الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              21960 حدثنا محمد بن بكر حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن الشعبي عن رعية السحيمي قال كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعوا له رائحة ولا سارحة ولا أهلا ولا مالا إلا أخذوه وانفلت عريانا على فرس له ليس عليه قشرة حتى ينتهي إلى ابنته وهي متزوجة في بني هلال وقد أسلمت وأسلم أهلها وكان مجلس القوم بفناء بيتها فدار حتى دخل عليها من وراء البيت قال فلما رأته ألقت عليه ثوبا قالت ما لك قال كل الشر نزل بأبيك ما ترك له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا وقد أخذ قالت دعيت إلى الإسلام قال أين بعلك قالت في الإبل قال فأتاه فقال ما لك قال كل الشر قد نزل به ما تركت له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا وقد أخذ وأنا أريد محمدا أبادره قبل أن يقسم أهلي ومالي قال فخذ راحلتي برحلها قال لا حاجة لي فيها قال فأخذ قعود [ ص: 286 ] الراعي وزوده إداوة من ماء قال وعليه ثوب إذا غطى به وجهه خرجت استه وإذا غطى استه خرج وجهه وهو يكره أن يعرف حتى انتهى إلى المدينة فعقل راحلته ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بحذائه حيث يصلي فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر قال يا رسول الله ابسط يديك فلأبايعك فبسطها فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا قبضها إليه ويفعله فلما كانت الثالثة قال من أنت قال رعية السحيمي قال فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم عضده ثم رفعه ثم قال يا معشر المسلمين هذا رعية السحيمي الذي كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه فأخذ يتضرع إليه قلت يا رسول الله أهلي ومالي قال أما مالك فقد قسم وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم فخرج فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا ابني فقال يا بلال اخرج معه فسله أبوك هذا فإن قال نعم فادفعه إليه فخرج بلال إليه فقال أبوك هذا قال نعم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما رأيت أحدا استعبر إلى صاحبه فقال ذاك جفاء الأعراب

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية