٌّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ : هِيَ مَكِّيَّةٌ غَيْرَ سِتِّ آيَاتٍ نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانِ خَصْمَانِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=24الْحَمِيدِ [ الْحَجّ 20 - 25 ] . وَقَالَ
هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَلَامَةَ : هِيَ مِنْ أَعَاجِيبِ سُوَرِ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّ فِيهَا مَكِّيًّا وَمَدَنِيًّا ، وَحَضَرِيًّا وَسَفَرِيًّا ، وَحَرْبِيًّا وَسِلْمِيًّا ، وَلَيْلِيًّا وَنَهَارِيًّا ، وَنَاسِخًا وَمَنْسُوخًا .
فَأَمَّا الْمَكِّيُّ : فَمِنْ رَأْسِ الثَّلَاثِينَ مِنْهَا إِلَى آخِرِهَا .
وَأَمَّا الْمَدَنِيُّ : فَمِنْ رَأْسِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ إِلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ .
وَأَمَّا اللَّيْلِيُّ : فَمِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخَرِ خَمْسِ آيَاتٍ .
وَأَمَّا النَّهَارِيُّ : فَمِنْ رَأْسِ خَمْسِ [ آيَاتٍ ] إِلَى رَأْسِ تِسْعٍ .
وَأَمَّا السَّفَرِيُّ : فَمِنْ رَأْسِ تِسْعٍ إِلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ .
وَأَمَّا الْحَضَرِيُّ : فَإِلَى رَأْسِ الْعِشْرِينَ [ مِنْهَا ] ، نُسِبَ إِلَى
الْمَدِينَةِ لِقُرْبِ مُدَّتِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1اتَّقُوا رَبَّكُمْ " ; أَيِ : احْذَرُوا عِقَابَهُ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ " الزَّلْزَلَةُ : الْحَرَكَةُ عَلَى الْحَالَةِ الْهَائِلَةِ .
وَفِي وَقْتِ هَذِهِ الزَّلْزَلَةِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ النُّشُورِ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=699900عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ : " nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، وَقَالَ : تَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ فَإِنَّهُ يَوْمَ يُنَادِي الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : ابْعَثْ بَعْثًا إِلَى النَّارِ " ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
[ ص: 403 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=691699يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِآدَمَ : قُمْ ، فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ; وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ ، فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا " ، وَقَرَأَ الْآيَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : زَلْزَلَةُ السَّاعَةِ : قِيَامُهَا ، يَعْنِي : أَنَّهَا تُقَارِبُ قِيَامَ السَّاعَةِ وَتَكُونُ مَعَهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : هَذِهِ الزَّلْزَلَةُ تَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَالثَّانِي : أَنَّهَا تَكُونُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْقِيَامَةِ ، وَهِيَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16588عَلْقَمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : سِتُّ آيَاتٍ قَبْلَ الْقِيَامَةِ ، بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ إِذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ تَنَاثَرَتِ النُّجُومُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتِ الْجِبَالُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، فَتَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ ، فَفَزِعَ الْجِنُّ إِلَى الْإِنْسِ ، وَالْإِنْسُ إِلَى الْجِنِّ ، وَاخْتَلَطَتِ الدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَالْوَحْشُ ، فَمَاجَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، فَقَالَتِ الْجِنُّ لِلْإِنْسِ : نَحْنُ نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى الْبُحُورِ ، فَإِذَا هِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ تَصَدَّعَتِ الْأَرْضُ إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ ، وَالسَّمَاءُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ جَاءَتْهُمْ
[ ص: 404 ] الرِّيحُ فَمَاتُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ : هَذِهِ الزَّلْزَلَةُ قَبْلَ النَّفْخَةِ الْأُولَى ، وَذَلِكَ أَنْ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ، فَيَفْزَعُونَ فَزَعًا شَدِيدًا ، فَيَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1شَيْءٌ عَظِيمٌ " ; أَيْ : لَا يُوصَفُ لِعِظَمِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يَوْمَ تَرَوْنَهَا " يَعْنِي : الزَّلْزَلَةَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ " فِيهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : تَسْلُو عَنْ وَلَدِهَا وَتَتْرُكُهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ .
وَالثَّانِي : تُشْغَلُ عَنْهُ ، قَالَهُ
قُطْرُبٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=82ابْنِ رَوَاحَةَ :
وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : ( تُذْهِلُ ) بِرَفْعِ التَّاءِ وَكَسْرِ الهَاءِ ، ( كُلَّ ) بِنَصْبِ اللَّامِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ : وَإِنَّمَا قَالَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2مُرْضِعَةٍ " ; لِأَنَّهُ أَرَادَ - وَاللَّه أَعْلَمُ - الْفِعْلَ ، وَلَوْ أَرَادَ الصِّفَةَ فِيمَا نَرَى لَقَالَ : مُرْضِعٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : تَذْهَلُ الْمُرْضِعَةُ عَنْ وَلَدِهَا لِغَيْرِ فِطَامٍ ، وَتَضَعُ الْحَامِلُ مَا فِي بَطْنِهَا لِغَيْرِ تَمَامٍ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الزَّلْزَلَةَ تَكُونُ فِي الدُّنْيَا ; لِأَنَّ بَعْدَ الْبَعْثِ لَا تَكُونُ حُبْلَى .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17344وَابْنُ يَعْمُرَ : ( وَتُرَى ) بِضَمِّ التَّاءِ ، وَمَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2سُكَارَى " : مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَمَا هُمْ بِسُكَارَى " مِنَ الشَّرَابِ ، وَالْمَعْنَى : تَرَى النَّاسَ كَأَنَّهُمْ سُكَارَى مِنْ ذُهُولِ عُقُولِهِمْ ; لِشِدَّةِ مَا يَمُرُّ بِهِمْ ، يَضْطَرِبُونَ اضْطِرَابَ السَّكْرَانِ مِنَ الشَّرَابِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ، وَخَلَفٌ : ( سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى ) وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ :
[ ص: 405 ] وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ ; لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْهَلْكَى وَالْجَرْحَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ : ( سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ) بِفَتْحِ السِّينِ وَالرَّاءِ وَإِثْبَاتِ الْأَلَفِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ سُكْرَهُمْ مِنْ خَوْفِ عَذَابِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ " قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَفِيمَا جَادَلَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا نَزَلَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَذَّبَ بِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ قَالَ : لَا يَقْدِرُ اللَّهُ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3بِغَيْرِ عِلْمٍ " ; أَيْ : إِنَّمَا يَقُولُهُ بِإِغْوَاءِ الشَّيْطَانِ لَا بِعِلْمٍ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَيَتَّبِعُ " مَا يُسَوِّلُ لَهُ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ " وَقَدْ ذَكَرْنَا مَعْنَى " الْمَرِيدِ " فِي سُورَةِ ( النِّسَاءِ : 117 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ " : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ " بِمَعْنَى : قُضِيَ ، وَالْهَاءُ فِي " عَلَيْهِ " وَفِي "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4تَوَلاهُ " كِنَايَةٌ عَنِ الشَّيْطَانِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : قُضِيَ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنَّهُ يَضِلُّ مَنِ اتَّبَعَهُ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ : ( كَتَبَ ) بِفَتْحِ الْكَافِ ، ( أَنَّهُ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، [ ( فَإِنَّهُ ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ] . وَقَرَأَ
أَبُو مِجْلَزٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17344وَابْنُ يَعْمُرَ : ( إِنَّهُ ) ، ( فَإِنَّهُ ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4السَّعِيرِ " فِي سُورَةِ ( النِّسَاءِ : 10 ) .