nindex.php?page=treesubj&link=28861فوائد معرفة سبب النزول
لمعرفة سبب النزول فوائد أهمها :
[ ص: 75 ] أ- بيان الحكمة التي دعت إلى تشريع حكم من الأحكام وإدراك مراعاة الشرع للمصالح العامة في علاج الحوادث رحمة بالأمة .
ب- تخصيص حكم ما نزل إن كان بصيغة العموم بالسبب عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ ، وهي مسألة خلافية سيأتي لها مزيد من الإيضاح ، وقد يمثل لهذا بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ، فقد روي
nindex.php?page=hadith&LINKID=661990أن nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان قال لبوابه : اذهب يا رافع إلى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل يعذب لنعذبن أجمعون ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ما لكم ولهذه الآية ، إنما نزلت في أهل الكتاب . ثم تلا : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب 2 . . . الآية . قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : سألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن شيء فكتموه إياه وأخذوا بغيره ، فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه ، وفرحوا بما أوتوا من كتمان ما سألهم عنه “ .
جـ- إذا كان لفظ ما نزل عاما وورد دليل على تخصيصه فمعرفة السبب تقصر التخصيص على ما عدا صورته ، ولا يصح إخراجها ، لأن دخول صورة السبب في اللفظ العام قطعي ، فلا يجوز إخراجها بالاجتهاد لأنه ظني ، وهذا هو ما عليه الجمهور وقد يمثل لهذا بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين . . فإن هذه الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة خاصة ، أو فيها وفي سائر أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- " عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إن الذين يرمون [ ص: 76 ] المحصنات . . . الآية : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة خاصة “ ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في هذه الآية أيضا : " هذه في
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يجعل الله لمن فعل ذلك توبة ، وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- التوبة ، ثم قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=5إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم . وعلى هذا فإن قبول توبة القاذف وإن كان مخصصا لعموم قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إن الذين يرمون المحصنات الغافلات ، لا يتناول بالتخصيص من قذف
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، أو قذف سائر أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن هذا لا توبة له ، لأن دخول صورة السبب في اللفظ العام قطعي .
د- ومعرفة سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن ، وكشف الغموض الذي يكتنف بعض الآيات في تفسيرها ما لم يعرف سبب نزولها ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي : " لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها " وقال
ابن دقيق العيد : " بيان
nindex.php?page=treesubj&link=28861سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن " وقال
ابن تيمية : " معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب “ ، ومن أمثلة ذلك : ما أشكل على
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم في فهم الآية الآنفة الذكر :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم حتى أورد له
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس سبب النزول .
ومثله آية :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم [ ص: 77 ] فإن ظاهر لفظ الآية لا يقتضي أن السعي فرض ، لأن رفع الجناح يفيد الإباحة لا الوجوب ، وذهب بعضهم إلى هذا تمسكا بالظاهر ، وقد ردت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير في فهمه ذلك بما ورد في سبب نزولها ، وهو أن الصحابة تأثموا من السعي بينهما لأنه من عمل الجاهلية ، حيث كان على
الصفا أساف ، وعلى
المروة نائلة ، وهما صنمان ، وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=669180عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة قال لها : أرأيت قول الله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما فما أرى على أحد جناحا أن لا يطوف بهما ؟ فقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : بئس ما قلت يا ابن أختي ، إنها لو كانت على ما أولتها كانت : فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، ولكنها إنما أنزلت ، أن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها ، وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة في الجاهلية ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إن الصفا والمروة من شعائر الله . . . الآية . قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : ثم قد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الطواف بهما ، فليس لأحد أن يدع الطواف بهما “ .
هـ- ويوضح سبب النزول من نزلت فيه الآية حتى لا تحمل على غيره بدافع الخصومة والتحامل ، كالذي ذكر في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين ، فقد أراد "
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية " أن يستخلف "
يزيد " وكتب إلى "
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان " عامله على
المدينة بذلك ، فجمع الناس وخطبهم ودعاهم إلى بيعة "
يزيد " فأبى
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر أن يبايع ، فأراده "
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان " بسوء لولا أن دخل بيت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان : إن هذا الذي أنزل الله فيه :
[ ص: 78 ] nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي فردت عليه
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وبينت له سبب نزولها ، " عن
nindex.php?page=showalam&ids=17408يوسف بن ماهك قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان على
الحجاز ، استعمله
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، فخطب فجعل يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا ، فقال : خذوه ، فدخل بيت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان : إن هذا أنزل فيه :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما فقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : " ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري “ ، وفي بعض الروايات : " إن
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان لما طلب البيعة
ليزيد قال : سنة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن : سنة
هرقل وقيصر ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان : هذا الذي قال الله فيه :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17 " والذي قال لوالديه أف لكما " . . . الآية ، فبلغ ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقالت : كذب
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان ، والله ما هو به ، ولو شئت أن أسمي الذي نزلت فيه لسميته “ . . "
nindex.php?page=treesubj&link=28861فَوَائِدُ مَعْرِفَةِ سَبَبِ النُّزُولِ
لِمَعْرِفَةِ سَبَبِ النُّزُولِ فَوَائِدُ أَهَمُّهَا :
[ ص: 75 ] أ- بَيَانُ الْحِكْمَةِ الَّتِي دَعَتْ إِلَى تَشْرِيعِ حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ وَإِدْرَاكِ مُرَاعَاةِ الشَّرْعِ لِلْمَصَالِحِ الْعَامَّةِ فِي عِلَاجِ الْحَوَادِثِ رَحْمَةً بِالْأُمَّةِ .
ب- تَخْصِيصُ حُكْمِ مَا نَزَلَ إِنْ كَانَ بِصِيغَةِ الْعُمُومَ بِالسَّبَبِ عِنْدَ مَنْ يَرَى أَنَّ الْعِبْرَةَ بِخُصُوصِ السَّبَبِ لَا بِعُمُومِ اللَّفْظِ ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ خِلَافِيَّةٌ سَيَأْتِي لَهَا مَزِيدٌ مِنَ الْإِيضَاحِ ، وَقَدْ يُمَثَّلُ لِهَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، فَقَدْ رُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=661990أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ : اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ : لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ يُعَذَّبُ لِنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا لَكَمَ وَلِهَذِهِ الْآيَةِ ، إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ . ثُمَّ تَلَا : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ 2 . . . الْآيَةَ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : سَأَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخَذُوا بِغَيْرِهِ ، فَخَرَجُوا وَقَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ “ .
جـ- إِذَا كَانَ لَفْظُ مَا نَزَلَ عَامًّا وَوَرَدَ دَلِيلٌ عَلَى تَخْصِيصِهِ فَمَعْرِفَةُ السَّبَبِ تُقْصِرُ التَّخْصِيصَ عَلَى مَا عَدَا صُورَتَهُ ، وَلَا يَصِحُّ إِخْرَاجُهَا ، لِأَنَّ دُخُولَ صُورَةِ السَّبَبِ فِي اللَّفْظِ الْعَامِّ قَطْعِيٌّ ، فَلَا يَجُوزُ إِخْرَاجُهَا بِالِاجْتِهَادِ لِأَنَّهُ ظَنِّيٌّ ، وَهَذَا هُوَ مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ وَقَدْ يُمَثَّلُ لِهَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهُ هُوَ الْحَقَّ الْمُبِينُ . . فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ خَاصَّةً ، أَوْ فِيهَا وَفِي سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ [ ص: 76 ] الْمُحْصَنَاتِ . . . الْآيَةَ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ خَاصَّةً “ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَيْضًا : " هَذِهِ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَوْبَةً ، وَجَعَلَ لِمَنْ رَمَى امْرَأَةً مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنْ غَيْرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التَّوْبَةَ ، ثُمَّ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=5إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَعَلَى هَذَا فَإِنَّ قَبُولَ تَوْبَةِ الْقَاذِفِ وَإِنْ كَانَ مُخَصَّصًا لِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=23إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ ، لَا يَتَنَاوَلُ بِالتَّخْصِيصِ مَنْ قَذَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، أَوْ قَذَفَ سَائِرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّ هَذَا لَا تَوْبَةَ لَهُ ، لِأَنَّ دُخُولَ صُورَةِ السَّبَبِ فِي اللَّفْظِ الْعَامِّ قَطْعِيٌّ .
د- وَمَعْرِفَةُ سَبَبِ النُّزُولِ خَيْرُ سَبِيلٍ لِفَهْمِ مَعَانِي الْقُرْآنِ ، وَكَشْفِ الْغُمُوضِ الَّذِي يَكْتَنِفُ بَعْضَ الْآيَاتِ فِي تَفْسِيرِهَا مَا لَمْ يُعْرَفْ سَبَبُ نُزُولِهَا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ : " لَا يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ تَفْسِيرِ الْآيَةِ دُونَ الْوُقُوفِ عَلَى قِصَّتِهَا وَبَيَانِ نُزُولِهَا " وَقَالَ
ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : " بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=28861سَبَبِ النُّزُولِ طَرِيقٌ قَوِيٌّ فِي فَهْمِ مَعَانِي الْقُرْآنِ " وَقَالَ
ابْنُ تَيْمِيَّةَ : " مَعْرِفَةُ سَبَبِ النُّزُولِ يُعِينُ عَلَى فَهْمِ الْآيَةِ فَإِنَّ الْعِلْمَ بِالسَّبَبِ يُورِثُ الْعِلْمَ بِالْمُسَبِّبِ “ ، وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ : مَا أَشْكَلَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فِي فَهْمِ الْآيَةِ الْآنِفَةِ الذِّكْرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ حَتَّى أَوْرَدَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَبَ النُّزُولِ .
وَمِثْلُهُ آيَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهِ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [ ص: 77 ] فَإِنَّ ظَاهِرَ لَفْظِ الْآيَةِ لَا يَقْتَضِي أَنَّ السَّعْيَ فَرْضٌ ، لِأَنَّ رَفْعَ الْجُنَاحِ يُفِيدُ الْإِبَاحَةَ لَا الْوُجُوبَ ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى هَذَا تَمَسُّكًا بِالظَّاهِرِ ، وَقَدْ رَدَّتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي فَهْمِهِ ذَلِكَ بِمَا وَرَدَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا ، وَهُوَ أَنَّ الصَّحَابَةَ تَأَثَّمُوا مِنَ السَّعْيِ بَيْنَهُمَا لِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، حَيْثُ كَانَ عَلَى
الصَّفَا أَسَافُ ، وَعَلَى
الْمَرْوَةَ نَائِلَةُ ، وَهُمَا صَنَمَانِ ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا سَعَوْا مَسَحُوهُمَا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=669180عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ قَالَ لَهَا : أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا فَمَا أَرَى عَلَى أَحَدٍ جُنَاحًا أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا ؟ فَقَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ : بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي ، إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ عَلَى مَا أَوَّلْتَهَا كَانَتْ : فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا ، وَلَكِنَّهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ ، أَنَّ الْأَنْصَارَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا ، وَكَانَ مَنْ أَهَلَّ لَهَا يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ . . . الْآيَةَ . قَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ : ثُمَّ قَدْ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الطَّوَافَ بِهِمَا ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الطَّوَافَ بِهِمَا “ .
هـ- وَيُوَضِّحُ سَبَبُ النُّزُولِ مَنْ نَزَلَتْ فِيهِ الْآيَةُ حَتَّى لَا تُحْمَلَ عَلَى غَيْرِهِ بِدَافِعِ الْخُصُومَةِ وَالتَّحَامُلِ ، كَالَّذِي ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهَ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ، فَقَدْ أَرَادَ "
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ " أَنْ يَسْتَخْلِفَ "
يَزِيدَ " وَكَتَبَ إِلَى "
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانَ " عَامِلِهِ عَلَى
الْمَدِينَةِ بِذَلِكَ ، فَجَمَعَ النَّاسَ وَخَطَبَهُمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى بَيْعَةِ "
يَزِيدَ " فَأَبَى
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُبَايِعَ ، فَأَرَادَهُ "
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانُ " بِسُوءٍ لَوْلَا أَنْ دَخَلَ بَيْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانُ : إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ :
[ ص: 78 ] nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي فَرَدَّتْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ وَبَيَّنَتْ لَهُ سَبَبَ نُزُولِهَا ، " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17408يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانُ عَلَى
الْحِجَازِ ، اسْتَعْمَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذْكُرُ
nindex.php?page=showalam&ids=17374يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايِعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا ، فَقَالَ : خُذُوهُ ، فَدَخَلَ بَيْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانُ : إِنَّ هَذَا أُنْزِلَ فِيهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا فَقَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ : " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي “ ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ : " إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانَ لَمَّا طَلَبَ الْبَيْعَةَ
لِيَزِيدَ قَالَ : سُنَّةُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدُ الرَّحْمَنِ : سُنَّةُ
هِرَقْلَ وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانُ : هَذَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17 " وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا " . . . الْآيَةَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ فَقَالَتْ : كَذَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=17065مَرْوَانُ ، وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ لَسَمَّيْتُهُ “ . . "