الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج ) الآية [ 19 ] .

                                                                                                                                                                  492 - أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي - رحمه الله - قال : أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال : أخبرنا أحمد بن محمد [ بن جعفر ] بن عبد الله المنادي قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي قال : حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، عن أبي سلام قال : حدثنا النعمان بن بشير قال : كنت عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج ، وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام ، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم . فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الجمعة - ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما اختلفتم فيه ، ففعل . فأنزل الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) إلى قوله تعالى : ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) رواه مسلم ، عن الحسن بن علي الحلواني ، عن أبي توبة .

                                                                                                                                                                  493 - وقال ابن عباس في رواية الوالبي : قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر : لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني . فأنزل الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) الآية .

                                                                                                                                                                  [ ص: 127 ] 494 - وقال الحسن ، والشعبي ، والقرظي : نزلت الآية في علي ، والعباس ، وطلحة بن شيبة ، وذلك أنهم افتخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه [ ولو أشاء بت فيه ] وإلي ثياب بيته . وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها . وقال علي : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد . فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  495 - وقال ابن سيرين ، ومرة الهمداني : قال علي للعباس : ألا تهاجر ؟ ألا تلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : ألست في [ شيء ] أفضل من الهجرة ؟ ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام ؟ فنزلت هذه الآية ونزل قوله تعالى : ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ) .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية