[فصل]
جميع ما ذكرناه من آداب المعلم في نفسه آداب للمتعلم.
[ ص: 46 ] nindex.php?page=treesubj&link=32112_26464ومن آدابه أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سببا لا بد منه للحاجة، وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره؛ فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650050ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب .
وقد أحسن القائل بقوله: يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة.
nindex.php?page=treesubj&link=18485وينبغي أن يتواضع لمعلمه، ويتأدب معه ، وإن كان أصغر منه سنا، وأقل شهرة ونسبا وصلاحا، وغير ذلك، ويتواضع للعلم، فبتواضعه يدركه، وقد قالوا نظما:
العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي
[ ص: 47 ] nindex.php?page=treesubj&link=18485_18486وينبغي أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره، ويقبل قوله كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب الناصح الحاذق، وهذا أولى.
[فَصْلٌ]
جَمِيعُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ آدَابِ الْمُعَلِّمِ فِي نَفْسِهِ آدَابٌ لِلْمُتَعَلِّمِ.
[ ص: 46 ] nindex.php?page=treesubj&link=32112_26464وَمِنْ آدَابِهِ أَنْ يَجْتَنِبَ الْأَسْبَابَ الشَّاغِلَةَ عَنِ التَّحْصِيلِ إِلَّا سَبَبًا لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْحَاجَةِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُطَهِّرَ قَلْبَهُ مِنَ الْأَدْنَاسِ لِيَصْلُحَ لِقَبُولِ الْقُرْآنِ وَحِفْظِهِ وَاسْتِثْمَارِهِ؛ فَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650050أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ .
وَقَدْ أَحْسَنَ الْقَائِلُ بِقَوْلِهِ: يَطِيبُ الْقَلْبُ لِلْعِلْمِ كَمَا تَطِيبُ الْأَرْضُ لِلزِّرَاعَةِ.
nindex.php?page=treesubj&link=18485وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَوَاضَعَ لِمُعَلِّمِهِ، وَيَتَأَدَّبَ مَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْهُ سِنًّا، وَأَقَلَّ شُهْرَةً وَنَسَبًا وَصَلَاحًا، وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَيَتَوَاضَعَ لِلْعِلْمِ، فَبِتَوَاضُعِهِ يُدْرِكُهُ، وَقَدْ قَالُوا نَظْمًا:
الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتَى الْمُتَعَالِي كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكَانِ الْعَالِي
[ ص: 47 ] nindex.php?page=treesubj&link=18485_18486وَيَنْبَغِي أَنْ يَنْقَادَ لِمُعَلِّمِهِ وَيُشَاوِرَهُ فِي أُمُورِهِ، وَيَقْبَلَ قَوْلَهُ كَالْمَرِيضِ الْعَاقِلِ يَقْبَلُ قَوْلَ الطَّبِيبِ النَّاصِحِ الْحَاذِقِ، وَهَذَا أَوْلَى.