الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          والمطلب الثالث: الذي جعلوه أحد المطالب وكان التخيير بينها بأمر قد نقل القرآن تعبيرهم بقوله تعالى: [ ص: 4453 ]

                                                          أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا .

                                                          هذا هو التحدي الثالث المخير فيه أو تسقط السماء والمراد الكسف، وهي بدل بعض من كل من السماء، والكسف جمع كسفة وهي القطعة من السماء التي تنزل فتلقي الرعب، وقد تكون نارا تلهب وتفزع، وعبر بالسماء ثم البدل منها للإشارة إلى أن نزول القطع يساوي من حيث الرعب والإفزاع والإنذار نزول السماء كلها، وقوله: كما زعمت من أن السماء تنشق وتنفطر يوم البعث في مثل قوله تعالى: إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وكما زعمت من أنه فيه نزل ذلك بنا، كما في قوله تعالى: إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء أو تأتي بالله والملائكة قبيلا وهو اسم جنس جمعي لقبيلة، أي تأتي بهم قبيلة قبيلة ليشهدوا بصدق نبوته ويتضافرون على الحكم بصدقها.

                                                          وهذا الطلب فيه تحد للرسول صلى الله عليه وسلم من ناحيتين:

                                                          الناحية الأولى: أن قوله: إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء فيه إنذار فهم يتحدون بأن يكون ذلك الإنذار.

                                                          الناحية الثانية: أنهم يتحدون النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينزل عليهم الملائكة قبيلا يشهدون بالصحة وهم يعلمون أن الملائكة لا ينزلون أفواجا بهذا الشكل، وهذان مطلبان وإن كانا في آية واحدة.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية