nindex.php?page=treesubj&link=30550_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا .
أي كل فريق من هؤلاء وهؤلاء، وقالوا: إن التنوين هنا عوض عن المضاف إليه، ونمد نعطي المد، كمدد الجيش، لا تذهب نعمة إلا أمدهم الله تعالى بنعمة أخرى، والإشارة في
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20هؤلاء وهؤلاء إلى الذين أرادوا العاجلة وتعجيل الله لهم بمشيئته ومن يريد الله أن يعجل له فهؤلاء هم الأولون، والآخرون يعطيهم الله حرث الآخرة إذا قصدوا ما عند الله وسعوا سعيها بالبر والعمل الصالح، وكان الإيمان يظلهم، فالإشارة في الحالين إلى صفات كل منهما في طلبه، وثنى هؤلاء، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20هؤلاء وهؤلاء لأنهما نوعان مختلفان في الطلب والجزاء والأوصاف، وما ترتب على هذه الأوصاف.
وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20من عطاء ربك والإضافة إلى الرب فيه إشارة إلى أنه عطاء لا ينفد ولا ينتهي، فالله هو رب الوجود وهو الذي يمده بالحياة، ويمده بالمدد المستمر
[ ص: 4358 ] الذي لا ينقطع،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20وما كان عطاء ربك محظورا أي ممنوعا؛ لأنه ليس فوقه أحد يمنعه، وهو معط لا يمنع، ولكن يجازي كلا بجزائه، فإن شكر كان له النعيم المقيم، وإن كفر بنعمته وأنكرها فإن له عذاب الجحيم.
ونرى من هذا أن الله تعالى فضل بعض الناس بما سلكوا من سبل الخير، وعاقب بعض الناس بما سلكوا من الشر، وكيف من طلب العاجلة أخذ منها بما يشاء ولمن يشاء، ومن طلب الآخرة زاده في حرثه إن قصد الآخرة، وسعى لها وآمن، ولذا قال سبحانه وتعالى بعد ذلك:
nindex.php?page=treesubj&link=30550_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا .
أَيْ كُلَّ فَرِيقٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، وَقَالُوا: إِنَّ التَّنْوِينَ هَنَا عِوَضٌ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ، وَنُمِدُّ نُعْطِي الْمَدَّ، كَمَدَدِ الْجَيْشِ، لَا تَذْهَبُ نِعْمَةٌ إِلَّا أَمَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِنِعْمَةٍ أُخْرَى، وَالْإِشَارَةُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ إِلَى الَّذِينَ أَرَادُوا الْعَاجِلَةَ وَتَعْجِيلَ اللِّهِ لَهُمْ بِمَشِيئَتِهِ وَمَنْ يُرِيدُ اللَّهَ أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْأَوَّلُونَ، وَالْآخَرُونَ يُعْطِيهِمُ اللَّهُ حَرْثَ الْآخِرَةِ إِذَا قَصَدُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ وَسَعَوْا سَعْيَهَا بِالْبِرِّ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَكَانَ الْإِيمَانُ يُظِلُّهُمْ، فَالْإِشَارَةُ فِي الْحَالَيْنِ إِلَى صِفَاتِ كُلٍّ مِنْهُمَا فِي طَلَبِهِ، وَثَنَّى هَؤُلَاءِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ لِأَنَّهُمَا نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ فِي الطَّلَبِ وَالْجَزَاءِ وَالْأَوْصَافِ، وَمَا تَرَتَّبَ عَلَى هَذِهِ الْأَوْصَافِ.
وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَالْإِضَافَةُ إِلَى الرَّبِّ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ عَطَاءٌ لَا يَنْفَدُ وَلَا يَنْتَهِي، فَاللَّهُ هُوَ رَبُّ الْوُجُودِ وَهُوَ الَّذِي يُمِدُّهُ بِالْحَيَاةِ، وَيُمِدُّهُ بِالْمَدَدِ الْمُسْتَمِرِّ
[ ص: 4358 ] الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا أَيْ مَمْنُوعًا؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ يَمْنَعُهُ، وَهُوَ مُعْطٍ لَا يَمْنَعُ، وَلَكِنْ يُجَازِي كُلًّا بِجَزَائِهِ، فَإِنْ شَكَرَ كَانَ لَهُ النَّعِيمُ الْمُقِيمُ، وَإِنْ كَفَرَ بِنِعْمَتِهِ وَأَنْكَرَهَا فَإِنَّ لَهُ عَذَابَ الْجَحِيمِ.
وَنَرَى مِنْ هَذَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَضَّلَ بَعْضَ النَّاسِ بِمَا سَلَكُوا مِنْ سُبُلِ الْخَيْرِ، وَعَاقَبَ بَعْضَ النَّاسِ بِمَا سَلَكُوا مِنَ الشَّرِّ، وَكَيْفَ مَنْ طَلَبَ الْعَاجِلَةَ أَخَذَ مِنْهَا بِمَا يَشَاءُ وَلِمَنْ يَشَاءُ، وَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ زَادَهُ فِي حَرْثِهِ إِنْ قَصَدَ الْآخِرَةَ، وَسَعَى لَهَا وَآمَنَ، وَلِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ: