[ ص: 126 ] سورة البلد
وهي مكية كلها بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=31577_33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أقسم بهذا البلد nindex.php?page=treesubj&link=31069_34373_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد nindex.php?page=treesubj&link=33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد وما ولد nindex.php?page=treesubj&link=34265_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في كبد nindex.php?page=treesubj&link=32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أيحسب أن لن يقدر عليه أحد nindex.php?page=treesubj&link=19248_32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يقول أهلكت مالا لبدا nindex.php?page=treesubj&link=30497_32408_34091_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أيحسب أن لم يره أحد nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8ألم نجعل له عينين nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=9ولسانا وشفتين nindex.php?page=treesubj&link=19881_30458_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أقسم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: المعنى: أقسم . و " لا " دخلت توكيدا، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم أهل الكتاب [الحديد: 29] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وأبو عمران، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية: " لأقسم " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: وهذه القراءة بعيدة في العربية، وقد شرحنا هذا في أول " القيامة " .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وأنت حل بهذا البلد فيه ثلاثة أقوال .
[ ص: 127 ] و " البلد " هاهنا:
مكة .
أحدها: حل لك ما صنعت في هذا البلد من قتل أو غيره، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: يقال: رجل حل، وحلال، ومحل . قال المفسرون: والمعنى: إن الله تعالى وعد نبيه أن يفتح
مكة على يديه بأن يحلها له، فيكون فيها حلا .
والثاني: فأنت محل بهذا البلد غير محرم في دخوله، يعني: عام الفتح، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء .
والثالث: أن المشركين بهذا البلد يستحلون إخراجك وقتلك، ويحرمون قتل الصيد، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد وما ولد فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه
آدم وما ولد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . [ ص: 128 ] والثاني: أولاد
إبراهيم، وما ولد: ذريته، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبو عمران الجوني .
والثالث: أنه عام في كل والد وما ولد، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لقد خلقنا الإنسان هذا جواب القسم .
وفيمن عنى بالإنسان خمسة أقوال .
أحدها: أنه اسم جنس، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: أنه
أبو الأشدين الجمحي، وقد سبق ذكره، [المدثر: 29، والانفطار: 5] قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
[ ص: 129 ] والثالث: أنه
الحارث بن عامر بن نوفل، وذلك أنه أذنب ذنبا، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة، فقال لقد ذهب مالي في الكفارات، والنفقات منذ دخلت في دين
محمد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
والرابع:
آدم عليه السلام، قاله
ابن زيد .
والخامس:
الوليد بن المغيرة، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4في كبد فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: في نصب، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16619الوالبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة، فإنهم قالوا: في شدة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: يكابد الشكر على السراء والصبر على الضراء، لأنه لا يخلو من أحدهما ويكابد مصائب الدنيا، وشدائد الآخرة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: في شدة غلبة ومكابدة لأمور الدنيا والآخرة، فعلى هذا يكون من مكابدة الأمر، وهي معاناته .
والثاني: أن المعنى: خلق منتصبا يمشي على رجلين، وسائر الحيوان
[ ص: 130 ] غير منتصب، رواه
مقسم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك، وعطية، nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء، فعلى هذا يكون معنى الكبد: الاستواء والاستقامة .
والثالث: في وسط السماء، قال
ابن زيد: "
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لقد خلقنا الإنسان " يعني:
آدم "
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4في كبد " أي: في وسط السماء .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يعني الله عز وجل أي: [أيحسب أن] لن نقدر على بعثه، ومعاقبته؟!
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يقول أهلكت مالا لبدا أي: كثيرا، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة، هو فعل من التلبد، وهو المال الكثير بعضه على بعض . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: وهو المال المتلبد،
[ ص: 131 ] كأن بعضه على بعض . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: وهو فعل للكثرة، كما يقال: رجل حطم: إذا كان كثير الحطم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبو عبد الرحمن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية، nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر: " لبدا " بضم اللام، وتشديد الباء مفتوحة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل، وأبو عمران: " لبدا " بفتح اللام وتسكين الباء خفيفة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد: " لبدا " برفع اللام والباء وتخفيفهما . وقرأ
علي، وابن أبي الجوزاء: " لبدا " بكسر اللام، وفتح الباء مخففة .
وفيما قال لأجله ذلك قولان .
أحدهما: أنه أراد: أهلكت مالا كثيرا في عداوة
محمد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب، فكأنه استطال بما أنفق .
والثاني: أنفقت في سبيل الله وفي الكفارات مالا كثيرا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . فكأنه ندم على ما أنفق .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أيحسب أن لم يره أحد يعني الله عز وجل . والمعنى: أيظن أن الله لم ير نفقته، ولم يحصها؟! وكان قد ادعى ما لم ينفق .
[ ص: 132 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8ألم نجعل له عينين والمعنى: ألم نفعل به ما يدل على أن الله قادر على بعثه؟!
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: سبيل الخير والشر، قاله
علي، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: يريد طريق الخير والشر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: النجدان: الطريقان الواضحان . والنجد: المرتفع من الأرض، فالمعنى: ألم نعرفه طريق الخير والشر كتبين الطريقين العاليين .
والثاني: سبيل الهدى والضلال، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: هو سبيل الشقاوة والسعادة .
والثالث: الثديان ليتغذى بلبنهما، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
[ ص: 126 ] سُورَةُ الْبَلَدِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=31577_33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ nindex.php?page=treesubj&link=31069_34373_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ nindex.php?page=treesubj&link=33062_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ nindex.php?page=treesubj&link=34265_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ nindex.php?page=treesubj&link=32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ nindex.php?page=treesubj&link=19248_32408_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=30497_32408_34091_34273_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=32404_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=9وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=19881_30458_29061nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أُقْسِمُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى: أُقْسِمُ . وَ " لَا " دَخَلَتْ تَوْكِيدًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ [الْحَدِيدِ: 29] وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَأَبُو عِمْرَانَ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ: " لِأُقْسِمُ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ بَعِيدَةٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَقَدْ شَرَحْنَا هَذَا فِي أَوَّلِ " الْقِيَامَةِ " .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=2وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
[ ص: 127 ] وَ " الْبَلَد " هَاهُنَا:
مَكَّةُ .
أَحَدُهَا: حِلٌّ لَكَ مَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْبَلَدِ مِنْ قَتْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: يُقَالُ: رَجُلٌ حِلٌّ، وَحَلَالٌ، وَمُحِلٌّ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَالْمَعْنَى: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ نَبِيَّهُ أَنْ يَفْتَحَ
مَكَّةَ عَلَى يَدَيْهِ بِأَنْ يُحِلَّهَا لَهُ، فَيَكُونَ فِيهَا حِلًّا .
وَالثَّانِي: فَأَنْتَ مُحِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ غَيْرُ مُحْرِمٍ فِي دُخُولِهِ، يَعْنِي: عَامَ الْفَتْحَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ بِهَذَا الْبَلَدِ يَسْتَحِلُّونَ إِخْرَاجَكَ وَقَتْلَكَ، وَيُحَرِّمُونَ قَتْلَ الصَّيْدِ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ
آدَمُ وَمَا وَلَدَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . [ ص: 128 ] وَالثَّانِي: أَوْلَادُ
إِبْرَاهِيمَ، وَمَا وَلَدَ: ذُرِّيَّتُهُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ عَامٌّ فِي كُلِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ .
وَفِيمَنْ عَنَى بِالْإِنْسَانِ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ
أَبُو الْأَشَدَّيْنِ الْجُمَحِيُّ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ، [الْمُدَّثِّرِ: 29، وَالِانْفِطَارِ: 5] قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
[ ص: 129 ] وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ
الْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَفَّارَةِ، فَقَالَ لَقَدْ ذَهَبَ مَالِي فِي الْكَفَّارَاتِ، وَالنَّفَقَاتِ مُنْذُ دَخَلْتُ فِي دِينِ
مُحَمَّدٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
وَالرَّابِعُ:
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ .
وَالْخَامِسُ:
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4فِي كَبَدٍ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: فِي نَصَبٍ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16619الْوَالِبِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12078وَأَبُو عُبَيْدَةَ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا: فِي شِدَّةٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: يُكَابِدُ الشُّكْرَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالصَّبْرَ عَلَى الضَّرَّاءِ، لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ أَحَدِهِمَا وَيُكَابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: فِي شِدَّةِ غَلَبَةٍ وَمُكَابَدَةٍ لِأُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مِنْ مُكَابَدَةِ الْأَمْرِ، وَهِيَ مُعَانَاتُهُ .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمَعْنَى: خُلِقَ مُنْتَصِبًا يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ، وَسَائِرُ الْحَيَوَانِ
[ ص: 130 ] غَيْرُ مُنْتَصِبٍ، رَوَاهُ
مِقْسَمٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ، وَعَطِيَّةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى الْكَبَدِ: الِاسْتِوَاءَ وَالِاسْتِقَامَةَ .
وَالثَّالِثُ: فِي وَسَطِ السَّمَاءِ، قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ " يَعْنِي:
آدَمَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=4فِي كَبَدٍ " أَيْ: فِي وَسَطِ السَّمَاءِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَعْنِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَيْ: [أَيَحْسَبُ أَنْ] لَنْ نَقْدِرَ عَلَى بَعْثِهِ، وَمُعَاقَبَتِهِ؟!
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=6يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا أَيْ: كَثِيرًا، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ، هُوَ فُعَلٌ مِنَ التَّلَبُّدِ، وَهُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَهُوَ الْمَالُ الْمُتَلَبِّدُ،
[ ص: 131 ] كَأَنَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَهُوَ فُعَلٌ لِلْكَثْرَةِ، كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ حُطَمٌ: إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْحُطَمِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=12067وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ، nindex.php?page=showalam&ids=11962وَأَبُو جَعْفَرٍ: " لُبَّدًا " بِضَمِّ اللَّامِ، وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ مَفْتُوحَةً . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
nindex.php?page=showalam&ids=11904وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ، وَأَبُو عِمْرَانَ: " لَبْدًا " بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَسْكِينِ الْبَاءِ خَفِيفَةً . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ: " لُبُدًا " بِرَفْعِ اللَّامِ وَالْبَاءِ وَتَخْفِيفِهِمَا . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ، وَابْنُ أَبِي الْجَوْزَاءِ: " لِبَدًا " بِكَسْرِ اللَّامِ، وَفَتْحِ الْبَاءِ مُخَفَّفَةً .
وَفِيمَا قَالَ لِأَجْلِهِ ذَلِكَ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَرَادَ: أَهْلَكْتُ مَالًا كَثِيرًا فِي عَدَاوَةِ
مُحَمَّدٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابْنُ السَّائِبِ، فَكَأَنَّهُ اسْتَطَالَ بِمَا أَنْفَقَ .
وَالثَّانِي: أَنْفَقْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفِي الْكَفَّارَاتِ مَالًا كَثِيرًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . فَكَأَنَّهُ نَدِمَ عَلَى مَا أَنْفَقَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=7أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ يَعْنِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ . وَالْمَعْنَى: أَيُظَنُّ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرَ نَفَقَتَهُ، وَلَمْ يُحْصِهَا؟! وَكَانَ قَدِ ادَّعَى مَا لَمْ يُنْفِقْ .
[ ص: 132 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَالْمَعْنَى: أَلَمْ نَفْعَلْ بِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى بَعْثِهِ؟!
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: سَبِيلُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، قَالَهُ
عَلِيٌّ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: يُرِيدُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: النَّجْدَانِ: الطَّرِيقَانِ الْوَاضِحَانِ . وَالنَّجْدُ: الْمُرْتَفِعُ مِنَ الْأَرْضِ، فَالْمَعْنَى: أَلَمْ نُعَرِّفْهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَتَبَيُّنِ الطَّرِيقَيْنِ الْعَالِيَيْنِ .
وَالثَّانِي: سَبِيلُ الْهُدَى وَالضَّلَالِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: هُوَ سَبِيلُ الشَّقَاوَةِ وَالسَّعَادَةِ .
وَالثَّالِثُ: الثَّدْيَانِ لِيَتَغَذَّى بِلَبَنِهِمَا، رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيَّبِ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ .