[ ص: 4057 ] ولقد صور الله تعالى حالهم بعد ذلك اللقاء المفزع الذي تشخص فيه الأبصار، وهذه كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم لله الواحد القهار nindex.php?page=treesubj&link=30296_30351_30539_30558_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار
ذكر الله تعالى لهم أحوالا ثلاثة:
الأولى: أنهم مقرنون في الأصفاد.
والثانية: أن سرابيلهم من قطران.
والثالثة: أن النار تغشى وجوههم.
وقد ذكر سبحانه وتعالى أولا وصفهم بالأجرام؛ لأن ما كسبوه من جرائم في اعتقادهم، وفي أعمالهم، وفي إفسادهم في الأرض عبثا وفسادا، هو السبب فيما ينالون من عقاب.
وقوله تعالى في الحال الأولى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49مقرنين في الأصفاد من قرن بمعنى جمع، وقرن بمعنى شدد في الجمع ووثق في الأمر الجامع، والمعنى مشدودون بوثاق مجموعون فيه لتشابه جرائمهم، واتحادهم في أوصافهم الإجرامية، ومقرنون في أيديهم وأرجلهم بالأصفاد - جمع صفد، وهو القيد يقيدون به، وتغل أيديهم وأرجلهم به.
هذه هي الحال الأولى.
[ ص: 4057 ] وَلَقَدْ صَوَّرَ اللَّهُ تَعَالَى حَالَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ اللِّقَاءِ الْمُفْزِعِ الَّذِي تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ nindex.php?page=treesubj&link=30296_30351_30539_30558_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ
ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ أَحْوَالًا ثَلَاثَةً:
الْأُولَى: أَنَّهُمْ مُقَرَّنُونَ فِي الْأَصْفَادِ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّ سَرَابِيلَهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ.
وَالثَّالِثَةُ: أَنَّ النَّارَ تَغْشَى وُجُوهَهُمْ.
وَقَدْ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَوَّلًا وَصْفَهُمْ بِالْأَجْرَامِ؛ لِأَنَّ مَا كَسَبُوهُ مِنْ جَرَائِمَ فِي اعْتِقَادِهِمْ، وَفِي أَعْمَالِهِمْ، وَفِي إِفْسَادِهِمْ فِي الْأَرْضِ عَبَثًا وَفَسَادًا، هُوَ السَّبَبُ فِيمَا يَنَالُونَ مِنْ عِقَابٍ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْحَالِ الْأُولَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=49مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ مِنْ قَرَنَ بِمَعْنَى جَمَعَ، وَقَرَّنَ بِمَعْنَى شَدَّدَ فِي الْجَمْعِ وَوَثَّقَ فِي الْأَمْرِ الْجَامِعِ، وَالْمَعْنَى مَشْدُودُونَ بِوِثَاقٍ مَجْمُوعُونَ فِيهِ لِتَشَابُهِ جَرَائِمِهِمْ، وَاتِّحَادِهِمْ فِي أَوْصَافِهِمُ الْإِجْرَامِيَّةِ، وَمُقَرَّنُونَ فِي أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ بِالْأَصْفَادِ - جَمْعُ صَفَدٍ، وَهُوَ الْقَيْدُ يُقَيَّدُونَ بِهِ، وَتُغَلُّ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِهِ.
هَذِهِ هِيَ الْحَالُ الْأُولَى.