الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [37] ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .

                                                                                                                                                                                                                                      ربنا إني أسكنت من ذريتي أي : بعض أولادي . وهم إسماعيل ومن ولد منه : [ ص: 3734 ] بواد هو وادي مكة : غير ذي زرع أي : لا يكون فيه زرع : عند بيتك المحرم أي : الذي حرمت التعرض له والتهاون به : ربنا ليقيموا الصلاة أي : لكي يأتوا بعبادتك مقومة في ذلك الموضع . وهو متعلق بـ : أسكنت أي : ما أسكنتهم هذا الوادي إلا ليقيموا الصلاة عند بيتك المحرم ويعمروه بذكرك وعبادتك وحدك . وتكرير النداء وتوسيطه ; لإظهار كمال العناية بإقامة الصلاة .

                                                                                                                                                                                                                                      فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم أي : تسرع إليهم وتطير نحوهم شوقا ، فيأنسوا ويتعارفوا فيتآلفوا ويعودوا على بعضهم بالمنافع : وارزقهم من الثمرات أي : فتجلبها إليهم التجار : لعلهم يشكرون أي : نعمة إقامتهم عند بيتك المحرم بالصلاة فيها ، على كمال الإخلاص والتوحيد ، مع فراغ القلب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية