الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ) الآية [ 49 ] .

                                                                                                                                                                  505 - نزلت في جد بن قيس المنافق ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تجهز لغزوة تبوك قال له : " يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء ؟ " فقال : يا رسول الله ، لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء ، وإني أخشى إن رأيت بنات [ بني ] الأصفر أن لا أصبر عنهن ، فلا تفتني بهم ، وائذن لي في القعود عنك ، وأعينك بمالي ؛ فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : " قد أذنت لك " ، فأنزل الله هذه الآية . فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبني سلمة - وكان الجد منهم - : " من سيدكم يا بني سلمة ؟ " قالوا : الجد بن قيس غير أنه بخيل جبان . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وأي داء أدوى من البخل ، بل سيدكم الأبيض الفتى الجعد : بشر بن البراء بن معرور " ، فقال فيه حسان بن ثابت :

                                                                                                                                                                  وقال رسول الله والحق لاحق بمن قال منا : من تعدون سيدا     فقلنا له : جد بن قيس على الذي
                                                                                                                                                                  نبخله فينا وإن كان أنكدا     فقال : وأي الداء أدوى من الذي
                                                                                                                                                                  رميتم به جدا وعالى بها يدا     وسود بشر بن البراء بجوده
                                                                                                                                                                  وحق لبشر ذي الندا أن يسودا     إذا ما أتاه الوفد أنهب ماله
                                                                                                                                                                  وقال : خذوه إنه عائد غدا



                                                                                                                                                                  وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء ) الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية