الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقد بين سبحانه أن الجزاء الأوفى يكون يوم القيامة، وأنه سبحانه وتعالى قادر على الإعادة، كما قال تعالى: كما بدأكم تعودون ؛ ولذا قال تعالى:

                                                          ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز

                                                          الاستفهام هنا لإنكار الوقوع أي للنفي، وهو داخل على النفي (لم) ونفي النفي إثبات وهو إثبات مؤكد، كأنه استفهم فكان الجواب هو الإثبات، وتأكيد أن الله خلق السماوات والأرض، وقوله تعالى: بالحق أي متلبسا بالحق في ذاته، وبأنها لم تخلق عبثا، كما قال تعالى: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون وبأنها ثابتة دائما ثبات الحق، فوضع لها نظما، وسننا ونواميس تجعلها مربوطة برباط محكم، فأقام السماء بغير عمد ترونها وزينها بزينة الكواكب.

                                                          وكما قال تعالى: ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وكما قال تعالى: وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ما خلق الله ذلك إلا بالحق.

                                                          [ ص: 4013 ] وقوله تعالى: إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد أن هذا الذي أنشأ السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يذهبهم وأن يفنيهم، فالإفناء أسهل من الإنشاء ويأت بخلق جديد وإن الإتيان بجديد مثلهن القدرة عليه ثابتة بالمقايسة، فمن قدر على الإنشاء قادر على الإنشاء الثاني

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية