الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فإما نذهبن بك الآيات . أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، عن قتادة في قوله : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال : قال أنس : ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة فلم ير الله نبيه في أمته شيئا [ ص: 210 ] يكرهه حتى قبض، ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم صلى الله عليه وسلم . قال قتادة : وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده فما رئي ضاحكا منبسطا حتى قبض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه والبيهقي في "شعب الإيمان" من طريق حميد عن أنس بن مالك في قوله : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون الآية، قال : أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال : قرأ علي بن أبي طالب هذه الآية : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال : قد ذهب نبيه، وبقيت نقمته في عدوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن الحسن في قوله : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون

                                                                                                                                                                                                                                      قال : لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح ، عن جابر بن عبد الله : عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال بعلي . [ ص: 211 ] وأخرج الديلمي من وجه آخر، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون : نزلت في علي بن أبي طالب، أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : أو نرينك الذي وعدناهم الآية . قال : يوم بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : إنك على صراط مستقيم قال : الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية