الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1132 - وعن قيس بن أبي حازم ، قال : أخبرني أبو مسعود رضي الله عنه أن رجلا قال : والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ ، ثم قال : " إن منكم منفرين ، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز ، فإن فيهم الضعيف ، والكبير ، وذا الحاجة " . متفق عليه .

التالي السابق


1132 - ( وعن قيس بن أبي حازم قال : أخبرني أبو مسعود أن رجلا قال : والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة ) أي : صلاة الصبح بالجماعة ( من أجل فلان ) : يعني : إمام مسجد حيه أو قبيلته ( مما يطيل بنا ) أي : من أجل إطالته بنا ، فمن الأولى تعليلية للتأخر ، والثانية بدل منها ، وقال الطيبي : ابتدائية متعلقة بـ ( أتأخر ) والثانية مع ما في حيزها بدل منها ، ومعنى تأخره عن الصلاة أنه لا يصليها مع الإمام . ( فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد ) : بالنصب على الحالية إن كانت الرؤية بصرية ، وعلى المفعولية إن كانت علمية ( غضبا منه ) أي : من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يومئذ ) ; لأنه عليه السلام مبعوث للوصل ، وهذا باعث للفصل ، والتقييد بقوله في موعظة مشعر بأنه لم يكن يغضب لنفسه ، قال الطيبي : أي : كان اليوم أشد غضبا منه في الأيام الأخر ، وفيه وعيد على من يسعى في تخلف الغير عن الجماعة . قلت : ولو بإطالة الطاعة . ( ثم قال : " إن منكم ) أي : بعضكم ( منفرين ) أي : للناس من الصلاة بالجماعة لتطويلكم الصلاة ( فأيكم ما صلى ) : قيل : " ما " زائدة ، وقيل منصوبة المحل على المفعول المطلق ، أي : أيكم أي صلاة صلى ( بالناس فليتجوز ) أي : ليقتصر على القدر المناسب للوقت ، قال الطيبي : " ما " زائدة مؤكدة لمعنى الإبهام في أي ، وصلى فعل شرط ، وليتجوز جوابه ( فإن فيهم ) أي : في جملتهم ( الضعيف ) : بالعلة أو الهمة ( والكبير ) : بالسن تخصيص بعد تعميم ( وذا الحاجة ) أي : ولو كان قويا ( متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه النسائي ، وابن ماجه .

[ ص: 873 ]



الخدمات العلمية