[ ص: 130 ] سورة الواقعة
وفيها قولان .
أحدهما: أنها مكية، قاله الأكثرون، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وجابر، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن فيها آية مدنية وهي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [الواقعة: 83]
والثاني: أنها مدنية، رواه
عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=30291_32437_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذا وقعت الواقعة nindex.php?page=treesubj&link=30179_30290_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها كاذبة nindex.php?page=treesubj&link=30300_32437_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خافضة رافعة nindex.php?page=treesubj&link=30296_32437_34257_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذا رجت الأرض رجا nindex.php?page=treesubj&link=30296_31757_32437_34257_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا nindex.php?page=treesubj&link=30296_32437_34257_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فكانت هباء منبثا nindex.php?page=treesubj&link=30349_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وكنتم أزواجا ثلاثة nindex.php?page=treesubj&link=30349_30395_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة nindex.php?page=treesubj&link=30300_30349_30437_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة nindex.php?page=treesubj&link=30349_30395_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10والسابقون السابقون nindex.php?page=treesubj&link=30395_30401_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أولئك المقربون nindex.php?page=treesubj&link=29680_30384_30387_30395_30415_34135_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=12في جنات النعيم
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذا وقعت الواقعة قال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: لما قال المشركون: متى هذا الوعد، متى هذا الفتح؟! نزل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إذا وقعت الواقعة . فالمعنى يكون إذا وقعت الواقعة قال المفسرون: والواقعة: القيامة، وكل آت يتوقع، يقال له إذا كان: قد وقع، والمراد بها ها هنا: النفخة في الصور لقيام الساعة .
[ ص: 131 ] nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2ليس لوقعتها أي: لظهورها ومجيئها "كاذبة" أي: كذب،كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لا تسمع فيها لاغية [الغاشية: 11] أي: لغوا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: و"كاذبة" مصدر، كقولك: عافاه الله عافية، وكذب كاذبة، فهذه أسماء في موضع المصدر . وفي معنى الكلام قولان .
أحدهما: لا رجعة لها ولا ارتداد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والثاني: ليس الإخبار عن وقوعها كذبا، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خافضة أي: هي خافضة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3 "رافعة" وقرأ
أبو رزين ،
nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبو عبد الرحمن، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة، وأبو حيوة، nindex.php?page=showalam&ids=15507واليزيدي في اختياره: "خافضة رافعة" بالنصب فيهما . وفي معنى الكلام قولان .
أحدهما: أنها خفضت فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وهذا يدل على أن المراد بالواقعة: صيحة القيامة .
والثاني: أنها خفضت ناسا، ورفعت آخرين، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . قال المفسرون: تخفض أقواما إلى أسفل السافلين في النار، وترفع أقواما إلى عليين في الجنة .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذا رجت الأرض رجا أي: حركت حركة شديدة وزلزلت، وذلك أنها ترتج حتى ينهدم ما عليها من بناء، ويتفتت ما عليها من جبل . وفي ارتجاجها قولان .
أحدهما: أنه لإماتة من عليها من الأحياء . والثاني لإخراج من في بطنها من الموتى .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا فيه قولان .
[ ص: 132 ] أحدهما: فتتت فتا، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: فتتت حتى صارت كالدقيق والسويق المبسوس .
والثاني: لتت، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: خلطت ولتت . قال الشاعر:
لا تخبزوا خبزا وبسا بسا
وفي "الهباء" أقوال قد ذكرناها في [الفرقان: 23] . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة أن الهباء المنبث: ما سطع من سنابك الخيل، وهو من "الهبوة"، والهبوة: الغبار . والمعنى: كانت ترابا منتشرا .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وكنتم أزواجا أي: أصنافا "ثلاثة" .
"فأصحاب الميمنة " فيهم ثمانية أقوال .
أحدها: [أنهم] الذين كانوا على يمين
آدم حين أخرجت ذريته من صلبه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: أنهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=14980والقرظي .
والثالث: أنهم الذين كانوا ميامين على أنفسهم، أي: مباركين، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، والربيع .
والرابع: أنهم الذين أخذوا من شق
آدم الأيمن، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم .
والخامس: أنهم الذين منزلتهم عن اليمين، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران .
والسادس: أنهم أهل الجنة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
والسابع: أنهم أصحاب المنزلة الرفيعة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . [ ص: 133 ] والثامن: أنهم الذين يؤخذ [بهم] ذات اليمين إلى الجنة، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15466علي بن أحمد النيسابوري .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8ما أصحاب الميمنة قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: عجب نبيه صلى الله عليه وسلم منهم; والمعنى: أي شيء هم؟! قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: وهذا اللفظ في العربية مجراه مجرى التعجب، ومجراه من الله عز وجل في مخاطبة العباد ما يعظم به الشأن عندهم، ومثله:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة [الحاقة: 2]،
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة [القارعة: 2]; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: ومثله أن يقول:
زيد ما زيد! أي: أي رجل هو!
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة [أي: أصحاب] الشمال،
والعرب تسمي اليد اليسرى: الشؤمى، والجانب الأيسر: الأشأم، ومنه قيل: اليمن والشؤم، فاليمن: كأنه [ما] جاء عن اليمين، والشؤم [ما جاء] عن الشمال، ومنه سميت
"اليمن" و
"الشأم" لأنها عن يمين
الكعبة وشمالها . قال المفسرون: أصحاب الميمنة: هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين، ويعطون كتبهم بأيمانهم; وتفسير أصحاب المشأمة على ضد تفسير أصحاب الميمنة سواء; والمعنى: أي قوم هم؟! ماذا أعد لهم من العذاب؟!
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10والسابقون السابقون فيهم خمسة أقوال .
أحدها: أنهم السابقون إلى الإيمان من كل أمة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . والثاني: أنهم الذين صلوا [إلى] القبلتين، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين . والثالث: أهل القرآن، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب . والرابع: الأنبياء، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب . والخامس: السابقون إلى المساجد وإلى الخروج في سبيل الله، قاله
عثمان بن أبي سودة .
وفي إعادة ذكرهم قولان .
[ ص: 134 ] أحدهما: أن ذلك للتوكيد .
والثاني: أن المعنى: السابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله، ذكرهما
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أولئك المقربون قال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: يعني عند الله في ظل عرشه وجواره .
[ ص: 130 ] سُورَةُ الْوَاقِعَةِ
وَفِيهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ، قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ، مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، وَجَابِرٌ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٌ . وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ فِيهَا آيَةً مَدَنِيَّةً وَهِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ [الْوَاقِعَةِ: 83]
وَالثَّانِي: أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ، رَوَاهُ
عَطِيَّةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30291_32437_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=treesubj&link=30179_30290_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=30300_32437_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=30296_32437_34257_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا nindex.php?page=treesubj&link=30296_31757_32437_34257_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا nindex.php?page=treesubj&link=30296_32437_34257_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا nindex.php?page=treesubj&link=30349_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً nindex.php?page=treesubj&link=30349_30395_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ nindex.php?page=treesubj&link=30300_30349_30437_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ nindex.php?page=treesubj&link=30349_30395_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30395_30401_30483_30502_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30384_30387_30395_30415_34135_29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=12فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ: لَمَّا قَالَ الْمُشْرِكُونَ: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ، مَتَى هَذَا الْفَتْحُ؟! نَزَلَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=1إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . فَالْمَعْنَى يَكُونُ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَالْوَاقِعَةُ: الْقِيَامَةُ، وَكُلُّ آتٍ يُتَوَقَّعُ، يُقَالُ لَهُ إِذَا كَانَ: قَدْ وَقَعَ، وَالْمُرَادُ بِهَا هَا هُنَا: النَّفْخَةُ فِي الصُّورِ لِقِيَامِ السَّاعَةِ .
[ ص: 131 ] nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=2لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا أَيْ: لِظُهُورِهَا وَمَجِيئِهَا "كَاذِبَةٌ" أَيْ: كَذِبٌ،كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً [الْغَاشِيَةِ: 11] أَيْ: لَغْوًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَ"كَاذِبَةٌ" مَصْدَرٌ، كَقَوْلِكَ: عَافَاهُ اللَّهُ عَافِيَةً، وَكَذَبَ كَاذِبَةً، فَهَذِهِ أَسْمَاءٌ فِي مَوْضِعِ الْمَصْدَرِ . وَفِي مَعْنَى الْكَلَامِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: لَا رَجْعَةَ لَهَا وَلَا ارْتِدَادَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَالثَّانِي: لَيْسَ الْإِخْبَارُ عَنْ وُقُوعِهَا كَذِبًا، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3خَافِضَةٌ أَيْ: هِيَ خَافِضَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=3 "رَافِعَةٌ" وَقَرَأَ
أَبُو رَزِينٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12067وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَأَبُو حَيْوَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=15507وَالْيَزِيدِيُّ فِي اخْتِيَارِهِ: "خَافِضَةً رَافِعَةً" بِالنَّصْبِ فِيهِمَا . وَفِي مَعْنَى الْكَلَامِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا خَفَضَتْ فَأَسْمَعَتِ الْقَرِيبَ، وَرَفَعَتْ فَأَسْمَعَتِ الْبَعِيدَ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَاقِعَةِ: صَيْحَةُ الْقِيَامَةِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهَا خَفَضَتْ نَاسًا، وَرَفَعَتْ آخَرِينَ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: تَخْفِضُ أَقْوَامًا إِلَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ فِي النَّارِ، وَتَرْفَعُ أَقْوَامًا إِلَى عِلِّيِّينَ فِي الْجَنَّةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا أَيْ: حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً وَزُلْزِلَتْ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَرْتَجُّ حَتَّى يَنْهَدِمَ مَا عَلَيْهَا مِنْ بِنَاءٍ، وَيَتَفَتَّتُ مَا عَلَيْهَا مِنْ جَبَلٍ . وَفِي ارْتِجَاجِهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ لِإِمَاتَةِ مَنْ عَلَيْهَا مِنَ الْأَحْيَاءِ . وَالثَّانِي لِإِخْرَاجِ مَنْ فِي بَطْنِهَا مِنَ الْمَوْتَى .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فِيهِ قَوْلَانِ .
[ ص: 132 ] أَحَدُهُمَا: فُتِّتَتْ فَتًّا، رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: فُتِّتَتْ حَتَّى صَارَتْ كَالدَّقِيقِ وَالسَّوِيقِ الْمَبْسُوسِ .
وَالثَّانِي: لُتَّتْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: خُلِطَتْ وَلُتَّتْ . قَالَ الشَّاعِرُ:
لَا تَخْبِزُوا خَبْزًا وَبُسَّا بَسَّا
وَفِي "الْهَبَاءِ" أَقْوَالٌ قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي [الْفُرْقَانِ: 23] . وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنَّ الْهَبَاءَ الْمُنْبَثَّ: مَا سَطَعَ مِنْ سَنَابِكِ الْخَيْلِ، وَهُوَ مِنَ "الْهَبْوَةِ"، وَالْهَبْوَةُ: الْغُبَارُ . وَالْمَعْنَى: كَانَتْ تُرَابًا مُنْتَشِرًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=7وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا أَيْ: أَصْنَافًا "ثَلَاثَةً" .
"فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ " فِيهِمْ ثَمَانِيَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: [أَنَّهُمُ] الَّذِينَ كَانُوا عَلَى يَمِينِ
آدَمَ حِينَ أُخْرِجَتْ ذُرِّيَّتُهُ مِنْ صُلْبِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمُ الَّذِينَ يُعْطَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ، nindex.php?page=showalam&ids=14980وَالْقُرَظِيُّ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُمُ الَّذِينَ كَانُوا مَيَامِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، أَيْ: مُبَارَكِينَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، وَالرَّبِيعُ .
وَالرَّابِعُ: أَنَّهُمُ الَّذِينَ أُخِذُوا مِنْ شِقِّ
آدَمَ الْأَيْمَنِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ .
وَالْخَامِسُ: أَنَّهُمُ الَّذِينَ مَنْزِلَتُهُمْ عَنِ الْيَمِينِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ .
وَالسَّادِسُ: أَنَّهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
وَالسَّابِعُ: أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . [ ص: 133 ] وَالثَّامِنُ: أَنَّهُمُ الَّذِينَ يُؤْخَذُ [بِهِمْ] ذَاتَ الْيَمِينِ إِلَى الْجَنَّةِ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15466عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: عَجَّبَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ; وَالْمَعْنَى: أَيُّ شَيْءٍ هُمْ؟! قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَهَذَا اللَّفْظُ فِي الْعَرَبِيَّةِ مَجْرَاهُ مَجْرَى التَّعَجُّبِ، وَمَجْرَاهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مُخَاطَبَةِ الْعِبَادِ مَا يُعَظَّمُ بِهِ الشَّأْنُ عِنْدَهُمْ، وَمِثْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ [الْحَاقَّةِ: 2]،
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ [الْقَارِعَةِ: 2]; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَمِثْلُهُ أَنْ يَقُولَ:
زَيْدٌ مَا زَيْدٌ! أَيْ: أَيُّ رَجُلٍ هُوَ!
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=9وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ [أَيْ: أَصْحَابُ] الشِّمَالِ،
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْيَدَ الْيُسْرَى: الشُّؤْمَى، وَالْجَانِبَ الْأَيْسَرَ: الْأَشْأَمَ، وَمِنْهُ قِيلَ: الْيُمْنُ وَالشُّؤْمُ، فَالْيُمْنُ: كَأَنَّهُ [مَا] جَاءَ عَنِ الْيَمِينِ، وَالشُّؤْمُ [مَا جَاءَ] عَنِ الشِّمَالِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ
"الْيَمَنُ" وَ
"الشَّأْمُ" لِأَنَّهَا عَنْ يَمِينِ
الْكَعْبَةِ وَشِمَالِهَا . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ: هُمُ الَّذِينَ يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ، وَيُعْطَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ; وَتَفْسِيرُ أَصْحَابِ الْمَشْأَمَةِ عَلَى ضِدٍّ تَفْسِيرِ أَصْحَابِ الْمَيْمَنَةِ سَوَاءً; وَالْمَعْنَى: أَيُّ قَوْمٍ هُمْ؟! مَاذَا أُعِدَّ لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ؟!
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=10وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ فِيهِمْ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُمُ السَّابِقُونَ إِلَى الْإِيمَانِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . وَالثَّانِي: أَنَّهُمُ الَّذِينَ صَلَّوْا [إِلَى] الْقِبْلَتَيْنِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ . وَالثَّالِثُ: أَهْلُ الْقُرْآنِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبٌ . وَالرَّابِعُ: الْأَنْبِيَاءُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ . وَالْخَامِسُ: السَّابِقُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَإِلَى الْخُرُوجِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَهُ
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ .
وَفِي إِعَادَةِ ذِكْرِهِمْ قَوْلَانِ .
[ ص: 134 ] أَحَدُهُمَا: أَنْ ذَلِكَ لِلتَّوْكِيدِ .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمَعْنَى: السَّابِقُونَ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، ذَكَرَهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=11أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ: يَعْنِي عِنْدَ اللَّهِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَجِوَارِهِ .