(
nindex.php?page=treesubj&link=29044nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=6إن ناشئه الليل ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك وعلي بن الحسين : هي ما بين المغرب والعشاء . وقالت
عائشة و
مجاهد : هي القيام بعد اليوم ، ومن قام أول الليل قبل اليوم ، فلم يقم ناشئة الليل . وقال
ابن جبير وابن زيد : هي لفظة حبشية ، نشأ الرجل : قام من الليل ، فناشئة على هذا جمع ناشئ ، أي : قائم . وقال
ابن جبير وابن زيد أيضا وجماعة : ناشئة
[ ص: 363 ] الليل : ساعاته ; لأنها تنشأ شيئا بعد شيء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وابن الزبير والحسن وأبو مجلز : ما كان بعد العشاء فهو ناشئة ، وما كان قبلها فليس بناشئة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانت صلاتهم أول الليل ، وقال هو
وابن الزبير : الليل كله ناشئة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : ناشئة الليل أوله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ناشئة الليل : النفس الناشئة بالليل التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي : تنهض وترتفع من نشأت السحابة إذا ارتفعت ، ونشأ من مكانه ونشر إذا نهض . قال الشاعر :
نشأنا إلى خوص برى فيها السرى وألصق منها مشرفات القماحد
أو : قيام الليل ، على أن الناشئة مصدر من نشأ إذا قام ونهض على فاعله كالعاقبة . انتهى . وقرأ الجمهور : ( وطاء ) بكسر الواو وفتح الطاء ممدودا . وقرأ
قتادة وشبل ، عن أهل
مكة : بكسر الواو وسكون الطاء ، والهمزة مقصورة . وقرأ
ابن محيصن : بفتح الواو ممدودا ، والمعنى أنها أشد مواطأة ، أي : يواطئ القلب فيها اللسان ، أو أشد موافقة لما يراد من الخشوع والإخلاص . ومن قرأ ( وطأ ) أي : أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل ، أو أثقل وأغلظ على المصلي من صلاة النهار ، كما جاء : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374975اللهم اشدد وطأتك على مضر " . وقال
الأخفش : أشد قياما . وقال
الفراء : أثبت قراءة وقياما . وقال
الكلبي : أشد نشاطا للمصلي ; لأنه في زمان راحته . وقيل : أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة ، والليل وقت فراغ ، فالعبادة تدوم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29044وأقوم قيلا ) أي : أشد استقامة على الصواب ; لأن الأصوات هادئة فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه . قال
قتادة ومجاهد : أصوب للقراءة وأثبت للقول ; لأنه زمان التفهم . وقال
عكرمة : أتم نشاطا وإخلاصا وبركة . وحكى
ابن شجرة : أعجل إجابة للدعاء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : أجدر أن يتفقه فيها القارئ . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=treesubj&link=29044سبحا ) أي : تصرفا وتقلبا في المهمات ، كما يتردد السابح في الماء . قال الشاعر :
أبا حوالكم شرق البلاد وغربها ففيها لكم يا صاح سبح من السبح
وقيل : سبحا سبحة ، أي : نافلة . وقرأ
ابن يعمر وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : سبخا بالخاء المنقوطة ، ومعناه : خفة من التكاليف ، والتسبيخ : التخفيف ، وهو استعارة من سبخ الصوف إذا نفشه ونشر أجزاءه ، فمعناه : انتشار الهمة وتفرق الخاطر بالشواغل . وقيل : فراغا وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك . وقيل : المعنى إن فات حزب الليل بنوم أو عذر . فليخلف بالنهار ، فإن فيه سبحا طويلا . قال صاحب اللوامح : وفسر
ابن يعمر وعكرمة سبخا بالخاء معجمة . وقال : نوما ، أي : تنام بالنهار لتستعين به على قيام الليل . وقد تحتمل هذه القراءة غير هذا المعنى ، لكنهما فسراها ، فلا يجاوز عنه . انتهى . وفي الحديث : "
لا تسبخي بدعائك " ، أي : لا تخففي . وقال الشاعر :
فسبخ عليك الهم واعلم بأنه إذا قدر الرحمن شيئا فكائن
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : يقال سبخ الله عنك الحمى ، أي : خففها . وقيل : السبخ : المد ، يقال : سبخي قطنك أي : مديه ، ويقال لقطع القطن سبائخ ، الواحدة سبيخة ، ومنه قول
الأخطل :
فأرسلوهن يذرين التراب ، كما يذري سبائخ قطن ندف أوتار
(
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29044واذكر اسم ربك ) أي : دم على ذكره ، وهو يتناول كل ذكر من تسبيح وتهليل وغيرهما ، وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=8تبتيلا ) على أنه مصدر على غير الصدر ، وحسن ذلك كونه فاصلة . وقرأ الأخوان
وابن عامر وأبو بكر ويعقوب : ( رب ) بالخفض على البدل من ( ربك ) . وباقي السبعة بالرفع . و
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : بالنصب . والجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=9المشرق والمغرب ) موحدين .
وعبد الله وأصحابه
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : بجمعهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : على القسم . يعني : خفض ( رب ) بإضمار حرف القسم ، كقولك : الله لأفعلن ، وجوابه : لا إله إلا هو ، كما
[ ص: 364 ] تقول : والله لا أحد في الدار إلا زيدا . انتهى . ولعل هذا التخريج لا يصح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، إذ فيه إضمار الجار في القسم ، ولا يجوز عند البصريين إلا في لفظة الله ، ولا يقاس عليه . ولأن الجملة المنفية في جواب القسم إذا كانت اسمية فلا تنفى إلا بـ ( ما ) وحدها ، ولا تنفى بـ ( لا ) إلا الجملة المصدرة بمضارع كثيرا وبماض في معناه قليلا ، نحو قول الشاعر :
ردوا فوالله لا زرناكم أبدا ما دام في مائنا ورد لوراد
و
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أورد ذلك على سبيل التجويز والتسليم ، والذي ذكره النحويون هو نفيها بما نحو قوله :
لعمرك ما سعد بخلة آثم ولا نأنأ يوم الحفاظ ولا حصر
(
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29044فاتخذه وكيلا ) لأن من انفرد بالألوهية لم يتخذ وكيلا إلا هو . ( واصبر ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=10واهجرهم ) : قيل منسوخ بآية السيف . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وذرني والمكذبين ) : قيل نزلت في صناديد قريش ، وقيل : في المطعمين يوم
بدر ، وتقدمت أسماؤهم في سورة الأنفال ، وتقدم شرح مثل هذا في (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فذرني ومن يكذب بهذا الحديث ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11أولي النعمة ) أي : غضارة العيش وكثرة المال والولد ، والنعمة بالفتح : التنعم ، وبالكسر : الأنعام وما ينعم به ، وبالضم : المسرة ، يقال : نعم ونعمة عين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11ومهلهم قليلا ) : وعيد لهم بسرعة الانتقام منهم ، والقليل : موافاة آجالهم . وقيل : وقعة
بدر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=12إن لدينا ) أي : ما يضاد نعمتهم ( أنكالا ) : قيودا في أرجلهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : لم تجعل في أرجلهم خوفا من هروبهم ، ولكن إذا أرادوا أن يرتفعوا استقلت بهم . وقال
الكلبي : الأنكال : الأغلال ، والأول أعرف في اللغة ، ومنه قول
الخنساء :
دعاك فقطعت أنكاله وقد كن قبلك لا تقطع
( وجحيما ) : نارا شديدة الإيقاد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29044وطعاما ذا غصة ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : شوك من نار يعترض في حلوقهم ، لا يخرج ولا ينزل . وقال
مجاهد وغيره : شجرة الزقوم . وقيل : الضريع وشجرة الزقوم . ( يوم ) منصوب بالعامل في ( لدينا ) ، وقيل : بـ ( ذرني ) ( ترجف ) : تضطرب . وقرأ الجمهور : ( ترجف ) بفتح التاء مبنيا للفاعل . و
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : بضمها مبنيا للمفعول (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=14كثيبا ) أي : رملا مجتمعا (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=14مهيلا ) أي : رخوا لينا . قيل : ويقال : مهيل ومهيول ، وكيل ومكيول ، ومدين ومديون ، الإتمام في ذوات الياء لغة تميم ، والحذف لأكثر العرب .
ولما هدد المكذبين بأهوال القيامة ، ذكرهم بحال
فرعون وكيف أخذه الله تعالى ، إذ كذب
موسى - عليه السلام - وأنه إن دام تكذيبهم أهلكهم الله تعالى ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29044إنا أرسلنا إليكم ) والخطاب عام للأسود والأحمر . وقيل : لأهل
مكة (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15رسولا شاهدا عليكم ) كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ) . وشبه إرساله إلى أهل
مكة بإرسال
موسى إلى
فرعون على التعيين ; لأن كلا منهما ربا في قومه واستحقروا بهما ، وكان عندهم علم بما جرى من غرق
فرعون ، فناسب أن يشبه الإرسال بالإرسال . وقيل : الرسول بلام التعريف ; لأنه تقدم ذكره فأحيل عليه . كما تقول : لقيت رجلا فضربت الرجل ; لأن المضروب هو الملقي ، والوبيل : الرديء العقبى ، من قولهم : كلأ وبيل أي : وخيم لا يستمرأ لثقله ، أي : لا ينزل في المريء .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29044nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=6إِنَّ نَاشِئَهُ اللَّيْلِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : هِيَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ . وَقَالَتْ
عَائِشَةُ وَ
مُجَاهِدٌ : هِيَ الْقِيَامُ بَعْدَ الْيَوْمِ ، وَمَنْ قَامَ أَوَّلَ اللَّيْلِ قَبْلَ الْيَوْمِ ، فَلَمْ يَقُمْ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ زَيْدٍ : هِيَ لَفْظَةٌ حَبَشِيَّةٌ ، نَشَأَ الرَّجُلُ : قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَنَاشِئَةٌ عَلَى هَذَا جَمْعُ نَاشِئٍ ، أَيْ : قَائِمٌ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ زَيْدٍ أَيْضًا وَجَمَاعَةٌ : نَاشِئَةُ
[ ص: 363 ] اللَّيْلِ : سَاعَاتُهُ ; لِأَنَّهَا تَنْشَأُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَالْحَسَنُ وَأَبُو مِجْلِزٍ : مَا كَانَ بَعْدَ الْعَشَاءِ فَهُوَ نَاشِئَةٌ ، وَمَا كَانَ قَبْلَهَا فَلَيْسَ بِنَاشِئَةٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتْ صَلَاتُهُمْ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، وَقَالَ هُوَ
وَابْنُ الزُّبَيْرِ : اللَّيْلُ كُلُّهُ نَاشِئَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : نَاشِئَةُ اللَّيْلِ أَوَّلُهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : نَاشِئَةُ اللَّيْلِ : النَّفْسُ النَّاشِئَةُ بِاللَّيْلِ الَّتِي تَنْشَأُ مِنْ مَضْجَعِهَا إِلَى الْعِبَادَةِ ، أَيْ : تَنْهَضُ وَتَرْتَفِعُ مَنْ نَشَأَتِ السَّحَابَةُ إِذَا ارْتَفَعَتْ ، وَنَشَأَ مِنْ مَكَانِهِ وَنَشَرَ إِذَا نَهَضَ . قَالَ الشَّاعِرُ :
نَشَأْنَا إِلَى خُوصٍ بَرَى فِيهَا السُّرَى وَأَلْصَقَ مِنْهَا مُشْرِفَاتِ الْقَمَاحِدِ
أَوْ : قِيَامُ اللَّيْلِ ، عَلَى أَنَّ النَّاشِئَةَ مَصْدَرٌ مِنْ نَشَأَ إِذَا قَامَ وَنَهَضَ عَلَى فَاعِلِهِ كَالْعَاقِبَةِ . انْتَهَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وِطَاءً ) بِكَسْرِ الْوَاوِ وَفَتْحِ الطَّاءِ مَمْدُودًا . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ وَشِبْلٌ ، عَنْ أَهْلِ
مَكَّةَ : بِكَسْرِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الطَّاءِ ، وَالْهَمْزَةُ مَقْصُورَةٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : بِفَتْحِ الْوَاوِ مَمْدُودًا ، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا أَشَدُّ مُوَاطَأَةً ، أَيْ : يُوَاطِئُ الْقَلْبُ فِيهَا اللِّسَانَ ، أَوْ أَشَدُّ مُوَافَقَةً لِمَا يُرَادُ مِنَ الْخُشُوعِ وَالْإِخْلَاصِ . وَمَنْ قَرَأَ ( وَطْأً ) أَيْ : أَشَدُّ ثَبَاتَ قَدَمٍ وَأَبْعَدُ مِنَ الزَّلَلِ ، أَوْ أَثْقَلُ وَأَغْلَظُ عَلَى الْمُصَلِّي مِنْ صَلَاةِ النَّهَارِ ، كَمَا جَاءَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374975اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ " . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : أَشَدُّ قِيَامًا . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : أَثْبَتُ قِرَاءَةً وَقِيَامًا . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : أَشَدُّ نَشَاطًا لِلْمُصَلِّي ; لِأَنَّهُ فِي زَمَانِ رَاحَتِهِ . وَقِيلَ : أَثْبَتُ لِلْعَمَلِ وَأَدْوَمُ لِمَنْ أَرَادَ الِاسْتِكْثَارَ مِنَ الْعِبَادَةِ ، وَاللَّيْلُ وَقْتُ فَرَاغٍ ، فَالْعِبَادَةُ تَدُومُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29044وَأَقْوَمُ قِيلًا ) أَيْ : أَشَدُّ اسْتِقَامَةً عَلَى الصَّوَابِ ; لِأَنَّ الْأَصْوَاتَ هَادِئَةٌ فَلَا يَضْطَرِبُ عَلَى الْمُصَلِّي مَا يَقْرَؤُهُ . قَالَ
قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ : أَصْوَبُ لِلْقِرَاءَةِ وَأَثْبَتُ لِلْقَوْلِ ; لِأَنَّهُ زَمَانُ التَّفَهُّمِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : أَتَمُّ نَشَاطًا وَإِخْلَاصًا وَبَرَكَةً . وَحَكَى
ابْنُ شَجَرَةَ : أَعْجَلُ إِجَابَةً لِلدُّعَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : أَجْدَرُ أَنْ يَتَفَقَّهَ فِيهَا الْقَارِئُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=treesubj&link=29044سَبْحًا ) أَيْ : تَصَرُّفًا وَتَقَلُّبًا فِي الْمُهِمَّاتِ ، كَمَا يَتَرَدَّدُ السَّابِحُ فِي الْمَاءِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
أَبَا حَوَالِكُمْ شَرْقَ الْبِلَادِ وَغَرْبَهَا فَفِيهَا لَكُمْ يَا صَاحُ سَبْحٌ مِنَ السَّبْحِ
وَقِيلَ : سَبْحًا سُبْحَةً ، أَيْ : نَافِلَةً . وَقَرَأَ
ابْنُ يَعْمُرَ وَعِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : سَبْخًا بِالْخَاءِ الْمَنْقُوطَةِ ، وَمَعْنَاهُ : خِفَّةٌ مِنَ التَّكَالِيفِ ، وَالتَّسْبِيخُ : التَّخْفِيفُ ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ مِنْ سَبَّخَ الصُّوفَ إِذَا نَفَشَهُ وَنَشَرَ أَجْزَاءَهُ ، فَمَعْنَاهُ : انْتِشَارُ الْهِمَّةِ وَتَفَرُّقِ الْخَاطِرِ بِالشَّوَاغِلِ . وَقِيلَ : فَرَاغًا وَسَعَةً لِنَوْمِكَ وَتَصَرُّفِكَ فِي حَوَائِجِكَ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى إِنْ فَاتَ حِزْبُ اللَّيْلِ بِنَوْمٍ أَوْ عُذْرٍ . فَلْيُخْلِفْ بِالنَّهَارِ ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْحًا طَوِيلًا . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : وَفَسَّرَ
ابْنُ يَعْمُرَ وَعِكْرِمَةُ سَبْخًا بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً . وَقَالَ : نَوْمًا ، أَيْ : تَنَامُ بِالنَّهَارِ لِتَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ . وَقَدْ تَحْتَمِلُ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ غَيْرَ هَذَا الْمَعْنَى ، لَكِنَّهُمَا فَسَّرَاهَا ، فَلَا يُجَاوِزُ عَنْهُ . انْتَهَى . وَفِي الْحَدِيثِ : "
لَا تَسَبَّخِي بِدُعَائِكِ " ، أَيْ : لَا تَخَفَّفِي . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَسَبِّخْ عَلَيْكَ الْهَمَّ وَاعْلَمْ بِأَنَّهُ إِذَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ شَيْئًا فَكَائِنٌ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : يُقَالُ سَبَّخَ اللَّهُ عَنْكَ الْحُمَّى ، أَيْ : خَفَّفَهَا . وَقِيلَ : السَّبْخُ : الْمَدُّ ، يُقَالُ : سَبِّخِي قُطْنَكِ أَيْ : مُدِّيهِ ، وَيُقَالُ لِقِطَعِ الْقُطْنِ سَبَائِخُ ، الْوَاحِدَةُ سَبِيخَةٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَخْطَلِ :
فَأَرْسَلُوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرَابَ ، كَمَا يُذْرِي سَبَائِخَ قُطْنِ نَدْفُ أَوْتَارِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29044وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ ) أَيْ : دُمْ عَلَى ذِكْرِهِ ، وَهُوَ يَتَنَاوَلُ كُلَّ ذِكْرٍ مِنْ تَسْبِيحٍ وَتَهْلِيلٍ وَغَيْرِهِمَا ، وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=8تَبْتِيلًا ) عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ عَلَى غَيْرِ الصَّدْرِ ، وَحَسَّنَ ذَلِكَ كَوْنُهُ فَاصِلَةً . وَقَرَأَ الْأَخَوَانِ
وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَيَعْقُوبُ : ( رَبِّ ) بِالْخَفْضِ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ ( رَبِّكَ ) . وَبَاقِي السَّبْعَةِ بِالرَّفْعِ . وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِالنَّصْبِ . وَالْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=9الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) مُوَحَّدَيْنِ .
وَعَبْدُ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : بِجَمْعِهِمَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : عَلَى الْقَسَمِ . يَعْنِي : خَفَضَ ( رَبِّ ) بِإِضْمَارِ حَرْفِ الْقَسَمِ ، كَقَوْلِكَ : اللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ ، وَجَوَابُهُ : لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، كَمَا
[ ص: 364 ] تَقُولُ : وَاللَّهِ لَا أَحَدَ فِي الدَّارِ إِلَّا زِيدًا . انْتَهَى . وَلَعَلَّ هَذَا التَّخْرِيجَ لَا يَصِحُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، إِذْ فِيهِ إِضْمَارُ الْجَارِّ فِي الْقَسَمِ ، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ إِلَّا فِي لَفْظَةِ اللَّهِ ، وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ . وَلِأَنَّ الْجُمْلَةَ الْمَنْفِيَّةَ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ إِذَا كَانَتِ اسْمِيَّةً فَلَا تُنْفَى إِلَّا بِـ ( مَا ) وَحْدَهَا ، وَلَا تُنَفَى بِـ ( لَا ) إِلَّا الْجُمْلَةُ الْمُصَدَّرَةُ بِمُضَارِعٍ كَثِيرًا وَبِمَاضٍ فِي مَعْنَاهُ قَلِيلًا ، نَحْوُ قَوْلِ الشَّاعِرِ :
رَدُّوا فَوَاللَّهِ لَا زُرْنَاكُمْ أَبَدًا مَا دَامَ فِي مَائِنَا وِرْدٌ لِوَرِادٍ
وَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَوْرَدَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ وَالتَّسْلِيمِ ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ النَّحْوِيُّونَ هُوَ نَفْيُهَا بِمَا نَحْوُ قَوْلِهِ :
لَعَمْرُكَ مَا سَعْدٌ بِخُلَّةِ آثِمٍ وَلَا نَأْنَأٍ يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلَا حَصِرْ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29044فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) لِأَنَّ مَنِ انْفَرَدَ بِالْأُلُوهِيَّةِ لَمْ يَتَّخِذْ وَكِيلًا إِلَّا هُوَ . ( وَاصْبِرْ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=10وَاهْجُرْهُمْ ) : قِيلَ مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ) : قِيلَ نَزَلَتْ فِي صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ ، وَقِيلَ : فِي الْمُطْعِمِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَتَقَدَّمَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ ، وَتَقَدَّمَ شَرْحُ مِثْلِ هَذَا فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11أُولِي النَّعْمَةِ ) أَيْ : غَضَارَةُ الْعَيْشِ وَكَثْرَةُ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ، وَالنَّعْمَةُ بِالْفَتْحِ : التَّنَعُّمُ ، وَبِالْكَسْرِ : الْأَنْعَامُ وَمَا يُنْعِمُ بِهِ ، وَبِالضَّمِّ : الْمَسَرَّةُ ، يُقَالُ : نِعَمٌ وَنِعْمَةُ عَيْنٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ) : وَعِيدٌ لَهُمْ بِسُرْعَةِ الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ ، وَالْقَلِيلُ : مُوَافَاةُ آجَالِهِمْ . وَقِيلَ : وَقْعَةُ
بَدْرٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=12إِنَّ لَدَيْنَا ) أَيْ : مَا يُضَادُّ نِعْمَتَهُمْ ( أَنْكَالًا ) : قُيُودًا فِي أَرْجُلِهِمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : لَمْ تُجْعَلْ فِي أَرْجُلِهِمْ خَوْفًا مِنْ هُرُوبِهِمْ ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَرْتَفِعُوا اسْتَقَلَّتْ بِهِمْ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْأَنْكَالُ : الْأَغْلَالُ ، وَالْأَوَّلُ أَعْرَفُ فِي اللُّغَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْخَنْسَاءِ :
دَعَاكَ فَقَطَّعْتَ أَنْكَالَهُ وَقَدْ كُنَّ قَبْلَكَ لَا تُقْطَعُ
( وَجَحِيمًا ) : نَارًا شَدِيدَةَ الْإِيقَادِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29044وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : شَوْكٌ مِنْ نَارٍ يَعْتَرِضُ فِي حُلُوقِهِمْ ، لَا يَخْرُجُ وَلَا يَنْزِلُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ : شَجَرَةُ الزَّقُّومِ . وَقِيلَ : الضَّرِيعُ وَشَجَرَةُ الزَّقُّومِ . ( يَوْمَ ) مَنْصُوبٌ بِالْعَامِلِ فِي ( لَدَيْنَا ) ، وَقِيلَ : بِـ ( ذَرْنِي ) ( تَرْجُفُ ) : تَضْطَرِبُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تَرْجُفُ ) بِفَتْحِ التَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ . وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِضَمِّهَا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=14كَثِيبًا ) أَيْ : رَمْلًا مُجْتَمِعًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=14مَهِيلًا ) أَيْ : رَخْوًا لَيِّنًا . قِيلَ : وَيُقَالُ : مَهِيلٌ وَمَهْيُولٌ ، وَكَيْلٌ وَمَكْيُولٌ ، وَمَدِينٌ وَمَدْيُونٌ ، الْإِتْمَامُ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ لُغَةُ تَمِيمٍ ، وَالْحَذْفُ لِأَكْثَرِ الْعَرَبِ .
وَلَمَّا هَدَّدَ الْمُكَذِّبِينَ بِأَهْوَالِ الْقِيَامَةِ ، ذَكَّرَهُمْ بِحَالِ
فِرْعَوْنَ وَكَيْفَ أَخَذَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، إِذْ كَذَّبَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَنَّهُ إِنْ دَامَ تَكْذِيبُهُمْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29044إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ ) وَالْخِطَابُ عَامٌّ لِلْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ . وَقِيلَ : لِأَهْلِ
مَكَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ ) كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ) . وَشَبَّهَ إِرْسَالَهُ إِلَى أَهْلِ
مَكَّةَ بِإِرْسَالِ
مُوسَى إِلَى
فِرْعَوْنَ عَلَى التَّعْيِينِ ; لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا رَبَا فِي قَوْمِهِ وَاسْتُحْقِرُوا بِهِمَا ، وَكَانَ عِنْدَهُمْ عِلْمٌ بِمَا جَرَى مِنْ غَرَقِ
فِرْعَوْنَ ، فَنَاسَبَ أَنْ يُشَبِّهَ الْإِرْسَالَ بِالْإِرْسَالِ . وَقِيلَ : الرَّسُولُ بِلَامِ التَّعْرِيفِ ; لِأَنَّهُ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فَأُحِيلَ عَلَيْهِ . كَمَا تَقُولُ : لَقِيتُ رَجُلًا فَضَرَبْتُ الرَّجُلَ ; لِأَنَّ الْمَضْرُوبَ هُوَ الْمَلْقِيُّ ، وَالْوَبِيلُ : الرَّدِيءُ الْعُقْبَى ، مِنْ قَوْلِهِمْ : كَلَأٌ وَبِيلٌ أَيْ : وَخِيمٌ لَا يُسْتَمْرَأُ لِثِقَلِهِ ، أَيْ : لَا يَنْزِلُ فِي الْمَرِيءِ .