قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب [ ص: 266 ] nindex.php?page=treesubj&link=28984قوله تعالى : أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ضرب مثلا للحق والباطل ; فشبه الكفر بالزبد الذي يعلو الماء ، فإنه يضمحل ويعلق بجنبات الأودية ، وتدفعه الرياح ; فكذلك يذهب الكفر ويضمحل ، على ما نبينه . قال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فسالت أودية بقدرها قال : بقدر ملئها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : بقدر صغرها وكبرها . وقرأ
الأشهب العقيلي والحسن " بقدرها " بسكون الدال ، والمعنى واحد . وقيل : معناها بما قدر لها . والأودية . جمع الوادي ; وسمي واديا لخروجه وسيلانه ; فالوادي على هذا اسم للماء السائل . وقال
أبو علي :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فسالت أودية توسع ; أي سال ماؤها فحذف ، قال : ومعنى " بقدرها " بقدر مياهها ; لأن الأودية ما سالت بقدر أنفسها .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فاحتمل السيل زبدا رابيا أي طالعا عاليا مرتفعا فوق الماء ; وتم الكلام ; قاله
مجاهد . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17ومما يوقدون عليه في النار وهو المثل الثاني .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17ابتغاء حلية أي حلية الذهب والفضة .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أو متاع زبد مثله قال
مجاهد : الحديد والنحاس والرصاص . وقوله : " زبد مثله " أي يعلو هذه الأشياء زبد كما يعلو السيل ; وإنما احتمل السيل الزبد لأن الماء خالطه تراب الأرض فصار ذلك زبدا ، كذلك ما يوقد عليه في النار من الجوهر ومن الذهب والفضة مما ينبث في الأرض من المعادن فقد خالطه التراب ; فإنما يوقد عليه ليذوب فيزايله تراب الأرض . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء قال
مجاهد : جمودا . وقال
أبو عبيدة قال
أبو عمرو بن العلاء : أجفأت القدر إذا غلت حتى ينصب زبدها ، وإذا جمد في أسفلها . والجفاء ما أجفاه الوادي أي رمى به . وحكى
أبو عبيدة أنه سمع رؤبة يقرأ " جفالا " قال
أبو عبيدة : يقال أجفلت القدر إذا قذفت بزبدها ، وأجفلت الريح السحاب إذا قطعته .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض قال
مجاهد : هو الماء الخالص الصافي . وقيل : الماء وما خلص من الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص ; وهو أن المثلين ضربهما الله للحق في ثباته ، والباطل في اضمحلاله ، فالباطل وإن علا في بعض الأحوال فإنه يضمحل كاضمحلال الزبد والخبث . وقيل : المراد مثل ضربه الله للقرآن وما يدخل منه القلوب ; فشبه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه ، وشبه القلوب بالأودية ، يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل في الأودية بحسب
[ ص: 267 ] سعتها وضيقها . قال
ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أنزل من السماء ماء قال : قرآنا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فسالت أودية بقدرها قال : الأودية قلوب العباد . قال صاحب " سوق العروس " إن صح هذا التفسير فالمعنى فيه أن الله سبحانه مثل القرآن بالماء . ومثل القلوب بالأودية ، ومثل المحكم بالصافي ، ومثل المتشابه بالزبد . وقيل : الزبد مخايل النفس وغوائل الشك ترتفع من حيث ما فيها فتضطرب من سلطان تلعها ، كما أن ماء السيل يجري صافيا فيرفع ما يجد في الوادي باقيا ، وأما حلية الذهب والفضة فمثل الأحوال السنية . والأخلاق الزكية ; التي بها جمال الرجال ، وقوام صالح الأعمال ، كما أن من الذهب والفضة زينة النساء ، وبهما قيمة الأشياء . وقرأ
حميد وابن محيصن ويحيى nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص ، يوقدون بالياء واختاره
أبو عبيد ; لقوله : ينفع الناس فأخبر ، ولا مخاطبة هاهنا . الباقون بالتاء لقوله في أول الكلام :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أفاتخذتم من دونه أولياء . وقوله : " في النار " متعلق بمحذوف ، وهو في موضع الحال ، وذو الحال الهاء التي في " عليه " التقدير : ومما توقدون عليه ثابتا في النار أو كائنا . وفي قوله : " في النار " ضمير مرفوع يعود إلى الهاء التي هي اسم ذي الحال ولا يستقيم أن يتعلق " في النار " ب " يوقدون " من حيث لا يستقيم أوقدت عليه في النار ; لأن الموقد عليه يكون في النار ، فيصير قوله : " في النار " غير مفيد . وقوله : " ابتغاء حلية " مفعول له . " زبد مثله " ابتداء وخبر ; أي زبد مثل زبد السيل . وقيل : إن خبر " زبد " قوله : " في النار " .
الكسائي : " زبد " ابتداء ، و " مثله " نعت له ، والخبر في الجملة التي قبله ، وهو مما يوقدون . "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17كذلك يضرب الله الأمثال " أي كما بين لكم هذه الأمثال فكذلك يضربها بينات . تم الكلام ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18للذين استجابوا لربهم الحسنى أي أجابوا ; واستجاب بمعنى أجاب ; قال :
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
وقد تقدم ; أي أجاب إلى ما دعاه الله من التوحيد والنبوات . " الحسنى " لأنها في نهاية الحسن . وقيل : من الحسنى النصر في الدنيا ، والنعيم المقيم غدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18والذين لم يستجيبوا له أي لم يجيبوا إلى الإيمان به .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18لو أن لهم ما في الأرض جميعا أي من الأموال . " ومثله معه " ملك لهم . " لافتدوا به " من عذاب يوم القيامة ; نظيره في " آل عمران "
[ ص: 268 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=10إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به حسب ما تقدم بيانه هناك .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18أولئك لهم سوء الحساب أي لا يقبل لهم حسنة ، ولا يتجاوز لهم عن سيئة . وقال
فرقد السبخي قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : يا
فرقد ! أتدري ما سوء الحساب ؟ قلت لا ! قال : أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يفقد منه شيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18ومأواهم جهنم أي مسكنهم ومقامهم .
" وبئس المهاد " أي الفراش الذي مهدوا لأنفسهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، وروي أنها نزلت في
حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -
وأبي جهل لعنه الله . والمراد بالعمى عمى القلب ، والجاهل بالدين أعمى القلب . إنما يتذكر أولو الألباب .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [ ص: 266 ] nindex.php?page=treesubj&link=28984قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ضَرَبَ مَثَلًا لِلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ; فَشَبَّهَ الْكُفْرَ بِالزَّبَدِ الَّذِي يَعْلُو الْمَاءَ ، فَإِنَّهُ يَضْمَحِلُّ وَيَعْلَقُ بِجَنَبَاتِ الْأَوْدِيَةِ ، وَتَدْفَعُهُ الرِّيَاحُ ; فَكَذَلِكَ يَذْهَبُ الْكُفْرُ وَيَضْمَحِلُّ ، عَلَى مَا نُبَيِّنُهُ . قَالَ
مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا قَالَ : بِقَدْرِ مِلْئِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : بِقَدْرِ صِغَرِهَا وَكِبَرِهَا . وَقَرَأَ
الْأَشْهَبُ الْعُقَيْلِيُّ وَالْحَسَنُ " بِقَدْرِهَا " بِسُكُونِ الدَّالِ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . وَقِيلَ : مَعْنَاهَا بِمَا قُدِّرَ لَهَا . وَالْأَوْدِيَةُ . جَمْعُ الْوَادِي ; وَسُمِّيَ وَادِيًا لِخُرُوجِهِ وَسَيَلَانِهِ ; فَالْوَادِي عَلَى هَذَا اسْمٌ لِلْمَاءِ السَّائِلِ . وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ تَوَسُّعٌ ; أَيْ سَالَ مَاؤُهَا فَحُذِفَ ، قَالَ : وَمَعْنَى " بِقَدَرِهَا " بِقَدْرِ مِيَاهِهَا ; لِأَنَّ الْأَوْدِيَةَ مَا سَالَتْ بِقَدْرِ أَنْفُسِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا أَيْ طَالِعًا عَالِيًا مُرْتَفِعًا فَوْقَ الْمَاءِ ; وَتَمَّ الْكَلَامُ ; قَالَهُ
مُجَاهِدٌ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ وَهُوَ الْمَثَلُ الثَّانِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَيْ حِلْيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ قَالَ
مُجَاهِدٌ : الْحَدِيدُ وَالنُّحَاسُ وَالرَّصَاصُ . وَقَوْلُهُ : " زَبَدٌ مِثْلُهُ " أَيْ يَعْلُو هَذِهِ الْأَشْيَاءَ زَبَدٌ كَمَا يَعْلُو السَّيْلَ ; وَإِنَّمَا احْتَمَلَ السَّيْلُ الزَّبَدَ لِأَنَّ الْمَاءَ خَالَطَهُ تُرَابُ الْأَرْضِ فَصَارَ ذَلِكَ زَبَدًا ، كَذَلِكَ مَا يُوقَدُ عَلَيْهِ فِي النَّارِ مِنَ الْجَوْهَرِ وَمِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مِمَّا يَنْبَثُّ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْمَعَادِنِ فَقَدْ خَالَطَهُ التُّرَابُ ; فَإِنَّمَا يُوقَدُ عَلَيْهِ لِيَذُوبَ فَيُزَايِلُهُ تُرَابُ الْأَرْضِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً قَالَ
مُجَاهِدٌ : جُمُودًا . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ
أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : أَجْفَأَتِ الْقِدْرُ إِذَا غَلَتْ حَتَّى يَنْصَبَّ زَبَدُهَا ، وَإِذَا جَمَدَ فِي أَسْفَلِهَا . وَالْجُفَاءُ مَا أَجْفَاهُ الْوَادِي أَيْ رَمَى بِهِ . وَحَكَى
أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رُؤْبَةَ يَقْرَأُ " جُفَالًا " قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : يُقَالُ أَجَفَلَتِ الْقِدْرُ إِذَا قَذَفَتْ بِزَبَدِهَا ، وَأَجْفَلَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ إِذَا قَطَعَتْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ قَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ الْمَاءُ الْخَالِصُ الصَّافِي . وَقِيلَ : الْمَاءُ وَمَا خَلَصَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَدِيدِ وَالنُّحَاسِ وَالرَّصَاصِ ; وَهُوَ أَنَّ الْمَثَلَيْنِ ضَرَبَهُمَا اللَّهُ لِلْحَقِّ فِي ثَبَاتِهِ ، وَالْبَاطِلِ فِي اضْمِحْلَالِهِ ، فَالْبَاطِلُ وَإِنْ عَلَا فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ فَإِنَّهُ يَضْمَحِلُّ كَاضْمِحْلَالِ الزَّبَدِ وَالْخَبَثِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْقُرْآنِ وَمَا يَدْخُلُ مِنْهُ الْقُلُوبَ ; فَشَبَّهَ الْقُرْآنَ بِالْمَطَرِ لِعُمُومِ خَيْرِهِ وَبَقَاءِ نَفْعِهِ ، وَشَبَّهَ الْقُلُوبَ بِالْأَوْدِيَةِ ، يَدْخُلُ فِيهَا مِنَ الْقُرْآنِ مِثْلُ مَا يَدْخُلُ فِي الْأَوْدِيَةِ بِحَسَبِ
[ ص: 267 ] سَعَتِهَا وَضِيقِهَا . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً قَالَ : قُرْآنًا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا قَالَ : الْأَوْدِيَةُ قُلُوبُ الْعِبَادِ . قَالَ صَاحِبُ " سُوقِ الْعَرُوسِ " إِنْ صَحَّ هَذَا التَّفْسِيرُ فَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ مَثَّلَ الْقُرْآنَ بِالْمَاءِ . وَمَثَّلَ الْقُلُوبَ بِالْأَوْدِيَةِ ، وَمَثَّلَ الْمُحْكَمَ بِالصَّافِي ، وَمَثَّلَ الْمُتَشَابِهَ بِالزَّبَدِ . وَقِيلَ : الزَّبَدُ مَخَايِلُ النَّفْسِ وَغَوَائِلُ الشَّكِّ تَرْتَفِعُ مِنْ حَيْثُ مَا فِيهَا فَتَضْطَرِبُ مِنْ سُلْطَانِ تِلَعِهَا ، كَمَا أَنَّ مَاءَ السَّيْلِ يَجْرِي صَافِيًا فَيَرْفَعُ مَا يَجِدُ فِي الْوَادِي بَاقِيًا ، وَأَمَّا حِلْيَةُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَمِثْلُ الْأَحْوَالِ السُّنِّيَّةِ . وَالْأَخْلَاقِ الزَّكِيَّةِ ; الَّتِي بِهَا جَمَالُ الرِّجَالِ ، وَقَوَامُ صَالِحِ الْأَعْمَالِ ، كَمَا أَنَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ زِينَةُ النِّسَاءِ ، وَبِهِمَا قِيمَةُ الْأَشْيَاءِ . وَقَرَأَ
حُمَيْدٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَيَحْيَى nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ ، يُوقِدُونَ بِالْيَاءِ وَاخْتَارَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ ; لِقَوْلِهِ : يَنْفَعُ النَّاسَ فَأَخْبَرَ ، وَلَا مُخَاطَبَةَ هَاهُنَا . الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ لِقَوْلِهِ فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ . وَقَوْلُهُ : " فِي النَّارِ " مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَذُو الْحَالِ الْهَاءُ الَّتِي فِي " عَلَيْهِ " التَّقْدِيرُ : وَمِمَّا تُوقِدُونَ عَلَيْهِ ثَابِتًا فِي النَّارِ أَوْ كَائِنًا . وَفِي قَوْلِهِ : " فِي النَّارِ " ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ يَعُودُ إِلَى الْهَاءِ الَّتِي هِيَ اسْمُ ذِي الْحَالِ وَلَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يَتَعَلَّقَ " فِي النَّارِ " بِ " يُوقِدُونَ " مِنْ حَيْثُ لَا يَسْتَقِيمُ أَوْقَدْتُ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ; لِأَنَّ الْمُوقَدَ عَلَيْهِ يَكُونُ فِي النَّارِ ، فَيَصِيرُ قَوْلُهُ : " فِي النَّارِ " غَيْرُ مُفِيدٍ . وَقَوْلُهُ : " ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ " مَفْعُولٌ لَهُ . " زَبَدٌ مِثْلُهُ " ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ ; أَيْ زَبَدٌ مِثْلُ زَبَدِ السَّيْلِ . وَقِيلَ : إِنَّ خَبَرَ " زَبَدٌ " قَوْلُهُ : " فِي النَّارِ " .
الْكِسَائِيُّ : " زَبَدٌ " ابْتِدَاءٌ ، وَ " مِثْلُهُ " نَعْتٌ لَهُ ، وَالْخَبَرُ فِي الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهُ ، وَهُوَ مِمَّا يُوقِدُونَ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ " أَيْ كَمَا بَيَّنَ لَكُمْ هَذِهِ الْأَمْثَالَ فَكَذَلِكَ يَضْرِبُهَا بَيِّنَاتٍ . تَمَّ الْكَلَامُ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى أَيْ أَجَابُوا ; وَاسْتَجَابَ بِمَعْنَى أَجَابَ ; قَالَ :
فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبٌ
وَقَدْ تَقَدَّمَ ; أَيْ أَجَابَ إِلَى مَا دَعَاهُ اللَّهُ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّاتِ . " الْحُسْنَى " لِأَنَّهَا فِي نِهَايَةِ الْحُسْنِ . وَقِيلَ : مِنَ الْحُسْنَى النَّصْرُ فِي الدُّنْيَا ، وَالنَّعِيمُ الْمُقِيمُ غَدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ أَيْ لَمْ يُجِيبُوا إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا أَيْ مِنَ الْأَمْوَالِ . " وَمِثْلُهُ مَعَهُ " مِلْكٌ لَهُمْ . " لَافْتَدَوْا بِهِ " مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ; نَظِيرُهُ فِي " آلِ عِمْرَانَ "
[ ص: 268 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ هُنَاكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ أَيْ لَا يُقْبَلُ لَهُمْ حَسَنَةٌ ، وَلَا يُتَجَاوَزُ لَهُمْ عَنْ سَيِّئَةٍ . وَقَالَ
فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ : يَا
فَرْقَدُ ! أَتَدْرِي مَا سُوءُ الْحِسَابِ ؟ قُلْتُ لَا ! قَالَ : أَنْ يُحَاسَبَ الرَّجُلُ بِذَنْبِهِ كُلِّهِ لَا يُفْقَدُ مِنْهُ شَيْءٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ أَيْ مَسْكَنُهُمْ وَمَقَامُهُمْ .
" وَبِئْسَ الْمِهَادُ " أَيِ الْفِرَاشُ الَّذِي مَهَّدُوا لِأَنْفُسِهِمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ ، وَرُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
وَأَبِي جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ . وَالْمُرَادُ بِالْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ ، وَالْجَاهِلُ بِالدِّينِ أَعْمَى الْقَلْبِ . إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ .