[ ص: 244 ] nindex.php?page=treesubj&link=28992قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91والتي أحصنت فرجها أي واذكر
مريم التي أحصنت فرجها وإنما ذكرها وليست من الأنبياء ليتم ذكر عيسى - عليه السلام - ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وجعلناها وابنها آية للعالمين ولم يقل آيتين لأن معنى الكلام : وجعلنا شأنهما وأمرهما آية للعالمين . وقال
الزجاج : إن الآية فيهما واحدة ؛ لأنها ولدته من غير فحل ؛ وعلى مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه التقدير : وجعلناها آية للعالمين وجعلنا ابنها آية للعالمين ثم حذف . وعلى مذهب
الفراء : وجعلناها آية للعالمين وابنها ؛ مثل قوله جل ثناؤه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62والله ورسوله أحق أن يرضوه . وقيل : إن من آياتها أنها أول امرأة قبلت في النذر في المتعبد . ومنها أن الله - عز وجل - غذاها برزق من عنده لم يجره على يد عبد من عبيده . وقيل : إنها لم تلقم ثديا قط . و
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91أحصنت يعني عفت فامتنعت من الفاحشة . وقيل : إن المراد بالفرج فرج القميص ؛ أي لم تعلق بثوبها ريبة ؛ أي إنها طاهرة الأثواب . وفروج القميص أربعة : الكمان والأعلى والأسفل . قال
السهيلي : فلا يذهبن وهمك إلى غير هذا ؛ فإنه من لطيف الكناية لأن القرآن أنزه معنى ، وأوزن لفظا ، وألطف إشارة ، وأحسن عبارة من أن يريد ما يذهب إليه وهم الجاهل ، لا سيما والنفخ من روح القدس بأمر القدوس ، فأضف القدس إلى القدوس ، ونزه المقدسة المطهرة عن الظن الكاذب والحدس .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91فنفخنا فيها من روحنا يعني أمرنا
جبريل حتى نفخ في درعها ، فأحدثنا بذلك النفخ المسيح في بطنها . وقد مضى هذا في ( النساء ) و ( مريم ) فلا معنى للإعادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91آية أي علامة وأعجوبة للخلق ، وعلما لنبوة
عيسى ، ودلالة على نفوذ قدرتنا فيما نشاء .
[ ص: 244 ] nindex.php?page=treesubj&link=28992قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا أَيْ وَاذْكُرْ
مَرْيَمَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا وَلَيْسَتْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِيَتِمَّ ذِكْرُ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ وَلَمْ يَقُلْ آيَتَيْنِ لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ : وَجَعَلْنَا شَأْنَهُمَا وَأَمْرَهُمَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : إِنَّ الْآيَةَ فِيهِمَا وَاحِدَةٌ ؛ لِأَنَّهَا وَلَدَتْهُ مِنْ غَيْرِ فَحْلٍ ؛ وَعَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ التَّقْدِيرُ : وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ وَجَعَلْنَا ابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ثُمَّ حَذَفَ . وَعَلَى مَذْهَبِ
الْفَرَّاءِ : وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ وَابْنَهَا ؛ مِثْلَ قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ . وَقِيلَ : إِنَّ مِنْ آيَاتِهَا أَنَّهَا أَوَّلُ امْرَأَةٍ قُبِلَتْ فِي النَّذْرِ فِي الْمُتَعَبَّدِ . وَمِنْهَا أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - غَذَّاهَا بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ لَمْ يُجْرِهِ عَلَى يَدِ عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ . وَقِيلَ : إِنَّهَا لَمْ تُلْقِمْ ثَدْيًا قَطُّ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91أَحْصَنَتْ يَعْنِي عَفَّتْ فَامْتَنَعَتْ مِنَ الْفَاحِشَةِ . وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالْفَرْجِ فَرْجُ الْقَمِيصِ ؛ أَيْ لَمْ تَعْلَقْ بِثَوْبِهَا رِيبَةٌ ؛ أَيْ إِنَّهَا طَاهِرَةُ الْأَثْوَابِ . وَفُرُوجُ الْقَمِيصِ أَرْبَعَةٌ : الْكُمَّانِ وَالْأَعْلَى وَالْأَسْفَلُ . قَالَ
السُّهَيْلِيُّ : فَلَا يَذْهَبَنَّ وَهَمُكَ إِلَى غَيْرِ هَذَا ؛ فَإِنَّهُ مِنْ لَطِيفِ الْكِنَايَةِ لِأَنَّ الْقُرْآنَ أَنْزَهُ مَعْنًى ، وَأَوْزَنُ لَفْظًا ، وَأَلْطَفُ إِشَارَةً ، وَأَحْسَنُ عِبَارَةً مِنْ أَنْ يُرِيدَ مَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ وَهَمُ الْجَاهِلِ ، لَا سِيَّمَا وَالنَّفْخُ مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ بِأَمْرِ الْقُدُّوسِ ، فَأَضِفِ الْقُدُسَ إِلَى الْقُدُّوسِ ، وَنَزِّهِ الْمُقَدَّسَةَ الْمُطَهَّرَةَ عَنِ الظَّنِّ الْكَاذِبِ وَالْحَدْسِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا يَعْنِي أَمَرْنَا
جِبْرِيلَ حَتَّى نَفَخَ فِي دِرْعِهَا ، فَأَحْدَثْنَا بِذَلِكَ النَّفْخِ الْمَسِيحَ فِي بَطْنِهَا . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي ( النِّسَاءِ ) وَ ( مَرْيَمَ ) فَلَا مَعْنَى لِلْإِعَادَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91آيَةً أَيْ عَلَامَةً وَأُعْجُوبَةً لِلْخَلْقِ ، وَعَلَمًا لِنُبُوَّةِ
عِيسَى ، وَدَلَالَةً عَلَى نُفُوذِ قُدْرَتِنَا فِيمَا نَشَاءُ .