[ ص: 440 ] nindex.php?page=treesubj&link=30857_33059_34092_34322_34370_3865_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما nindex.php?page=treesubj&link=28723_30578_30614_30857_32494_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هم الذين كفروا يعني أهل
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وصدوكم عن المسجد الحرام أن تطوفوا به وتحلوا من عمرتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25والهدي قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أي: وصدوا الهدي
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25معكوفا أي: محبوسا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أن يبلغ أي: عن أن يبلغ محله قال المفسرون: "محله" منحره، وهو حيث يحل نحره
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات وهم المستضعفون
بمكة nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لم تعلموهم أي: لم تعرفوهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أن تطئوهم بالقتل . ومعنى الآية: لولا أن تطؤوا رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات بالقتل، وتوقعوا بهم ولا تعرفونهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25فتصيبكم منهم معرة وفيها أربعة أقوال .
أحدهما: إثم، قاله
ابن زيد . والثاني: غرم الدية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق . والثالث: كفارة قتل الخطإ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب . والرابع: عيب بقتل من هو على دينكم، حكاه جماعة من المفسرين . وفي الآية محذوف، تقديره: لأدخلتكم من عامكم هذا; وإنما حلت بينكم وبينهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25ليدخل الله في رحمته أي: في دينه
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25من يشاء من أهل
مكة، وهم الذين أسلموا بعد الصلح
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لو تزيلوا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: لو تفرقوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج: لو تميزوا .
[ ص: 441 ] قال المفسرون: لو انماز المؤمنون من المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لعذبنا الذين كفروا بالقتل والسبي بأيديكم . وقال قوم: لو تزيل المؤمنون من أصلاب الكفار لعذبنا الكفار . وقال بعضهم: قوله: "لعذبنا" جواب لكلامين، أحدهما: "لولا رجال"، والثاني: "لو تزيلوا" وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إذ جعل من صلة قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لعذبنا . والحمية: الأنفة والجبرية . قال المفسرون: وإنما أخذتهم الحمية حين أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول
مكة، فقالوا: يدخلون علينا [وقد قتلوا] أبناءنا وإخواننا فتتحدث
العرب بذلك! والله لا يكون ذلك،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين فلم يدخلهم ما دخل أولئك فيخالفوا الله في قتالهم . وقيل: الحمية ما تداخل
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو من الأنفة أن يكتب في كتاب الصلح ذكر "الرحمن الرحيم" وذكر "رسول الله" صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وألزمهم كلمة التقوى فيه خمسة أقوال .
أحدهما: "لا إله إلا الله"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد في آخرين، وقد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم; فعلى هذا يكون معنى: "ألزمهم": حكم لهم بها، وهي التي تنفي الشرك .
[ ص: 442 ] والثاني: "لا إله إلا الله والله أكبر"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب كالقولين .
والثالث: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح .
والرابع: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخرساني .
والخامس: "بسم الله الرحمن الرحيم"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري .
فعلى هذا يكون المعنى أنه لما أبى المشركون أن يكتبوا هذا في كتاب الصلح، ألزمه الله المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وكانوا أحق بها من المشركين "و" كانوا أهلها في علم الله تعالى .
[ ص: 440 ] nindex.php?page=treesubj&link=30857_33059_34092_34322_34370_3865_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_30578_30614_30857_32494_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَعْنِي أَهْلَ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَطُوفُوا بِهِ وَتُحِلُّوا مِنْ عُمْرَتِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَالْهَدْيَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَيْ: وَصَدُّوا الْهَدْيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25مَعْكُوفًا أَيْ: مَحْبُوسًا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أَنْ يَبْلُغَ أَيْ: عَنْ أَنْ يَبْلُغَ مَحَلّه قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: "مَحِلُّهُ" مَنْحَرُهُ، وَهُوَ حَيْثُ يَحِلُّ نَحْرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ وَهْمُ الْمُسْتَضْعَفُونَ
بِمَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَيْ: لَمْ تَعَرِفُوهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25أَنْ تَطَئُوهُمْ بِالْقَتْلِ . وَمَعْنَى الْآيَةِ: لَوْلَا أَنْ تَطَؤُوا رِجَالًا مُؤْمِنِينَ وَنِسَاءً مُؤْمِنَاتٍ بِالْقَتْلِ، وَتُوقِعُوا بِهِمْ وَلَا تَعْرِفُونَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ وَفِيهَا أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهُمَا: إِثْمٌ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ . وَالثَّانِي: غُرْمُ الدِّيَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ . وَالثَّالِثُ: كَفَّارَةُ قَتْلِ الْخَطَإِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابْنُ السَّائِبِ . وَالرَّابِعُ: عَيْبٌ بِقَتْلِ مَنْ هُوَ عَلَى دِينِكُمْ، حَكَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ . وَفِي الْآيَةِ مَحْذُوفٌ، تَقْدِيرُهُ: لَأَدْخَلْتُكُمْ مِنْ عَامِكُمْ هَذَا; وَإِنَّمَا حُلْتُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ أَيْ: فِي دِينِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ، وَهُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بَعْدَ الصُّلْحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَوْ تَزَيَّلُوا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ تَفَرَّقُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ: لَوْ تَمَيَّزُوا .
[ ص: 441 ] قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَوِ انْمَازَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ بِأَيْدِيكُمْ . وَقَالَ قَوْمٌ: لَوْ تَزَيَّلَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ أَصْلَابِ الْكُفَّارِ لَعَذَّبْنَا الْكُفَّارَ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَوْلُهُ: "لَعَذَّبْنَا" جَوَابٌ لِكَلَامَيْنِ، أَحَدُهُمَا: "لَوْلَا رِجَالٌ"، وَالثَّانِي: "لَوْ تَزَيَّلُوا" وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26إِذْ جَعَلَ مِنْ صِلَةِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَعَذَّبْنَا . وَالْحَمِيَّةُ: الْأَنَفَةُ وَالْجَبْرِيَّةُ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَإِنَّمَا أَخَذَتْهُمُ الْحَمِيَّةُ حِينَ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُخُولَ
مَكَّةَ، فَقَالُوا: يَدْخُلُونَ عَلَيْنَا [وَقَدْ قَتَلُوا] أَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا فَتَتَحَدَّثُ
الْعَرَبُ بِذَلِكَ! وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَدْخُلْهُمْ مَا دَخَلَ أُولَئِكَ فَيُخَالِفُوا اللَّهَ فِي قِتَالِهِمْ . وَقِيلَ: الْحَمِيَّةُ مَا تَدَاخَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو مِنَ الْأَنَفَةِ أَنْ يَكْتُبَ فِي كِتَابِ الصُّلْحِ ذِكْرَ "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وَذِكْرَ "رَسُولِ اللَّهِ" صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى فِيهِ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهُمَا: "لَا إِلْهُ إِلَّا اللَّهُ"، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ فِي آخَرِينَ، وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى: "أَلْزَمَهُمْ": حَكَمَ لَهُمْ بِهَا، وَهِيَ الَّتِي تَنْفِي الشِّرْكَ .
[ ص: 442 ] وَالثَّانِي: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ"، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَالْقَوْلَيْنِ .
وَالثَّالِثُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ .
وَالرَّابِعُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ"، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَسَانِيُّ .
وَالْخَامِسُ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ .
فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمَعْنَى أَنَّهُ لَمَّا أَبَى الْمُشْرِكُونَ أَنَّ يَكْتُبُوا هَذَا فِي كِتَابِ الصُّلْحِ، أَلْزَمَهُ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "وَ" كَانُوا أَهْلهَا فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى .