الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [57-60] قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أي : إبراهيم ، بعد أن ذهب عنه الروع : فما خطبكم أي : أمركم الخطير [ ص: 3760 ] الذي لأجله أرسلتم سوى البشارة : أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين أي : إلى إهلاكهم . يعنون قوم لوط .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين أي : الباقين مع الكفرة ، لتهلك معهم . وإسناد التقدير له مجازي من باب قول خواص الملك (دبرنا كذا وأمرنا بكذا ) وإنما يعنون دبر الملك وأمر . هذا إذا كان ( قدرنا ) بمعنى أردنا وقضينا . وإن كان بمعنى علمنا ، فلا غرو في علم الملائكة ذلك ، بإخباره تعالى إياهم به .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن الناس من يجعل ( قدرنا ) من كلامه تعالى ، غير محكي عن الملائكة . قال في ("الانتصاف ") : وهو الظاهر لاستغنائه عن التأويل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية