الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ؛ موضع " من " : رفع؛ على ضربين: على الابتداء؛ وبالعامل في " من " ؛ وقد شرحنا هذا الباب؛ ويروى أن رجلا من ثقيف كان يعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلامه؛ ويظهر له من الجميل خلاف ما في نفسه. وقوله - عز وجل -: ويشهد الله على ما في قلبه ؛ [ ص: 277 ] وإن قلت: " ويشهد الله على ما في قلبه " ؛ فهو جائز؛ إن كان قد قرئ به؛ والمعنى فيه أن الله عالم بما يسره؛ فأعلم الله - عز وجل - النبي - صلى الله عليه وسلم - حقيقة أمر هذا المنافق؛ وقال: وهو ألد الخصام ؛ ومعنى " خصم ألد " ؛ في اللغة: الشديد الخصومة؛ والجدل؛ واشتقاقه من " لديدي العنق " ؛ وهما صفحتا العنق؛ وتأويله أن خصمه في أي وجه أخذ - من يمين؛ أو شمال - من أبواب الخصومة؛ غلبه في ذلك؛ يقال: " رجل ألد " ؛ و " امرأة لداء " ؛ و " قوم لد " ؛ و " قد لددت فلانا؛ ألده " ؛ إذا جادلته فغلبته؛ و " خصام " ؛ جمع " خصم " ؛ لأن " فعلا " ؛ يجمع إذا كان صفة على " فعال " ؛ نحو: " صعب " ؛ و " صعاب " ؛ و " خدل " ؛ و " خدال " ؛ وكذلك إن جعلت " خصما " ؛ صفة؛ فهو يجمع على أقل العدد؛ وأكثره؛ على " فعول " ؛ و " فعال " ؛ جميعا؛ يقال: " خصم " ؛ و " خصام " ؛ و " خصوم " ؛ وإن كان اسما ف " فعال " ؛ فيه أكثر العدد؛ نحو: " فرخ " ؛ و " أفراخ " ؛ لأقل العدد؛ و " فراخ " ؛ و " فروخ " ؛ لما جاوز العشرة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية