[ ص: 345 ] سورة الحاقة
وهي مكية كلها بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=30291_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=treesubj&link=30291_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة nindex.php?page=treesubj&link=30291_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة nindex.php?page=treesubj&link=30291_30549_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كذبت ثمود وعاد بالقارعة nindex.php?page=treesubj&link=28723_30531_30539_31847_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية nindex.php?page=treesubj&link=28723_30531_30539_31843_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية nindex.php?page=treesubj&link=30539_31843_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية nindex.php?page=treesubj&link=30539_31843_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية nindex.php?page=treesubj&link=30549_31880_31913_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة nindex.php?page=treesubj&link=28723_30525_30539_30549_31916_33955_34513_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية nindex.php?page=treesubj&link=29676_31836_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية nindex.php?page=treesubj&link=32016_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1 "الحاقة": القيامة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: إنما قيل لها: حاقة، لأن فيها حواق الأمور . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: إنما سميت الحاقة، لأنها تحق كل إنسان بعمله من خير وشر .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة هذا استفهام، معناه التفخيم لشأنها، كما تقول: زيد، وما زيد؟ على التعظيم لشأنه . ثم زاد في التهويل بأمرها، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة أي: لأنك لم تعاينها، ولم تدر ما فيها من الأهوال .
ثم أخبر عن المكذبين بها، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كذبت ثمود وعاد بالقارعة قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: القارعة: اسم من أسماء يوم القيامة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: وإنما سميت
[ ص: 346 ] بالقارعة، لأن الله تعالى يقرع أعداءه بالعذاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: القارعة: القيامة لأنها تقرع، يقال: أصابتهم قوارع الدهر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: لأنها تقرع بالأهوال . وقال غيرهم: لأنها تقرع القلوب بالفزع . فأما "الطاغية" ففيها ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها طغيانهم وكفرهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة، nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ومعنى الطاغية عند أهل اللغة: طغيانهم . و"فاعلة" قد يأتي بمعنى المصادر، نحو عاقبة، وعافية .
والثاني: بالصيحة الطاغية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وذلك أنها جاوزت مقدار الصياح فأهلكتهم .
والثالث: أن الطاغية: عاقر الناقة، قاله
ابن زيد . والريح الصرصر قد فسرناها في [حم السجدة: 16] . والعاتية: التي جاوزت المقدار . وجاء في التفسير أنها عتت على خزانها يومئذ، فلم يكن لهم عليها سبيل .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم أرسلها وسلطها . والتسخير: استعمال الشيء بالاقتدار . وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حسوما ثلاثة أقوال .
أحدها: تباعا قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: الحسوم: التباع، يقال في الشيء إذا تتابع، فلم ينقطع أوله عن آخره: حسوم . وإنما أخذ - والله أعلم - من حسم الداء: إذا كوي صاحبه، لأنه يحمى ثم يكوى، ثم يتابع الكي عليه .
والثاني: كاملة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . فيكون المعنى: أنها حسمت الليالي والأيام فاستوفتها على الكمال، لأنها ظهرت مع طلوع الشمس، وذهبت مع غروبها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: هاجت الريح غدوة، وسكنت بالعشي في اليوم الثامن،
[ ص: 347 ] وقبضت أرواحهم في ذلك اليوم، ثم بعث الله طيرا أسود فالتقطهم حتى ألقاهم في البحر .
والثالث: أنها حسمتهم، فلم تبق منهم أحدا، أي: أذهبتهم وأفنتهم، هذا قول
ابن زيد .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7فترى القوم فيها أي: في تلك الليالي والأيام
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7 "صرعى" وهو جمع صريع، لأنهم صرعوا بموتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كأنهم أعجاز نخل أي: أصول نخل "خاوية" أي: بالية . وقد بينا هذا في سورة [القمر: 20] .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: من بقاء، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء .
والثاني: من بقية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة . قال: وهو مصدر كالطاغية .
والثالث: هل ترى لهم من أثر؟ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9 "وجاء فرعون ومن قبله" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو، ويعقوب، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي، nindex.php?page=showalam&ids=11793وأبان : بكسر القاف، وفتح الباء .
والباقون: بفتح القاف، وإسكان الباء . فمن كسر القاف أراد: من يليه ويحف به من جنوده وأتباعه . ومن فتحها أراد: من كان قبله من الأمم الكافرة . وفي "المؤتفكات" ثلاثة أقوال .
أحدها: قرى قوم
لوط . والمعنى: وأهل المؤتفكات، قاله الأكثرون .
والثاني: أنهم الذين ائتفكوا بذنوبهم، أي: هلكوا بالذنوب التي معظمها الإفك، وهو الكذب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
والثالث: أنه
قارون وقومه، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9بالخاطئة قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أي: بالذنوب، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: [ ص: 348 ] الخاطئة: الخطأ العظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10 "فعصوا رسول ربهم" أي: كذبوا رسلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10 "فأخذهم أخذة رابية" أي: زائدة على الأحداث
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11 "إنا لما طغى الماء" أي: تجاوز حده حتى علا على كل شيء في زمن
نوح "حملناكم" يعني: حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم "في الجارية" وهي: السفينة التي تجري في الماء "لنجعلها" أي: لنجعل تلك الفعلة التي فعلنا من إغراق قوم
نوح، ونجاة من حملنا معه "تذكرة" أي: عبرة، وموعظة "وتعيها أذن واعية" أي: أذن تحفظ ما سمعت، وتعمل به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: لتحفظها كل أذن، فتكون عظة لمن يأتي بعده .
[ ص: 345 ] سُورَةُ الْحَاقَّةِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30291_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=treesubj&link=30291_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=treesubj&link=30291_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=treesubj&link=30291_30549_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30531_30539_31847_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30531_30539_31843_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=30539_31843_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=30539_31843_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31880_31913_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30525_30539_30549_31916_33955_34513_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً nindex.php?page=treesubj&link=29676_31836_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ nindex.php?page=treesubj&link=32016_29040nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1 "الْحَاقَّةُ": الْقِيَامَةُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: إِنَّمَا قِيلَ لَهَا: حَاقَّةٌ، لِأَنَّ فِيهَا حَوَاقَّ الْأُمُورِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْحَاقَّةَ، لِأَنَّهَا تَحِقُّ كُلَّ إِنْسَانٍ بِعَمَلِهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ هَذَا اسْتِفْهَامٌ، مَعْنَاهُ التَّفْخِيمُ لِشَأْنِهَا، كَمَا تَقُولُ: زَيْدٌ، وَمَا زَيْدٌ؟ عَلَى التَّعْظِيمِ لِشَأْنِهِ . ثُمَّ زَادَ فِي التَّهْوِيلِ بِأَمْرِهَا، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ أَيْ: لِأَنَّكَ لَمْ تُعَايِنْهَا، وَلَمْ تَدْرِ مَا فِيهَا مِنَ الْأَهْوَالِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ عَنِ الْمُكَذِّبِينَ بِهَا، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: الْقَارِعَةُ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ
[ ص: 346 ] بِالْقَارِعَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْرَعُ أَعْدَاءَهُ بِالْعَذَابِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْقَارِعَةُ: الْقِيَامَةُ لِأَنَّهَا تَقْرَعُ، يُقَالُ: أَصَابَتْهُمْ قَوَارِعُ الدَّهْرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: لِأَنَّهَا تَقْرَعُ بِالْأَهْوَالِ . وَقَالَ غَيْرُهُمْ: لِأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ بِالْفَزَعِ . فَأَمَّا "الطَّاغِيَةُ" فَفِيهَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهَا طُغْيَانُهُمْ وَكُفْرُهُمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٌ، nindex.php?page=showalam&ids=12078وَأَبُو عُبَيْدَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=13436وَابْنُ قُتَيْبَةَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَمَعْنَى الطَّاغِيَةِ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: طُغْيَانُهُمْ . وَ"فَاعِلَةٌ" قَدْ يَأْتِي بِمَعْنَى الْمَصَادِرِ، نَحْوُ عَاقِبَةٍ، وَعَافِيَةٍ .
وَالثَّانِي: بِالصَّيْحَةِ الطَّاغِيَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَذَلِكَ أَنَّهَا جَاوَزَتْ مِقْدَارَ الصِّيَاحِ فَأَهْلَكَتْهُمْ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّ الطَّاغِيَةَ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ . وَالرِّيحُ الصَّرْصَرُ قَدْ فَسَّرْنَاهَا فِي [حَم السَّجْدَةِ: 16] . وَالْعَاتِيَةُ: الَّتِي جَاوَزَتِ الْمِقْدَارَ . وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّهَا عَتَتْ عَلَى خُزَّانِهَا يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَلَيْهَا سَبِيلٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ أَرْسَلَهَا وَسَلَّطَهَا . وَالتَّسْخِيرُ: اسْتِعْمَالُ الشَّيْءِ بِالِاقْتِدَارِ . وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حُسُومًا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: تِبَاعًا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: الْحُسُومُ: التِّبَاعُ، يُقَالُ فِي الشَّيْءِ إِذَا تَتَابَعَ، فَلَمْ يَنْقَطِعْ أَوَّلُهُ عَنْ آخِرِهِ: حُسُومٌ . وَإِنَّمَا أُخِذَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مِنْ حَسْمِ الدَّاءِ: إِذَا كُوِيَ صَاحِبُهُ، لِأَنَّهُ يُحْمَى ثُمَّ يُكْوَى، ثُمَّ يُتَابَعُ الْكَيُّ عَلَيْهِ .
وَالثَّانِي: كَامِلَةً، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ . فَيَكُونُ الْمَعْنَى: أَنَّهَا حَسَمَتِ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ فَاسْتَوْفَتْهَا عَلَى الْكَمَالِ، لِأَنَّهَا ظَهَرَتْ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَذَهَبَتْ مَعَ غُرُوبِهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: هَاجَتِ الرِّيحُ غُدْوَةً، وَسَكَنَتْ بِالْعَشِيِّ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ،
[ ص: 347 ] وَقُبِضَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ طَيْرًا أَسْوَدَ فَالْتَقَطَهُمْ حَتَّى أَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا حَسَمَتْهُمْ، فَلَمْ تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، أَيْ: أَذْهَبَتْهُمْ وَأَفْنَتْهُمْ، هَذَا قَوْلُ
ابْنِ زَيْدٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا أَيْ: فِي تِلْكَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7 "صَرْعَى" وَهُوَ جَمْعُ صَرِيعٍ، لِأَنَّهُمْ صُرِعُوا بِمَوْتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ أَيْ: أُصُولُ نَخْلٍ "خَاوِيَةٌ" أَيْ: بَالِيَةٌ . وَقَدْ بَيَّنَّا هَذَا فِي سُورَةِ [الْقَمَرِ: 20] .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: مِنْ بَقَاءٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ .
وَالثَّانِي: مِنْ بَقِيَّةٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ . قَالَ: وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالطَّاغِيَةِ .
وَالثَّالِثُ: هَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ أَثَرٍ؟ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9 "وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ" قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو، وَيَعْقُوبُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=11793وَأَبَانُ : بِكَسْرِ الْقَافِ، وَفَتْحِ الْبَاءِ .
وَالْبَاقُونَ: بِفَتْحِ الْقَافِ، وَإِسْكَانِ الْبَاءِ . فَمَنْ كَسَرَ الْقَافَ أَرَادَ: مَنْ يَلِيهِ وَيَحُفُّ بِهِ مِنْ جُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ . وَمَنْ فَتَحَهَا أَرَادَ: مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ . وَفِي "الْمُؤْتَفِكَاتِ" ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: قُرَى قَوْمِ
لُوطٍ . وَالْمَعْنَى: وَأَهْلُ الْمُؤْتَفِكَاتِ، قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمُ الَّذِينَ ائْتَفَكُوا بِذُنُوبِهِمْ، أَيْ: هَلَكُوا بِالذُّنُوبِ الَّتِي مُعْظَمُهَا الْإِفْكُ، وَهُوَ الْكَذِبُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ
قَارُونُ وَقَوْمُهُ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9بِالْخَاطِئَةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَيْ: بِالذُّنُوبِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: [ ص: 348 ] الْخَاطِئَةُ: الْخَطَأُ الْعَظِيمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10 "فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ" أَيْ: كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10 "فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً" أَيْ: زَائِدَةً عَلَى الْأَحْدَاثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11 "إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ" أَيْ: تَجَاوَزَ حَدَّهُ حَتَّى عَلَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي زَمَنِ
نُوحٍ "حَمَلْنَاكُمْ" يَعْنِي: حَمَلْنَا آبَاءَكُمْ وَأَنْتُمْ فِي أَصْلَابِهِمْ "فِي الْجَارِيَةِ" وَهِيَ: السَّفِينَةُ الَّتِي تَجْرِي فِي الْمَاءِ "لِنَجْعَلَهَا" أَيْ: لِنَجْعَلَ تِلْكَ الْفَعْلَةَ الَّتِي فَعَلْنَا مِنْ إِغْرَاقِ قَوْمِ
نُوحٍ، وَنَجَاةِ مَنْ حَمَلْنَا مَعَهُ "تَذْكِرَةً" أَيْ: عِبْرَةً، وَمَوْعِظَةً "وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" أَيْ: أُذُنٌ تَحْفَظُ مَا سَمِعَتْ، وَتَعْمَلُ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: لِتَحْفَظَهَا كُلُّ أُذُنٍ، فَتَكُونَ عِظَةً لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ .