[ ص: 249 ] سورة الصف
ويقال لها سورة الحواريين
وفيها قولان .
أحدهما: مدنية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، والجمهور .
والثاني: مكية قاله
ابن يسار بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33133_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=treesubj&link=18470_30945_32215_34153_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون nindex.php?page=treesubj&link=18470_30532_30945_32215_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون nindex.php?page=treesubj&link=34493_7856_7920_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2لم تقولون ما لا تفعلون في سبب نزولها خمسة أقوال .
أحدها: ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام، قال: قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ عملناه، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سبح لله ما في السماوات إلى آخر السورة .
[ ص: 250 ] والثاني:
أن الرجل كان يجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: فعلت كذا وكذا، وما فعل، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2لم تقولون ما لا تفعلون رواه nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: كان الرجل يقول: قاتلت، ولم يقاتل، وطعنت، ولم يطعن، وصبرت، ولم يصبر، فنزلت هذه الآية .
والثالث: أن ناسا من المسلمين كانوا يقولون قبل أن يفرض الجهاد: لوددنا أن الله تعالى دلنا على أحب الأعمال إليه، فلما نزل الجهاد، كرهه ناس من المؤمنين، فنزلت هذه الآية، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والرابع: أن
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيبا قتل رجلا يوم
بدر، فجاء رجل فادعى أنه قتله وأخذ سلبه، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب: أنا قتلته يا رسول الله، فأمره أن يدفع سلبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب، ونزلت هذه الآية، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب .
والخامس: أن المنافقين كانوا يقولون للنبي وأصحابه: لو قد خرجتم خرجنا معكم، ونصرناكم فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم نكصوا عنه، فنزلت هذه الآية، قاله
ابن زيد . [ ص: 251 ] قول تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3مقتا منصوب على التمييز، والمعنى: كبر قولكم ما لا تفعلون مقتا عند الله . ثم أعلم عز وجل ما الذي يحبه؟، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص أي: بنيان لاصق بعضه ببعض، فأعلم أنه يحب من يثبت في الجهاد، ويلزم مكانه كثبوت البنيان المرصوص . ويجوز أن يكون عنى أن يستوي ثباتهم في حرب عدوهم حتى يكونوا في اجتماع الكلمة كالبنيان المرصوص . وللمفسرين في المراد بـ "المرصوص" قولان
أحدهما: أنه الملتصق بعضه ببعض، فلا يرى فيه خلل لإحكامه، قاله الأكثرون .
والثاني: أنه المبني بالرصاص، وإلى نحو هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، وكان
أبو بحرية [ ص: 252 ] يقول: كانوا يكرهون القتال على الخيل، ويستحبون القتال على الأرض لهذه الآية .
اسم
nindex.php?page=showalam&ids=11934أبي بحرية: عبد الله بن قيس الترغمي، يروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ، وكأنه أشار بذلك إلى أن الفرسان لا يصطفون في الغالب إنما يصطف الرجالة .
[ ص: 249 ] سُورَةُ الصَّفِّ
وَيُقَالُ لَهَا سُورَةُ الْحَوَارِيِّينَ
وَفِيهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: مَدَنِيَّةٌ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، وَالْجُمْهُورُ .
وَالثَّانِي: مَكِّيَّةٌ قَالَهُ
ابْنُ يَسَارٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33133_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=18470_30945_32215_34153_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=18470_30532_30945_32215_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=34493_7856_7920_29032nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا خَمْسَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبُو سَلَمَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قَعَدْنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: لَوْ نَعْلَمُ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ عَمِلْنَاهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ .
[ ص: 250 ] وَالثَّانِي:
أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَجِيءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَمَا فَعَلَ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ رَوَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ: قَاتَلْتُ، وَلَمْ يُقَاتِلْ، وَطَعَنْتُ، وَلَمْ يَطْعَنْ، وَصَبَرْتُ، وَلَمْ يَصْبِرْ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يَقُولُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ الْجِهَادُ: لَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى دَلَّنَا عَلَى أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَزَلَ الْجِهَادُ، كَرِهَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالرَّابِعُ: أَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبًا قَتَلَ رَجُلًا يَوْمَ
بَدْرٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَادَّعَى أَنَّهُ قَتَلَهُ وَأَخَذَ سَلَبَهُ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبٌ: أَنَا قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَ سَلَبَهُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبٍ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=52صُهَيْبٍ .
وَالْخَامِسُ: أَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ: لَوْ قَدْ خَرَجْتُمْ خَرَجْنَا مَعَكُمْ، وَنَصَرْنَاكُمْ فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَصُوا عَنْهُ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ . [ ص: 251 ] قَوْلُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3مَقْتًا مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَالْمَعْنَى: كَبُرَ قَوْلُكُمْ مَا لَا تَفْعَلُونَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ . ثُمَّ أَعْلَمَ عَزَّ وَجَلَّ مَا الَّذِي يُحِبُّهُ؟، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ أَيْ: بُنْيَانٌ لَاصِقٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَأَعْلَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ مَنْ يَثْبُتُ فِي الْجِهَادِ، وَيَلْزَمُ مَكَانَهُ كَثُبُوتِ الْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَنَى أَنْ يَسْتَوِيَ ثَبَاتُهُمْ فِي حَرْبِ عَدُّوهِمْ حَتَّى يَكُونُوا فِي اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ . وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِـ "الْمَرْصُوصِ" قَوْلَانِ
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ الْمُلْتَصِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَلَا يُرَى فِيهِ خَلَلٌ لِإِحْكَامِهِ، قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْمَبْنِيُّ بِالرَّصَاصِ، وَإِلَى نَحْوِ هَذَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ، وَكَانَ
أَبُو بَحْرِيَّةَ [ ص: 252 ] يَقُولُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الْقِتَالَ عَلَى الْخَيْلِ، وَيَسْتَحِبُّونَ الْقِتَالَ عَلَى الْأَرْضِ لِهَذِهِ الْآيَةِ .
اسْمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11934أَبِي بَحْرِيَّةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ التَّرْغَمِيُّ، يَرْوِي عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٍ، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْفُرْسَانَ لَا يَصْطَفُّونَ فِي الْغَالِبِ إِنَّمَا يَصْطَفُّ الرَّجَّالَةُ .