nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_31848_33144_33147_33177_33679_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء .
ابتدأ كلامه بالحمد إشعارا بشكر النعمة وتقديرها، إذ أعطاه ولدا حيث يستحيل ذلك عادة وعلى مجرى الأسباب المعروفة؛ إذ
أم إسحاق عجوز وزوجها شيخ هرم، حتى قيل: إن سنه عند البشارة
بإسحاق كانت فوق المائة، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الحمد لله فيه معنى القصر، أي أن الحمد لله تعالى وحده، فهو مانح النعم ومجريها وحده، وهو الذي وهبه في هذا الكبر العتي، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39على الكبر (على) هنا بمعنى مثلها في قول الشاعر:
إني على ما ترين كبري أعلم من حيث تؤكل الكتف
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39على الكبر تدل على جلال الشعور بالنعمة، إن ذلك واضح أنه إكرام من الله تعالى بخرق الأسباب، وإن شكر النعمة بذكر
إسماعيل وإسحاق فيه معنى جليل؛ لأنهما ولدا أبي الأنبياء الذين جاءوا بعد
إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - فكأن النبوة انحصرت في ذريته - صلى الله عليه وسلم - كما يبدو من قصص القرآن الكريم الصادق في ذاته.
[ ص: 4043 ] وقد جاءت العبارة الضارعة التي تؤكد شكره للنعمة، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إن ربي لسميع الدعاء والدعاء هنا هو الضراعة إلى الله تعالى، وطلبه منه الولد، فقد طلبه، ودعا ربه به، فقد جاء في سورة الصافات أنه قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=100رب هب لي من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=101فبشرناه بغلام حليم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فهذه بشراه
لإسماعيل - صلى الله عليه وسلم - وكانت استجابة لدعائه، وكانت بعد ذلك في نفس السورة بشراه
بإسحاق فقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=112وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=113وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين
والبشارتان مختلفتان:
فإسماعيل أكبر من
إسحاق، فالذبيح
إسماعيل لا
إسحاق كما جاء في التوراة المحرفة.
ومهما يكن الأمر في هذا فقوله تعالى على لسان
إبراهيم: nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إن ربي لسميع الدعاء فيه ما يدل على أن ذلك كان بدعاء من الخليل واستجابة من الله تعالى، فقد أكد أن الله سميع الدعاء أولا: بالجملة الاسمية، وثانيا بـ (إن) المؤكدة، وثالثا باللام في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39لسميع الدعاء وعبر بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إن ربي فيه أيضا شعور بالشكر الجزيل لربه؛ لأنه الذي ربه وكونه وقام على شئونه واستجاب دعاءه.
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_31848_33144_33147_33177_33679_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ .
ابْتَدَأَ كَلَامَهُ بِالْحَمْدِ إِشْعَارًا بِشُكْرِ النِّعْمَةِ وَتَقْدِيرِهَا، إِذْ أَعْطَاهُ وَلَدًا حَيْثُ يَسْتَحِيلُ ذَلِكَ عَادَةً وَعَلَى مَجْرَى الْأَسْبَابِ الْمَعْرُوفَةِ؛ إِذْ
أُمُّ إِسْحَاقَ عَجُوزٌ وَزَوْجُهَا شَيْخٌ هَرِمٌ، حَتَّى قِيلَ: إِنَّ سِنَّهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ
بِإِسْحَاقَ كَانَتْ فَوْقَ الْمِائَةِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الْحَمْدُ لِلَّهِ فِيهِ مَعْنَى الْقَصْرِ، أَيْ أَنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ، فَهُوَ مَانِحُ النِّعَمِ وَمَجْرِيهَا وَحْدَهُ، وَهُوَ الَّذِي وَهَبَهُ فِي هَذَا الْكِبَرِ الْعِتِيِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39عَلَى الْكِبَرِ (عَلَى) هُنَا بِمَعْنَى مِثْلِهَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
إِنِّي عَلَى مَا تَرَيْنَ كِبَرِي أَعْلَمُ مِنْ حَيْثُ تُؤْكَلُ الْكَتِفُ
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39عَلَى الْكِبَرِ تَدُلُّ عَلَى جَلَالِ الشُّعُورِ بِالنِّعْمَةِ، إِنَّ ذَلِكَ وَاضِحٌ أَنَّهُ إِكْرَامٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِخَرْقِ الْأَسْبَابِ، وَإِنَّ شُكْرَ النِّعْمَةِ بِذِكْرِ
إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ فِيهِ مَعْنًى جَلِيلٌ؛ لِأَنَّهُمَا وَلَدَا أَبِي الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ جَاءُوا بَعْدَ
إِبْرَاهِيمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَأَنَّ النُّبُوَّةَ انْحَصَرَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا يَبْدُو مِنْ قَصَصِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الصَّادِقِ فِي ذَاتِهِ.
[ ص: 4043 ] وَقَدْ جَاءَتِ الْعِبَارَةُ الضَّارِعَةُ الَّتِي تُؤَكِّدُ شُكْرَهُ لِلنِّعْمَةِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ وَالدُّعَاءُ هُنَا هُوَ الضَّرَاعَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَطَلَبُهُ مِنْهُ الْوَلَدَ، فَقَدْ طَلَبَهُ، وَدَعَا رَبَّهُ بِهِ، فَقَدْ جَاءَ فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=100رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=101فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَهَذِهِ بُشْرَاهُ
لِإِسْمَاعِيلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتِ اسْتِجَابَةً لِدُعَائِهِ، وَكَانَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي نَفْسِ السُّورَةِ بُشْرَاهُ
بِإِسْحَاقَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=112وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=113وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ
وَالْبِشَارَتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ:
فَإِسْمَاعِيلُ أَكْبَرُ مِنْ
إِسْحَاقَ، فَالذَّبِيحُ
إِسْمَاعِيلُ لَا
إِسْحَاقَ كَمَا جَاءَ فِي التَّوْرَاةِ الْمُحَرَّفَةِ.
وَمَهْمَا يَكُنِ الْأَمْرُ فِي هَذَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ
إِبْرَاهِيمَ: nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِدُعَاءٍ مِنَ الْخَلِيلِ وَاسْتِجَابَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَقَدْ أَكَّدَ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ أَوَّلًا: بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ، وَثَانِيًا بِـ (إِنَّ) الْمُؤَكِّدَةِ، وَثَالِثًا بِاللَّامِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ وَعَبَّرَ بُقُولِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إِنَّ رَبِّي فِيهِ أَيْضًا شُعُورٌ بِالشُّكْرِ الْجَزِيلِ لِرَبِّهِ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي رَبَّهُ وَكَوَّنَهُ وَقَامَ عَلَى شُئُونِهِ وَاسْتَجَابَ دُعَاءَهُ.