[ ص: 102 ] سورة الفجر
وهي مكية كلها بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32783_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1والفجر nindex.php?page=treesubj&link=33030_33042_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وليال عشر nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3والشفع والوتر nindex.php?page=treesubj&link=31755_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك قسم لذي حجر nindex.php?page=treesubj&link=30539_31843_32016_34513_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=6ألم تر كيف فعل ربك بعاد nindex.php?page=treesubj&link=32016_34174_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إرم ذات العماد nindex.php?page=treesubj&link=32016_34174_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=8التي لم يخلق مثلها في البلاد nindex.php?page=treesubj&link=32016_34175_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9وثمود الذين جابوا الصخر بالواد nindex.php?page=treesubj&link=32016_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=10وفرعون ذي الأوتاد nindex.php?page=treesubj&link=32016_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=11الذين طغوا في البلاد nindex.php?page=treesubj&link=32016_32516_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=12فأكثروا فيها الفساد nindex.php?page=treesubj&link=30539_31916_34513_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=13فصب عليهم ربك سوط عذاب nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_34513_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إن ربك لبالمرصاد .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1والفجر قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: الفجر: انفجار الظلمة عن الصبح، وانفجر الماء: انبجس . قال شيخنا
علي بن عبيد الله: الفجر: ضوء النهار إذا انشق عنه الليل، وهو مأخوذ من الانفجار، يقال: انفجر النهر ينفجر انفجارا: إذا انشق فيه موضع لخروج الماء، ومن هذا سمي الفاجر فاجرا، لأنه خرج عن طاعة الله .
وللمفسرين في المراد بهذا الفجر ستة أقوال .
[ ص: 103 ] أحدها: أنه الفجر المعروف الذي هو بدء النهار، قاله
علي رضي الله عنه . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: هو انفجار الصبح كل يوم، وبهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم، nindex.php?page=showalam&ids=14980والقرظي .
والثاني: صلاة الفجر، رواه
عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث: النهار كله، فعبر عنه بالفجر، لأنه أوله، وروى هذا المعنى
أبو نصر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والرابع: أنه فجر يوم النحر خاصة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والخامس: أنه فجر أول يوم من ذي الحجة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
والسادس: أنه أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وليال عشر فيها أربعة أقوال .
أحدها: أنه عشر ذي الحجة، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . [ ص: 104 ] والثاني: أنها العشر الأواخر من رمضان، رواه
أبو ظبيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث: العشر الأول من رمضان، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
والرابع: العشر الأول من المحرم، قاله
يمان بن رئاب .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3والشفع والوتر قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي، nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف: " والوتر " بكسر الواو، وفتحها الباقون، وهما لغتان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: الكسر
لقريش وتميم وأسد، والفتح لأهل
الحجاز .
وللمفسرين في " الشفع والوتر " عشرون قولا .
أحدها: أن الشفع: يوم عرفة ويوم الأضحى، والوتر: ليلة النحر، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والثاني: يوم النحر، والوتر: يوم عرفة، [رواه
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك] . [ ص: 105 ] والثالث: أن الشفع والوتر: الصلاة، منها الشفع، ومنها الوتر، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . [ ص: 106 ] والرابع: [أن الشفع: الخلق كله، والوتر: الله تعالى]، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق، nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح .
والخامس: أن الوتر:
آدم شفع بزوجته، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والسادس: أن الشفع يومان بعد يوم النحر، وهو النفر الأول، والوتر: اليوم الثالث، وهو النفر الأخير، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير، واستدل بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه [البقرة: 203] .
والسابع: أن الشفع: صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب، حكاه
عطية .
والثامن: أن الشفع: الركعتان من صلاة المغرب، والوتر: الركعة الثالثة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية، nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس .
والتاسع: أن الشفع والوتر: الخلق كله، منه شفع، ومنه وتر، قاله
ابن زيد، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد في رواية .
والعاشر: أنه العدد، منه شفع، ومنه وتر، وهذا والذي قبله مرويان عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
والحادي عشر: أن الشفع: عشر ذي الحجة، والوتر: أيام [منى] الثلاثة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . [ ص: 107 ] والثاني عشر: أن الشفع: هو الله، لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة: 7] والوتر: هو الله، لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة .
والثالث عشر: أن الشفع: هو
آدم وحواء . والوتر: الله تعالى، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل بن سليمان .
والرابع عشر: أن الشفع: الأيام والليالي، والوتر: اليوم الذي لا ليلة [بعده]، وهو يوم القيامة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان .
والخامس عشر: الشفع: درجات الجنان، لأنها ثمان، والوتر: دركات النار لأنها سبع، فكأن الله أقسم بالجنة والنار، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل .
والسادس عشر: الشفع: تضاد أوصاف المخلوقين بين عز وذل، وقدرة وعجز، وقوة وضعف، وعلم وجهل، وموت وحياة . والوتر: انفراد صفات الله عز وجل: عز بلا ذل، وقدرة بلا عجز، وقوة بلا ضعف، وعلم بلا جهل، وحياة بلا موت، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16770أبو بكر الوراق .
والسابع عشر: أن الشفع:
الصفا والمروة، والوتر:
البيت .
والثامن عشر: أن الشفع:
مسجد مكة والمدينة، والوتر:
بيت المقدس .
والتاسع عشر: أن الشفع: القران بين الحج والتمتع، والوتر: الإفراد .
والعشرون: الشفع: العبادات المتكررة، كالصلاة، والصوم، والزكاة،
[ ص: 108 ] والوتر: العبادة التي لا تتكرر، وهو الحج، حكى هذه الأقوال الأربعة
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير، ويعقوب: " يسري " بياء في الوصل والوقف، وافقهما في الوصل
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر، nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم، nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4يسر " بغير ياء في الوصل والوقف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج: الاختيار حذفها لمشاكلتها لرؤوس الآيات، ولاتباع المصحف . وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر قولان .
أحدهما: أن الفعل له، ثم فيه قولان . أحدهما: إذا يسري ذاهبا، قاله الجمهور، وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . والثاني: إذا يسري مقبلا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والقول الثاني: أن الفعل لغيره، والمعنى: إذا يسري فيه، كما يقال: ليل نائم، أي: ينام فيه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش، nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة .
وفي المراد بهذا الليل ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه عام في كل ليلة، وهذا الظاهر .
والثاني: أنه ليلة
المزدلفة، وهي ليلة جمع: قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة .
والثالث: ليلة القدر، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . [ ص: 109 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك أي: [هل في ذلك المذكور من الأمور التي أقسمنا بها]
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5قسم لذي حجر أي: لذي عقل، وسمي العقل حجرا، لأنه يحجر صاحبه عن القبيح، وسمي عقلا، لأنه يعقل عما لا يحسن، وسمي العقل النهى، لأنه ينهى عما لا يحل . ومعنى الكلام: أن من كان ذا لب علم أن ما أقسم الله به من هذه الأشياء، فيه دلائل على توحيد الله وقدرته، فهو حقيق أن يقسم به لدلالته . وجواب القسم قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إن ربك لبالمرصاد فاعترض بين القسم وجوابه بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=6ألم تر كيف فعل ربك بعاد فخوف أهل
مكة بإهلاك من كان أشد منهم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر: " بعاد إرم " بكسر الدال من غير تنوين على الإضافة .
وفي " إرم " أربعة أقوال .
أحدها: أنه اسم بلدة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . ولم يجر " إرم " لأنها اسم بلدة ثم فيها ثلاثة أقوال . أحدها: أنها
دمشق، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، [ ص: 110 ] وخالد الربعي . والثاني:
الإسكندرية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب . والثالث: أنها مدينة صنعها
شداد بن عاد، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب . وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى .
والقول الثاني: أنه اسم أمة من الأمم، ومعناه: القديمة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثالث: أنه قبيلة من قوم
عاد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: [ ص: 111 ] وإنما لم تنصرف " إرم " لأنها جعلت اسما للقبيلة ففتحت، وهي في موضع خفض .
والرابع: أنه اسم لجد
عاد، لأنه
عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: فإن كان اسما لرجل على هذا القول، فإنما ترك إجراؤه، لأنه كالعجمي، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: هما عادان، فالأولى: هي إرم، وهي التي قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وأنه أهلك عادا الأولى [النجم: 50] .
وهل قوم
هود عاد الأولى، أم لا؟ فيه قولان قد ذكرناهما في
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم .
وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إرم ذات العماد أربعة أقوال .
أحدها: لأنهم كانوا أهل عمد وخيام يطلبون الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم، فلا يقيمون في موضع، روى هذا المعنى عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء .
والثاني: أن معنى ذات العماد: ذات الطول، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: يقال: رجل معمد: إذا كان طويلا .
[ ص: 112 ] والثالث: ذات القوة والشدة، مأخوذ من قوة الأعمدة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
والرابع: ذات البناء المحكم بالعماد، قاله
ابن زيد . وقيل: إنما سميت ذات العماد لبناء بناه بعضهم .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=8التي لم يخلق مثلها في البلاد وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11904أبو المتوكل، nindex.php?page=showalam&ids=11838وأبو الجوزاء، وأبو عمران: " لم تخلق " بتاء مفتوحة ورفع اللام " مثلها " بنصب اللام .
وقرأ
معاذ القارئ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار: " لم نخلق " بنون مفتوحة، ورفع اللام . " مثلها " بنصب اللام .
وفي المشار إليها قولان .
أحدهما: لم يخلق مثل تلك القبيلة في الطول والقوة، وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
والثاني: المدينة لم يخلق مثل مدينتهم ذات العماد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة .
وقد جاء في التفسير صفات تلك المدينة . وهذه الإشارة إلى ذلك .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه عن
عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له شردت، فبينما هو في صحارى
عدن وقع على مدينة في تلك الفلوات عليها حصن، وحول الحصن قصور كثيرة . فلما دنا منها ظن أن فيها أحدا يسأله عن إبله، فلم ير خارجا ولا داخلا، فنزل عن دابته، وعقلها، وسل سيفه، ودخل من باب
[ ص: 113 ] الحصن، فلما دخل الحصن إذا هو ببابين عظيمين [لم ير أعظم منهما] والبابان مرصعان بالياقوت [الأبيض و]الأحمر، فلما رأى ذلك دهش، ففتح أحد البابين، فإذا هو بمدينة لم ير أحد مثلها، وإذا قصور، كل قصر فوقه غرف وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت . ومصاريع تلك الغرف مثل مصاريع المدينة، يقابل بعضها بعضا، مفروشة كلها باللؤلؤ، وبنادق من مسك وزعفران . فلما عاين ذلك، ولم ير أحدا، هاله ذلك، ثم نظر إلى الأزقة فإذا هو في كل زقاق منها شجر قد أثمر، وتحت الشجر أنهار مطردة يجري ماؤها من قنوات من فضة . فقال الرجل: إن هذه هي الجنة، فحمل معه من لؤلؤها، ومن بنادق المسك والزعفران ورجع إلى
اليمن، فأظهر ما كان معه . وبلغ الأمر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، فأرسل إليه، فقص عليه ما رأى، فأرسل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار، فلما أتاه قال له: يا
nindex.php?page=showalam&ids=16850أبا إسحاق: هل في الدنيا مدينة من ذهب وفضة؟ قال: نعم، أخبرك بها وبمن بناها؟ إنما بناها
شداد بن عاد، والمدينة:
[ ص: 114 ] "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إرم ذات العماد " ، قال: فحدثني حديثها، فقال: إن عادا المنسوب إليهم عاد الأولى، كان له ولدان:
شديد، وشداد . فلما مات
[عاد]، ثم مات
شديد وبقي
شداد، ملك الأرض، ودانت له الملوك، وكان مولعا بقراءة الكتب، فكان إذا مر بذكر الجنة دعته نفسه إلى بناء مثلها عتوا على الله تعالى . فأمر بصنع "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إرم ذات العماد " ، فأمر على عملها مائة قهرمان مع كل قهرمان ألف من الأعوان، وكتب إلى ملوك الأرض أن يمدوه بما في بلادهم من الجواهر، فخرج القهارمة يسيرون في الأرض ليجدوا أرضا موافقة، فوقفوا على صحراء عظيمة نقية من التلال، وإذا فيها عيون ماء ومروج فقالوا: هذه صفة الأرض التي أمر الملك أن يبنى بها، فوضعوا أساسها من الجزع اليماني، وأقاموا في بنائها ثلاثمائة سنة، وكان عمر شداد تسعمائة سنة، فلما أتوه وقد فرغوا منها قال: انطلقوا، واجعلوا عليها حصنا، واجعلوا حول الحصن ألف قصر، عند
[ ص: 115 ] كل قصر ألف علم ليكون في كل قصر من تلك القصور وزير من وزرائي، ففعلوا ذلك، فأمر الملك الوزراء -وهم ألف وزير- أن يتهيئوا للنقلة إلى "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إرم ذات العماد " ، وكان الملك وأهله في جهازهم عشر سنين، ثم ساروا إليها، فلما كانوا منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليه، وعلى من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا، ولم يبق منهم أحد .
[ ص: 116 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن
دغفل الشيباني عن علماء
حمير قالوا: لما هلك
شداد بن عاد ومن معه من الصيحة، ملك بعده ابنه
مرثد بن شداد، وقد كان أبوه خلفه
بحضرموت على ملكه وسلطانه، فأمر بحمل أبيه من تلك المفازة إلى
حضرموت وأمر [بدفنه] فحفرت له حفيرة في مفازة، فاستودعه فيها على سرير من ذهب، وألقى عليه سبعين حلة منسوجة بقضبان الذهب، ووضع عند رأسه لوحا عظيما من ذهب وكتب عليه:
اعتبر يا أيها المغـ ـرور بالعمر المديد
أنا شداد بن عاد
صاحب الحصن المشيد
وأخو القوة والبأ
ساء والملك الحشيد
[ ص: 117 ] دان أهل الأرض طرا
لي من خوف وعيدي
وملكت الشرق والغر
ب بسلطان شديد
وبفضل الملك والعد
ة فيه والعديد
فأتى هود وكنا
في ضلال قبل هود
فدعانا لو قبلنا
ه إلى الأمر الرشيد
فعصيناه ونادى
ما لكم هل من محيد؟
فأتتنا صيحة تهـ
ـوي من الأفق البعيد
فتوافينا كزرع
وسط بيداء حصيد
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9وثمود الذين جابوا الصخر قطعوه ونقبوه . قال
إسحاق: والوادي: وادي القرى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: " بالوادي " بإثبات الياء في الحالين
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=10وفرعون ذي الأوتاد مفسر في سورة [ص: 12]
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=11الذين طغوا في البلاد يعني:
عادا، وثمود، وفرعون، عملوا بالمعاصي، وتجبروا على أنبياء الله
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=12فأكثروا فيها الفساد القتل والمعاصي
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=13فصب عليهم ربك سوط عذاب [ ص: 118 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: وإنما قال: سوط عذاب، لأن التعذيب قد يكون بالسوط . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: [أي جعل سوطهم الذي ضربهم به العذاب]
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إن ربك لبالمرصاد أي: يرصد من كفر به بالعذاب، والمرصد: الطريق، وقد شرحناه في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=21كانت مرصادا [النبإ: 21] .
[ ص: 102 ] سُورَةُ الْفَجْرِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32783_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1وَالْفَجْرِ nindex.php?page=treesubj&link=33030_33042_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وَلَيَالٍ عَشْرٍ nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ nindex.php?page=treesubj&link=31755_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ nindex.php?page=treesubj&link=30539_31843_32016_34513_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=6أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ nindex.php?page=treesubj&link=32016_34174_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ nindex.php?page=treesubj&link=32016_34174_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=8الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ nindex.php?page=treesubj&link=32016_34175_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ nindex.php?page=treesubj&link=32016_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=10وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ nindex.php?page=treesubj&link=32016_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=11الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ nindex.php?page=treesubj&link=32016_32516_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=12فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ nindex.php?page=treesubj&link=30539_31916_34513_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=13فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_34513_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1وَالْفَجْرِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: الْفَجْرُ: انْفِجَارُ الظُّلْمَةِ عَنِ الصُّبْحِ، وَانْفَجَرَ الْمَاءُ: انْبَجَسَ . قَالَ شَيْخُنَا
عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: الْفَجْرُ: ضَوْءُ النَّهَارِ إِذَا انْشَقَّ عَنْهُ اللَّيْلُ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ اِلانْفِجَارِ، يُقَالُ: انْفَجَرَ النَّهْرُ يَنْفَجِرُ انْفِجَارًا: إِذَا انْشَقَّ فِيهِ مَوْضِعٌ لِخُرُوجِ الْمَاءِ، وَمِنْ هَذَا سُمِّيَ الْفَاجِرُ فَاجِرًا، لِأَنَّهُ خَرَجَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ .
وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِهَذَا الْفَجْرِ سِتَّةُ أَقْوَالٍ .
[ ص: 103 ] أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْفَجْرُ الْمَعْرُوفُ الَّذِي هُوَ بَدْءُ النَّهَارِ، قَالَهُ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: هُوَ انْفِجَارُ الصُّبْحِ كُلَّ يَوْمٍ، وَبِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، nindex.php?page=showalam&ids=14980وَالْقُرَظِيُّ .
وَالثَّانِي: صَلَاةُ الْفَجْرِ، رَوَاهُ
عَطِيَّةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّالِثُ: النَّهَارُ كُلُّهُ، فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْفَجْرِ، لِأَنَّهُ أَوَّلُهُ، وَرَوَى هَذَا الْمَعْنَى
أَبُو نَصْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ خَاصَّةً قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَالْخَامِسُ: أَنَّهُ فَجْرُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
وَالسَّادِسُ: أَنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ تَنْفَجِرُ مِنْهُ السَّنَةُ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وَلَيَالٍ عَشْرٍ فِيهَا أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٌ . [ ص: 104 ] وَالثَّانِي: أَنَّهَا الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، رَوَاهُ
أَبُو ظَبْيَانَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّالِثُ: الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ رَمَضَانَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
وَالرَّابِعُ: الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، قَالَهُ
يَمَانُ بْنُ رِئَابٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=15833وَخَلَفٌ: " وَالْوِتْرِ " بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَفَتَحَهَا الْبَاقُونَ، وَهُمَا لُغَتَانِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: الْكَسْرُ
لِقُرَيْشٍ وَتَمِيمٍ وَأَسَدٍ، وَالْفَتْحُ لِأَهْلِ
الْحِجَازِ .
وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي " الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ " عِشْرُونَ قَوْلًا .
أَحَدُهَا: أَنَّ الشَّفْعَ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ: لَيْلَةُ النَّحْرِ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=50أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَالثَّانِي: يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، [رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ] . [ ص: 105 ] وَالثَّالِثُ: أَنَّ الشَّفْعَ وَالْوَتْرَ: الصَّلَاةُ، مِنْهَا الشَّفْعُ، وَمِنْهَا الْوَتْرُ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . [ ص: 106 ] وَالرَّابِعُ: [أَنَّ الشَّفْعَ: الْخَلْقُ كُلُّهُ، وَالْوَتْرُ: اللَّهُ تَعَالَى]، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12045وَأَبُو صَالِحٍ .
وَالْخَامِسُ: أَنَّ الْوَتْرَ:
آدَمُ شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالسَّادِسُ: أَنَّ الشَّفْعَ يَوْمَانِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، وَهُوَ النَّفْرُ الْأَوَّلُ، وَالْوَتْرَ: الْيَوْمُ الثَّالِثُ، وَهُوَ النَّفْرُ الْأَخِيرُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [الْبَقَرَةِ: 203] .
وَالسَّابِعُ: أَنَّ الشَّفْعَ: صَلَاةُ الْغَدَاةِ، وَالْوَتْرُ: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، حَكَاهُ
عَطِيَّةُ .
وَالثَّامِنُ: أَنَّ الشَّفْعَ: الرَّكْعَتَانِ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَالْوَتْرَ: الرَّكْعَةُ الثَّالِثَةُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ، nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ .
وَالتَّاسِعُ: أَنَّ الشَّفْعَ وَالْوَتْرَ: الْخَلْقُ كُلُّهُ، مِنْهُ شَفْعٌ، وَمِنْهُ وَتْرٌ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ فِي رِوَايَةٍ .
وَالْعَاشِرُ: أَنَّهُ الْعَدَدُ، مِنْهُ شَفْعٌ، وَمِنْهُ وَتْرٌ، وَهَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ مَرْوِيَّانِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ .
وَالْحَادِي عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ: عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْوَتْرَ: أَيَّامُ [مِنًى] الثَّلَاثَةُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ . [ ص: 107 ] وَالثَّانِي عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ: هُوَ اللَّهُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ [الْمُجَادَلَةِ: 7] وَالْوَتْرَ: هُوَ اللَّهُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ .
وَالثَّالِثَ عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ: هُوَ
آدَمُ وَحَوَّاءُ . وَالْوَتْرَ: اللَّهُ تَعَالَى، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ .
وَالرَّابِعَ عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ: الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي، وَالْوَتْرَ: الْيَوْمُ الَّذِي لَا لَيْلَةَ [بَعْدَهُ]، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ .
وَالْخَامِسَ عَشَرَ: الشَّفْعُ: دَرَجَاتُ الْجِنَانِ، لِأَنَّهَا ثَمَانٍ، وَالْوَتْرُ: دَرَكَاتُ النَّارِ لِأَنَّهَا سَبْعٌ، فَكَأَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14127الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ .
وَالسَّادِسَ عَشَرَ: الشَّفْعُ: تَضَادُّ أَوْصَافِ الْمَخْلُوقِينَ بَيْنَ عِزٍّ وَذُلٍّ، وَقُدْرَةٍ وَعَجْزٍ، وَقُوَّةٍ وَضَعْفٍ، وَعِلْمٍ وَجَهْلٍ، وَمَوْتٍ وَحَيَاةٍ . وَالْوَتْرُ: انْفِرَادُ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَزٌّ بِلَا ذُلٍّ، وَقُدْرَةٌ بِلَا عَجْزٍ، وَقُوَّةٌ بِلَا ضَعْفٍ، وَعِلْمٌ بِلَا جَهْلٍ، وَحَيَاةٌ بِلَا مَوْتٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16770أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ .
وَالسَّابِعَ عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ:
الصَّفَا وَالْمَرْوَةُ، وَالْوَتْرَ:
الْبَيْتُ .
وَالثَّامِنَ عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ:
مَسْجِدُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَالْوَتْرَ:
بَيْتُ الْمَقْدِسِ .
وَالتَّاسِعَ عَشَرَ: أَنَّ الشَّفْعَ: الْقِرَانُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالتَّمَتُّعِ، وَالْوَتْرَ: الْإِفْرَادُ .
وَالْعِشْرُونَ: الشَّفْعُ: الْعِبَادَاتُ الْمُتَكَرِّرَةُ، كَالصَّلَاةِ، وَالصَّوْمِ، وَالزَّكَاةِ،
[ ص: 108 ] وَالْوَتْرُ: الْعِبَادَةُ الَّتِي لَا تَتَكَرَّرُ، وَهُوَ الْحَجُّ، حَكَى هَذِهِ الْأَقْوَالَ الْأَرْبَعَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ، وَيَعْقُوبُ: " يَسْرِي " بِيَاءٍ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ، وَافَقَهُمَا فِي الْوَصْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ، nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ، nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4يَسْرِ " بِغَيْرِ يَاءٍ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ، nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ: الِاخْتِيَارُ حَذْفُهَا لِمُشَاكَلَتِهَا لِرُؤُوسِ الْآيَاتِ، وَلِاتِّبَاعِ الْمُصْحَفِ . وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْفِعْلَ لَهُ، ثُمَّ فِيهِ قَوْلَانِ . أَحَدُهُمَا: إِذَا يَسْرِي ذَاهِبًا، قَالَهُ الْجُمْهُورُ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ . وَالثَّانِي: إِذَا يَسْرِي مُقْبِلًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ الْفِعْلَ لِغَيْرِهِ، وَالْمَعْنَى: إِذَا يَسْرِي فِيهِ، كَمَا يُقَالُ: لَيْلٌ نَائِمٌ، أَيْ: يُنَامُ فِيهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ، nindex.php?page=showalam&ids=13436وَابْنُ قُتَيْبَةَ .
وَفِي الْمُرَادِ بِهَذَا اللَّيْلِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ عَامٌّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، وَهَذَا الظَّاهِرُ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ لَيْلَةُ
الْمُزْدَلِفَةِ، وَهِيَ لَيْلَةُ جْمَعٍ: قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ .
وَالثَّالِثُ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ . [ ص: 109 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ أَيْ: [هَلْ فِي ذَلِكَ الْمَذْكُورِ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي أَقْسَمْنَا بِهَا]
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أَيْ: لِذِي عَقْلٍ، وَسُمِّيَ الْعَقْلُ حِجْرًا، لِأَنَّهُ يَحْجُرُ صَاحِبَهُ عَنِ الْقَبِيحِ، وَسُمِّيَ عَقْلًا، لِأَنَّهُ يَعْقِلُ عَمَّا لَا يَحْسُنُ، وَسُمِّيَ الْعَقْلُ النُّهَى، لِأَنَّهُ يَنْهَى عَمًّا لَا يَحِلُّ . وَمَعْنَى الْكَلَامِ: أَنَّ مَنْ كَانَ ذَا لُبٍّ عَلِمَ أَنَّ مَا أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ، فِيهِ دَلَائِلُ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَقَدْرَتِهُ، فَهُوَ حَقِيقٌ أَنْ يُقْسِمَ بِهِ لِدَلَالَتِهِ . وَجَوَابُ الْقَسَمِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ فَاعْتُرِضَ بَيْنَ الْقَسَمِ وَجَوَابِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=6أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ فَخَوَّفَ أَهْلَ
مَكَّةَ بِإِهْلَاكِ مَنْ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُمْ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ، nindex.php?page=showalam&ids=17344وَابْنُ يَعْمَرَ: " بِعَادِ إِرَمَ " بِكَسْرِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ .
وَفِي " إِرَمَ " أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ اسْمُ بَلْدَةٍ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ . وَلَمْ يُجْرَ " إِرَمُ " لِأَنَّهَا اسْمُ بَلْدَةٍ ثُمَّ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ . أَحُدُهَا: أَنَّهَا
دِمَشْقُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ، [ ص: 110 ] وَخَالِدٌ الرَّبْعِيُّ . وَالثَّانِي:
الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ . وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا مَدِينَةٌ صَنَعَهَا
شَدَّادُ بْنُ عَادٍ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبٍ . وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ اسْمُ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ، وَمَعْنَاهُ: الْقَدِيمَةُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ قَبِيلَةٌ مِنْ قَوْمِ
عَادٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: [ ص: 111 ] وَإِنَّمَا لَمْ تَنْصَرِفْ " إِرَمُ " لِأَنَّهَا جُعِلَتِ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ فَفُتِحَتْ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ .
وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ اسْمٌ لِجَدِّ
عَادٍ، لِأَنَّهُ
عَادُ بْنُ عَوْصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: فَإِنْ كَانَ اسْمًا لِرَجُلٍ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ، فَإِنَّمَا تُرِكَ إِجْرَاؤُهُ، لِأَنَّهُ كَالْعَجَمِيِّ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: هُمَا عَادَانِ، فَالْأُولَى: هِيَ إِرَمُ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى [النَّجْمِ: 50] .
وَهَلْ قَوْمُ
هُودٍ عَادٌ الْأُولَى، أَمْ لَا؟ فِيهِ قَوْلَانِ قَدْ ذَكَرْنَاهُمَا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ .
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ عُمُدٍ وَخِيَامٍ يَطْلُبُونَ الْكَلَأَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، فَلَا يُقِيمُونَ فِي مَوْضِعٍ، رَوَى هَذَا الْمَعْنَى عَطَاءٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ .
وَالثَّانِي: أَنَّ مَعْنَى ذَاتِ الْعِمَادِ: ذَاتُ الطُّولِ، رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ، nindex.php?page=showalam&ids=12078وَأَبُو عُبَيْدَةَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: يُقَالُ: رَجُلٌ مُعْمَدٌ: إِذَا كَانَ طَوِيلًا .
[ ص: 112 ] وَالثَّالِثُ: ذَاتُ الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ، مَأْخُوذٌ مِنْ قُوَّةِ الْأَعْمِدَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
وَالرَّابِعُ: ذَاتُ الْبَنَّاءِ الْمُحْكَمِ بِالْعِمَادِ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ . وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ ذَاتَ الْعِمَادِ لِبِنَاءٍ بَنَاهُ بَعْضُهُمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=8الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11904أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، nindex.php?page=showalam&ids=11838وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، وَأَبُو عِمْرَانَ: " لَمْ تَخْلُقْ " بِتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَرَفْعِ اللَّامِ " مِثْلَهَا " بِنَصْبِ اللَّامِ .
وَقَرَأَ
مُعَاذٌ الْقَارِئُ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: " لَمْ نَخْلُقْ " بِنُونٍ مَفْتُوحَةٍ، وَرَفْعِ اللَّامِ . " مِثْلَهَا " بِنَصْبِ اللَّامِ .
وَفِي الْمُشَارِ إِلَيْهَا قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ فِي الطُّولِ وَالْقُوَّةِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ .
وَالثَّانِي: الْمَدِينَةُ لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُ مَدِينَتِهِمْ ذَاتِ الْعِمَادِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ .
وَقَدْ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ صِفَاتُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ . وَهَذِهِ الْإِشَارَةُ إِلَى ذَلِكَ .
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قُلَابَةَ أَنَّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ شَرَدَتْ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي صَحَارَى
عَدَنٍ وَقَعَ عَلَى مَدِينَةٍ فِي تِلْكَ الْفَلَوَاتِ عَلَيْهَا حِصْنٌ، وَحَوْلَ الْحِصْنِ قُصُورٌ كَثِيرَةٌ . فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا ظَنَّ أَنَّ فِيهَا أَحَدًا يَسْأَلُهُ عَنْ إِبِلِهِ، فَلَمْ يَرَ خَارِجًا وَلَا دَاخِلًا، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، وَعَقَلَهَا، وَسَلَّ سَيْفَهُ، وَدَخَلَ مِنْ بَابِ
[ ص: 113 ] الْحِصْنِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحِصْنَ إِذَا هُوَ بِبَابَيْنِ عَظِيمَيْنِ [لَمْ يَرَ أَعْظَمَ مِنْهُمَا] وَالْبَابَانِ مُرَصَّعَانِ بِالْيَاقُوتِ [الْأَبْيَضِ وَ]الْأَحْمَرِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دُهِشَ، فَفَتَحَ أَحَدَ الْبَابَيْنِ، فَإِذَا هُوَ بِمَدِينَةٍ لَمْ يَرَ أَحَدٌ مِثْلَهَا، وَإِذَا قُصُورٌ، كُلُّ قَصْرٍ فَوْقَهُ غُرَفٌ وَفَوْقَ الْغُرَفِ غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ . وَمَصَارِيعُ تِلْكَ الْغُرَفِ مِثْلُ مَصَارِيعِ الْمَدِينَةِ، يُقَابِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، مَفْرُوشَةٌ كُلُّهَا بِاللُّؤْلُؤِ، وَبَنَادِقُ مِنْ مِسْكٍ وَزَعْفَرَانٍ . فَلَمَّا عَايَنَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرَ أَحَدًا، هَالَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَزِقَّةِ فَإِذَا هُوَ فِي كُلِّ زِقَاقٍ مِنْهَا شَجَرٌ قَدْ أَثْمَرَ، وَتَحْتَ الشَّجَرِ أَنْهَارٌ مُطَّرِدَةٌ يَجْرِي مَاؤُهَا مِنْ قَنَوَاتٍ مِنْ فِضَّةٍ . فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ هَذِهِ هِيَ الْجَنَّةُ، فَحَمَلَ مَعَهُ مِنْ لُؤْلُؤِهَا، وَمِنْ بَنَادِقِ الْمِسْكِ وَالزَّعْفَرَانِ وَرَجَعَ إِلَى
الْيَمَنِ، فَأَظْهَرَ مَا كَانَ مَعَهُ . وَبَلَغَ الْأَمْرُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَصَّ عَلَيْهِ مَا رَأَى، فَأَرْسَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبِ الْأَحْبَارِ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ: يَا
nindex.php?page=showalam&ids=16850أَبَا إِسْحَاقَ: هَلْ فِي الدُّنْيَا مَدِينَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أُخْبِرُكَ بِهَا وَبِمَنْ بَنَاهَا؟ إِنَّمَا بَنَاهَا
شَدَّادُ بْنُ عَادٍ، وَالْمَدِينَةُ:
[ ص: 114 ] "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ " ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي حَدِيثَهَا، فَقَالَ: إِنَّ عَادًا الْمَنْسُوبَ إِلَيْهِمْ عَادٌ الْأُولَى، كَانَ لَهُ وَلَدَانِ:
شَدِيدٌ، وَشَدَّادٌ . فَلَمَّا مَاتَ
[عَادٌ]، ثُمَّ مَاتَ
شَدِيدٌ وَبَقِيَ
شَدَّادٌ، مَلَكَ الْأَرْضَ، وَدَانَتْ لَهُ الْمُلُوكُ، وَكَانَ مُولَعًا بِقِرَاءَةِ الْكُتُبِ، فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ دَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى بِنَاءِ مِثْلِهَا عُتُوًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى . فَأَمَرَ بِصُنْعِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ " ، فَأَمَّرَ عَلَى عَمَلِهَا مِائَةَ قُهْرُمَانٍ مَعَ كُلِّ قُهْرُمَانٍ أَلْفٌ مِنَ الْأَعْوَانِ، وَكَتَبَ إِلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ أَنْ يُمِدُّوهُ بِمَا فِي بِلَادِهِمْ مِنَ الْجَوَاهِرِ، فَخَرَجَ الْقَهَارِمَةُ يَسِيرُونَ فِي الْأَرْضِ لِيَجِدُوا أَرْضًا مُوَافِقَةً، فَوَقَفُوا عَلَى صَحْرَاءَ عَظِيمَةٍ نَقِيَّةٍ مِنَ التِّلَالِ، وَإِذَا فِيهَا عُيُونُ مَاءٍ وَمُرُوجٌ فَقَالُوا: هَذِهِ صِفَةُ الْأَرْضِ الَّتِي أَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يُبْنَى بِهَا، فَوَضَعُوا أَسَاسَهَا مِنَ الْجِزْعِ الْيَمَانِيِّ، وَأَقَامُوا فِي بِنَائِهَا ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ، وَكَانَ عُمْرُ شَدَّادٍ تِسْعَمِائَةِ سَنَةٍ، فَلَمَّا أَتَوْهُ وَقَدْ فَرَغُوا مِنْهَا قَالَ: انْطَلِقُوا، وَاجْعَلُوا عَلَيْهَا حِصْنًا، وَاجْعَلُوا حَوْلَ الْحِصْنِ أَلْفَ قَصْرٍ، عِنْدَ
[ ص: 115 ] كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ عَلَمٍ لِيَكُونَ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ وَزِيرٌ مِنْ وُزَرَائِي، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَأَمَرَ الْمَلِكُ الْوُزَرَاءَ -وَهُمْ أَلْفُ وَزِيرٍ- أَنْ يَتَهَيَّئُوا لِلنُّقْلَةِ إِلَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ " ، وَكَانَ الْمَلِكُ وَأَهْلُهُ فِي جَهَازِهِمْ عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ سَارُوا إِلَيْهَا، فَلَمَّا كَانُوا مِنْهَا عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ صَيْحَةً مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَتْهُمْ جَمِيعًا، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ .
[ ص: 116 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ عَنْ
دَغْفَلٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عُلَمَاءِ
حِمْيَرٍ قَالُوا: لَمَّا هَلَكَ
شَدَّادُ بْنُ عَادٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّيْحَةِ، مَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ
مَرْثَدُ بْنُ شَدَّادٍ، وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ خَلَّفَهُ
بِحَضْرَمَوْتَ عَلَى مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ، فَأَمَرَ بِحَمْلِ أَبِيهِ مِنْ تِلْكَ الْمَفَازَةِ إِلَى
حَضْرَمَوْتَ وَأَمَرَ [بِدَفْنِهِ] فَحُفِرَتْ لَهُ حَفِيرَةٌ فِي مَفَازَةٍ، فَاسْتَوْدَعَهُ فِيهَا عَلَى سَرِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ سَبْعِينَ حُلَّةً مَنْسُوجَةً بِقُضْبَانِ الذَّهَبِ، وَوَضَعَ عِنْدَ رَأْسِهِ لَوْحًا عَظِيمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَتَبَ عَلَيْهِ:
اعْتَبِرْ يَا أَيُّهَا الْمَغْـ ـرُورُ بِالْعُمْرِ الْمَدِيدِ
أَنَا شَدَّادُ بْنُ عَادٍ
صَاحِبُ الْحِصْنِ الْمَشِيدِ
وَأَخُو الْقُوَّةِ وَالْبَأْ
سَاءِ وَالْمُلْكِ الْحَشِيدِ
[ ص: 117 ] دَانَ أَهْلُ الْأَرْضِ طُرًّا
لِيَ مِنْ خَوْفِ وَعِيدِي
وَمَلَكْتُ الشَّرْقَ وَالْغَرْ
بَ بِسُلْطَانٍ شَدِيدِ
وَبِفَضْلِ الْمُلْكِ وَالْعُدَّ
ةِ فِيهِ وَالْعَدِيدِ
فَأَتَى هُودٌ وَكُنَّا
فِي ضَلَالٍ قَبْلَ هُودِ
فَدَعَانَا لَوْ قَبِلْنَا
هُ إِلَى الْأَمْرِ الرَّشِيدِ
فَعَصَيْنَاهُ وَنَادَى
مَا لَكُمْ هَلْ مِنْ مَحِيدِ؟
فَأَتَتْنَا صَيْحَةٌ تَهْـ
ـوِي مِنَ الْأُفْقِ الْبَعِيدِ
فَتَوَافَيْنَا كَزَرْعٍ
وَسْطَ بَيْدَاءَ حَصِيدِ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=9وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ قَطَعُوهُ وَنَقَّبُوهُ . قَالَ
إِسْحَاقُ: وَالْوَادِي: وَادِي الْقُرَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: " بِالْوَادِي " بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِي الْحَالَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=10وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ مُفَسَّرٌ فِي سُورَةِ [ص: 12]
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=11الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ يَعْنِي:
عَادًا، وَثَمُودَ، وَفِرْعَوْنَ، عَمِلُوا بِالْمَعَاصِي، وَتَجَبَّرُوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=12فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ الْقَتْلَ وَالْمَعَاصِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=13فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ [ ص: 118 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَإِنَّمَا قَالَ: سَوْطَ عَذَابٍ، لِأَنَّ التَّعْذِيبَ قَدْ يَكُونُ بِالسَّوْطِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: [أَيْ جَعَلَ سَوْطَهُمُ الَّذِي ضَرَبَهُمْ بِهِ الْعَذَابَ]
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=14إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ أَيْ: يَرْصُدُ مَنْ كَفَرَ بِهِ بِالْعَذَابِ، وَالْمَرْصَدُ: الطَّرِيقُ، وَقَدْ شَرَحْنَاهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=21كَانَتْ مِرْصَادًا [النَّبَإِ: 21] .