الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
14 - باب الإظهار والإدغام


1 - سأذكر ألفاظا تليها حروفها بالاظهار والإدغام تروى وتجتلا      2 - فدونك إذ في بيتها وحروفها
وما بعد بالتقييد قده مذللا      3 - سأسمي وبعد الواو تسمو حروف من
تسمى على سيما تروق مقبلا

[ ص: 129 ]      4 - وفي دال قد أيضا وتاء مؤنث
وفي هل وبل فاحتل بذهنك أحيلا



المراد بالإدغام هنا: الإدغام الصغير. والألفاظ التي وعد بذكرها وبيان أحكامها هي كلمة (إذ) (قد) (تاء التأنيث) (هل) و(بل)، ومعنى (تليها حروفها): تتبعها حروفها، فإنه يذكر بعد كل كلمة من هذه الكلمات الحروف التي يدغم فيها أواخر هذه الكلمات، أو تظهر حسب اختلاف القراء فيها، وسيذكر هذه الحروف في أوائل كلمات كما صنع في الإدغام الكبير.

وقوله: (فدونك) اسم فعل أمر بمعنى خذ، أي خذ من هذه الكلمات كلمة (إذ) وخذ حروفها التي تدغم، إذ فيها عند بعض القراء، وما يأتي بعد ذلك خذه سهل القياد واضح المراد لا يستعصي عليك فهمه، ولا يعسر عليك إدراكه. وقوله: (سأسمي) إلخ، معناه: أنه سيذكر القراء أولا إما بأسمائهم، وإما بالرموز الدالة عليهم، ثم يأتي بعد الرمز بواو فاصلة تفصل بين الحروف الدالة على القراء والحروف التي تدغم فيها، أو تظهر عندها هذه الكلمات، وبعد ذكر هذه الواو يذكر الحروف التي يدغم فيها القارئ هذه الكلمات أو يظهرها عندها، فهو لا يأتي بهذه الواو إلا إذا ذكر القارئ برمزه، فإذا ذكره باسمه الصريح استغنى عنها لعدم اللبس حينئذ، وسيسير على هذا النهج في (دال قد)، و(تاء التأنيث) و(هل) و(بل). و(السيما) العلامة. و(راق) الشيء صفا. ومعنى (احتل بذهنك أحيلا): احتل بذهنك على معرفة هذه الأحكام، وعلى استخراجها من النظم.

التالي السابق


الخدمات العلمية