[ ص: 260 ] سورة الأحقاف
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19893_28657_29676_34513_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13)
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30503_34135_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون nindex.php?page=hadith&LINKID=695714قول سفيان بن عبد الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك " طلب منه أن يعلمه كلاما جامعا لأمر الإسلام كافيا حتى لا يحتاج بعده إلى غيره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " قل: آمنت بالله، ثم استقم " وفي الرواية الأخرى: " قل: ربي الله، ثم استقم " .
هذا منتزع من قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في "تفسيره " من رواية
سهيل بن أبي حزم: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=665543أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال: "قد قالها الناس، ثم كفروا، فمن مات عليها فهو من أهل الاستقامة" . [ ص: 261 ] وخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، ولفظه: فقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665543 "قد قالها الناس، ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها، فهو ممن استقام "، وقال: حسن غريب، و"
سهيل " تكلم فيه من قبل حفظه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق في تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13ثم استقاموا قال: لم يشركوا بالله شيئا . وعنه قال: لم يلتفتوا إلى إله غيره . وعنه قال: ثم استقاموا على أن الله ربهم . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بإسناد ضعيف قال: هذه أرخص آية في كتاب الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13قالوا ربنا الله ثم استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله .
وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والأسود بن هلال، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم .
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة وغيرهم . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية على المنبر
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال: لم يروغوا روغان الثعالب .
وروى
علي بن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13ثم استقاموا قال: استقاموا على أداء فرائضه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية ، قال: ثم أخلصوا له الدين والعمل .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال: استقاموا على طاعة الله، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
ولعل من قال: "إن المراد الاستقامة على التوحيد" إنما أراد التوحيد الكامل الذي يحرم صاحبه على النار، وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28662_28664تحقيق معنى لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يطاع، فلا يعصى خشية وإجلالا ومهابة ومحبة ورجاء وتوكلا ودعاء، والمعاصي كلها قادحة في هذا التوحيد، لأنها إجابة لداعي الهوى
[ ص: 262 ] وهو الشيطان، قال الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وغيره: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه . فهذا ينافي الاستقامة على التوحيد .
وأما على رواية من روى: "قل آمنت بالله " . فالمعنى أظهر، لأن الإيمان يدخل فيه الأعمال عند السلف ومن تابعهم من أهل الحديث . وقال الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير فأمره أن يستقيم هو ومن تابعه، وأن لا يجاوزوا ما أمروا به . وهو الطغيان، وأخبر أنه بصير بأعمالهم، مطلع عليها، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أمر
محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يستقيم على أمر الله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : على القرآن .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال: لما نزلت هذه الآية شمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما رئي ضاحكا . خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم . وذكر
القشيري وغيره عن بعضهم:
أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال له: يا رسول الله قلت: "شيبتني هود وأخواتها"، فما شيبك منها؟ قال: " قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112فاستقم كما أمرت " .
وقال عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وقد أمر الله تعالى بإقامة الدين عموما كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وأمر بإقام الصلاة في غير موضع من كتابه، كما أمر بالاستقامة على التوحيد في تلك الآيتين .
والاستقامة: هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدين القيم من غير تعريج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة . وترك المنهيات كلها كذلك، فصارت هذه الوصية جامعة لخصال الدين كلها . وفي قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فاستقيموا إليه واستغفروه إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة، فهو كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=32لمعاذ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664280 "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها" . وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الناس لن يطيقوا الاستقامة حق الاستقامة، كما خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676786 "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " . وفي رواية للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=709456 "سددوا وقاربوا، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " .
وفي "الصحيحين " عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655986 "سددوا وقاربوا" .
فالسداد: هو
nindex.php?page=treesubj&link=19894حقيقة الاستقامة، وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد كالذي يرمي إلى غرض فيصيبه . وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا أن يسأل الله عز وجل السداد والهدى، وقال له:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675612 "اذكر بالسداد تسديدك السهم، وبالهدى هدايتك الطريق " . [ ص: 264 ] والمقاربة: أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه . ولكن بشرط أن يكون مصمما على قصد السداد وإصابة الغرض، فتكون مقاربته عن غير عمد .
ويدل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث
الحكم بن حزن الكلفي: nindex.php?page=hadith&LINKID=672847 "أيها الناس إنكم لن تعملوا - أو لن تطيقوا - كل ما أمرتكم، ولكن سددوا وأبشروا" . والمعنى: اقصدوا التسديد والإصابة والاستقامة، فإنهم لو سددوا في العمل كله، لكانوا قد فعلوا ما أمروا به كله .
فأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، كما فسر
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق وغيره قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلب على معرفة الله، وعلى خشيته، وإجلاله . ومهابته، ومحبته، وإرادته، ورجائه، ودعائه، والتوكل عليه، والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، فإن القلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك، استقامت جنوده ورعاياه، وكذلك فسر قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فأقم وجهك للدين حنيفا بإخلاص القصد لله وإرادته وحده لا شريك له .
وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح: اللسان، فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه، ولهذا لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاستقامة، وصاه بعد ذلك بحفظ لسانه، وفي " مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693420لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه . ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه . [ ص: 265 ] وفي "
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي " عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664701 "إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا" .
[ ص: 260 ] سُورَةُ الْأَحْقَافِ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19893_28657_29676_34513_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30503_34135_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=hadith&LINKID=695714قَوْلُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ " طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ كَلَامًا جَامِعًا لِأَمْرِ الْإِسْلَامِ كَافِيًا حَتَّى لَا يَحْتَاجَ بَعْدَهُ إِلَى غَيْرِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: " قُلْ: رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " .
هَذَا مُنْتَزَعٌ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَـزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ " مِنْ رِوَايَةِ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=665543أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ: nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَقَالَ: "قَدْ قَالَهَا النَّاسُ، ثُمَّ كَفَرُوا، فَمَنْ مَاتَ عَلَيْهَا فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الِاسْتِقَامَةِ" . [ ص: 261 ] وَخَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ ، وَلَفْظُهُ: فَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665543 "قَدْ قَالَهَا النَّاسُ، ثُمَّ كَفَرَ أَكْثَرُهُمْ، فَمَنْ مَاتَ عَلَيْهَا، فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَقَامَ "، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَ"
سُهَيْلٌ " تُكُلِّمَ فِيهِ مِنْ قِبَلِ حَفِظِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي تَفْسِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13ثُمَّ اسْتَقَامُوا قَالَ: لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا . وَعَنْهُ قَالَ: لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى إِلَهٍ غَيْرِهِ . وَعَنْهُ قَالَ: ثُمَّ اسْتَقَامُوا عَلَى أَنَّ اللَّهَ رَبُّهُمْ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ قَالَ: هَذِهِ أَرْخَصُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ .
وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ وَالْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ وَغَيْرِهِمْ . وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَقَالَ: لَمْ يَرُوغُوا رَوَغَانَ الثَّعَالِبِ .
وَرَوَى
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13ثُمَّ اسْتَقَامُوا قَالَ: اسْتَقَامُوا عَلَى أَدَاءِ فَرَائِضِهِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ: ثُمَّ أَخْلَصُوا لَهُ الدِّينَ وَالْعَمَلَ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ قَالَ: اسْتَقَامُوا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا فَارْزُقْنَا الِاسْتِقَامَةَ .
وَلَعَلَّ مَنْ قَالَ: "إِنَّ الْمُرَادَ الِاسْتِقَامَةُ عَلَى التَّوْحِيدِ" إِنَّمَا أَرَادَ التَّوْحِيدَ الْكَامِلَ الَّذِي يُحَرِّمُ صَاحِبَهُ عَلَى النَّارِ، وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28662_28664تَحْقِيقُ مَعْنَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّ الْإِلَهَ هُوَ الَّذِي يُطَاعُ، فَلَا يُعْصَى خَشْيَةً وَإِجْلَالًا وَمَهَابَةً وَمَحَبَّةً وَرَجَاءً وَتَوَكُّلًا وَدُعَاءً، وَالْمَعَاصِي كُلُّهَا قَادِحَةٌ فِي هَذَا التَّوْحِيدِ، لِأَنَّهَا إِجَابَةٌ لِدَاعِي الْهَوَى
[ ص: 262 ] وَهُوَ الشَّيْطَانُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ: هُوَ الَّذِي لَا يَهْوَى شَيْئًا إِلَّا رَكِبَهُ . فَهَذَا يُنَافِي الِاسْتِقَامَةَ عَلَى التَّوْحِيدِ .
وَأَمَّا عَلَى رِوَايَةِ مَنْ رَوَى: "قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ " . فَالْمَعْنَى أَظْهَرُ، لِأَنَّ الْإِيمَانَ يَدْخُلُ فِيهِ الْأَعْمَالُ عِنْدَ السَّلَفِ وَمَنْ تَابَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ . وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَقِيمَ هُوَ وَمَنْ تَابَعَهُ، وَأَنْ لَا يُجَاوِزُوا مَا أُمِرُوا بِهِ . وَهُوَ الطُّغْيَانُ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ بَصِيرٌ بِأَعْمَالِهِمْ، مُطَّلِعٌ عَلَيْهَا، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : أُمِرَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَسْتَقِيمَ عَلَى أَمْرِ اللَّهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيُّ : عَلَى الْقُرْآنِ .
وَعَنِ nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ شَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا . خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ . وَذَكَرَ
الْقُشَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ بَعْضِهِمْ:
أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ: "شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا"، فَمَا شَيَّبَكَ مِنْهَا؟ قَالَ: " قَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ " .
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِإِقَامَةِ الدِّينِ عُمُومًا كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ وَأَمَرَ بِإِقَامِ الصَّلَاةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ، كَمَا أَمَرَ بِالِاسْتِقَامَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ فِي تِلْكَ الْآيَتَيْنِ .
وَالِاسْتِقَامَةُ: هِيَ سُلُوكُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ مِنْ غَيْرِ تَعْرِيجٍ عَنْهُ يَمْنَةً وَلَا يَسْرَةً، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ فِعْلَ الطَّاعَاتِ كُلِّهَا، الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ . وَتَرْكَ الْمَنْهِيَّاتِ كُلِّهَا كَذَلِكَ، فَصَارَتْ هَذِهِ الْوَصِيَّةُ جَامِعَةً لِخِصَالِ الدِّينِ كُلِّهَا . وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ تَقْصِيرٍ فِي الِاسْتِقَامَةِ الْمَأْمُورِ بِهَا، فَيَجْبُرُ ذَلِكَ الِاسْتِغْفَارُ الْمُقْتَضِي لِلتَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى الِاسْتِقَامَةِ، فَهُوَ كَقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=32لِمُعَاذٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664280 "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا" . وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ النَّاسَ لَنْ يُطِيقُوا الِاسْتِقَامَةَ حَقَّ الِاسْتِقَامَةِ، كَمَا خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=99ثَوَبَانَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=676786 "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " . وَفِي رِوَايَةٍ لِلْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=709456 "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " .
وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655986 "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا" .
فَالسَّدَادُ: هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=19894حَقِيقَةُ الِاسْتِقَامَةِ، وَهُوَ الْإِصَابَةُ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ وَالْمَقَاصِدِ كَالَّذِي يَرْمِي إِلَى غَرَضٍ فَيُصِيبُهُ . وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ السَّدَادَ وَالْهُدَى، وَقَالَ لَهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675612 "اذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ، وَبِالْهُدَى هِدَايَتكَ الطَّرِيقَ " . [ ص: 264 ] وَالْمُقَارَبَةُ: أَنْ يُصِيبَ مَا قَرُبَ مِنَ الْغَرَضِ إِذَا لَمْ يُصِبِ الْغَرَضَ نَفْسَهُ . وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ مُصَمِّمًا عَلَى قَصْدِ السَّدَادِ وَإِصَابَةِ الْغَرَضِ، فَتَكُونُ مُقَارَبَتُهُ عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ .
وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ
الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ: nindex.php?page=hadith&LINKID=672847 "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تَعْمَلُوا - أَوْ لَنْ تُطِيقُوا - كُلَّ مَا أَمَرْتُكُمْ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا" . وَالْمَعْنَى: اقْصِدُوا التَّسْدِيدَ وَالْإِصَابَةَ وَالِاسْتِقَامَةَ، فَإِنَّهُمْ لَوْ سَدَّدُوا فِي الْعَمَلِ كُلِّهِ، لَكَانُوا قَدْ فَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ كُلَّهُ .
فَأَصْلُ الِاسْتِقَامَةِ اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ عَلَى التَّوْحِيدِ، كَمَا فَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا بِأَنَّهُمْ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى غَيْرِهِ، فَمَتَى اسْتَقَامَ الْقَلْبُ عَلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَعَلَى خَشْيَتِهِ، وَإِجْلَالِهِ . وَمَهَابَتِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَرَجَائِهِ، وَدُعَائِهِ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا سِوَاهُ، اسْتَقَامَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا عَلَى طَاعَتِهِ، فَإِنَّ الْقَلْبَ هُوَ مَلِكَ الْأَعْضَاءِ، وَهِيَ جُنُودُهُ، فَإِذَا اسْتَقَامَ الْمَلِكُ، اسْتَقَامَتْ جُنُودُهُ وَرَعَايَاهُ، وَكَذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا بِإِخْلَاصِ الْقَصْدِ لِلَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ .
وَأَعْظَمُ مَا يُرَاعَى اسْتِقَامَتُهُ بَعْدَ الْقَلْبِ مِنَ الْجَوَارِحِ: اللِّسَانُ، فَإِنَّهُ تُرْجُمَانُ الْقَلْبِ وَالْمُعَبِّرُ عَنْهُ، وَلِهَذَا لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالِاسْتِقَامَةِ، وَصَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِفْظِ لِسَانِهِ، وَفِي " مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامِ أَحْمَدَ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693420لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ . وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ . [ ص: 265 ] وَفِي "
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيِّ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664701 "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا" .