ذكر عدة حوادث
في اثنتين وسبعين ومائتين وقع بين أبي العباس بن الموفق وبين يازمان بطرسوس ، فثار أهل طرسوس بأبي العباس فأخرجوه ، فسار إلى بغداذ في النصف من المحرم .
وفيها توفي سليمان بن وهب في جيش الموفق في صفر .
وفيها خرج خارجي بطرق خراسان ، وسار إلى دسكرة الملك فقتل .
وفيها دخل حمدان بن حمدون ، وهارون الشاري مدينة الموصل ، وصلى بهم الشاري في جامعها .
وفيها نقب المطبق من داخله ، وأخرج منه الذوائبي العلوي ، وفتيان معه ، فركبوا دواب أعدت لهم وهربوا ، فأغلقت أبواب بغداذ ، فأخذ الذوائبي ، ومن معه ، فأمر الموفق ، وهو بواسط ، أن تقطع يده ، ورجله من خلاف ، فقطع .
وفيها قدم صاعد بن مخلد من فارس إلى واسط ، فأمر الموفق جميع القواد أن يستقبلوه ، فاستقبلوه ، وترجلوا له ، وقبلوا يده ، وهو لا يكلمهم كبرا وتيها ، ثم قبض الموفق عليه وعلى جميع أهله وأصحابه ، ونهب منازلهم بعد أيام ، وكان قبضه في رجب ، وقبض ابناه أبو عيسى ، وصالح ، وأخوه عبدون ببغداذ ، واستكتب مكانه أبا الصقر إسماعيل بن بلبل ، اقتصر به على الكتابة دون غيرها .
( وفيها نزل بنو شيبان ، ومن معهم بين الزانين من أعمال الموصل ، عاثوا في البلد ، وأفسدوا ، وجمع هارون الخارجي على قصدهم ، وكتب إلى حمدان ابن حمدون التغلبي في المجيء إليه ، إلى الموصل ، فسار هارون نحو الموصل ، وسار حمدان ، ومن معه إليه ، فعبروا إليه بالجانب الشرقي من دجلة ، وساروا جميعا إلى نهر الخازر ، وقاربوا حلل بني شيبان ، فواقعته طليعة لبني شيبان على طليعة هارون ، فانهزمت طليعة هارون ، وانهزم هارون ، وجلا أهل نينوى عنها ، إلا من تحصن بالقصور ) .
وفيها زلزلت مصر في جمادى الآخرة زلزلة شديدة أخربت الدور والمسجد الجامع ، وأحصي بها في يوم واحد ألف جنازة .
وفيها غلا السعر ببغداذ ، وكان سببه أن أهل سامرا منعوا من انحدار السفن بالطعام ، ومنع الطائي أرباب الضياع من الدياس ليغلوا الأسعار ، ومنع أهل بغداذ عن سامرا الزيت ، والصابون ، وغير ذلك ، واجتمعت العامة ، ووثبوا بالطائي ، فجمع أصحابه ، وقاتلهم ، فجرح بينهم جماعة ، وركب محمد بن طاهر وسكن الناس ، وصرفهم عنه .
وفيها توفي إسماعيل بن برية الهاشمي في شوال .
وعبيد الله بن عبد الله الهاشمي .
وفيها تحركت الزنج بواسط ، وصاحوا : أنكلاي ، يا منصور ، وكان هو والمهلبي ، وسليمان بن جامع ، وجماعة من قوادهم في حبس الموفق ببغداذ ، وكتب الموفق بقتلهم ، فقتلوا ، وأرسلت رءوسهم إليه ، وصلبت أبدانهم ببغداذ .
وفيها صلح أمر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتراجع الناس إليها .
وفيها غزا الصائفة يازمان
( وفيها سير صاحب الأندلس إلى ابن مروان الجليقي ، وهو بحصن أشير غرة ، فحصروه وضيقوا عليه ، وسير جيشا آخر إلى محاربة عمر بن حفصون بحصن بربشتر .
وفيها انفضت الهدنة بين سوادة أمير صقلية والروم ، فأخرج سوادة السرايا إلى بلد الروم بصقلية ، فغنمت وعادت .
وفيها قدم من القسطنطينية بطريق ، يقال له أنجفور ، في عسكر كبير ، فنزل على مدينة سبرينة فحصرها ، وضيق على من بها من المسلمين ، فسلموها على أمان ولحقوا بأرض صقلية ، ثم وجه أنجفور عسكرا إلى مدينة منتية ، فحصرها ، حتى سلمها أهلها بأمان ( إلى بلرم من صقلية ) . وفيها :
التي ذكرنا خرابهم إياها في السنة الخالية ، وانتهبوا مالا عظيما منها ، لأنهم أنكروا عليهم ركوب الدواب . وفيها : قدم المعتمد بغداد لخمس بقين من شوال ، فنزل الزعفرانية ، ومحمد بن عبد الله بن طاهر بين يديه بالحربة . وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق العباسي ، أمير الحج منذ دهر . أن العامة تجمعوا في ربيع الآخر فهدموا ما كان بني من البيعة