الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج إسحاق بن راهويه، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن مردويه، عن عروة قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقت . فما زال الشاب في نفس عمر حتى ولي فاستعان به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدارقطني في الأفراد، وابن مردويه، عن سهل بن سعد قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها فقال شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم : بل والله عليها أقفالها حتى يكون الله هو الذي يفكها، فلما ولي عمر سأل عن ذلك الشاب ليستعمله فقيل : قد مات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 447 ] وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة : أفلا يتدبرون القرآن قال : إذن والله في القرآن زاجر عن معصية الله قال : لم يتدبره القوم ويعقلوه ولكنهم أخذوا بمتشابهه فهلكوا عند ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن خالد بن معدان قال : ما من عبد إلا له أربع أعين عينان في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب، وإذا أراد به سوءا ترك القلب على ما فيه وقرأ : أم على قلوب أقفالها وما من عبد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره لاو عنقه على عنقه فاغر فاه على قلبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا إلى قوله : وقرأ : أم على قلوب أقفالها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الديلمي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي على الناس زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا . قيل يا رسول الله : وما [ ص: 448 ] تهافتهم؟ قال : يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وإنما بغيته آخرها، فإن عملوا قالوا ربنا اغفر لنا وإن تركوا الفرائض قالوا : لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيئا أمرهم رجاء ولا خوف فيهم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية