الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      دحية الكلبي ( د )

                                                                                      ابن خليفة بن فروة بن فضالة . الكلبي القضاعي . صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم- [ ص: 551 ] ورسوله بكتابه إلى عظيم بصرى ليوصله إلى هرقل .

                                                                                      روى أحاديث .

                                                                                      حدث عنه : منصور بن سعيد الكلبي ومحمد بن كعب القرظي ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعامر الشعبي ، وخالد بن يزيد بن معاوية .

                                                                                      وقد شهد اليرموك ، وكان على كردوس وسكن المزة .

                                                                                      أحمد : حدثنا محمد بن عبيد : حدثنا عمر - من آل حذيفة - عن الشعبي ، عن دحية الكلبي : قلت : يا رسول الله ، ألا أحمل لك حمارا على فرس ، فينتج لك بغلة تركبها ؟ قال : إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون .

                                                                                      رواه عيسى بن يونس ، عن عمر ، عن الشعبي مرسلا : أن حذيفة قال ذلك .

                                                                                      قال ابن سعد : أسلم دحية قبل بدر ولم يشهدها . وكان يشبه بجبريل . بقي إلى زمن معاوية . [ ص: 552 ]

                                                                                      وقال دحيم : ذريته بالبقاع .

                                                                                      وقيد ابن ماكولا في أجداده " الخرج " وهو العظيم البطن .

                                                                                      الهيثم بن عدي ، عن الكلبي ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، عن دحية : قدمت من الشام ، فأهديت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فاكهة يابسة من فستق ، ولوز ، وكعك . . . الحديث .

                                                                                      إسناده واه .

                                                                                      وعن جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن دحية الكلبي ، قال : أهديت لرسول الله جبة صوف وخفين . فلبسهما حتى تخرقا .

                                                                                      جابر واه .

                                                                                      وعن سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن شداد ، عن دحية ، قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- معي بكتاب إلى قيصر ; فقمت بالباب ، فقلت : أنا رسول رسول الله ، ففزعوا لذلك . فدخل عليه الآذن ، فأدخلت ، وأعطيته الكتاب . " من محمد رسول الله ، إلى قيصر صاحب الروم " .

                                                                                      فإذا ابن أخ له ، أحمر أزرق ، قد نخر ، ثم قال : لم لم يكتب ويبدأ بك ! لا تقرأ كتابه اليوم . فقال لهم : اخرجوا . فدعا الأسقف - وكانوا يصدرون عن رأيه- فلما قرئ عليه الكتاب ، [ ص: 553 ] قال : هو - والله- رسول الله الذي بشرنا به عيسى وموسى . قال : فأي شيء ترى ؟ قال : أرى أن نتبعه . قال قيصر : وأنا أعلم ما تقول ، ولكن لا أستطيع أن أتبعه ، يذهب ملكي ، ويقتلني الروم
                                                                                      .

                                                                                      رواه اثنان ، عن يحيى بن سلمة ، عن أبيه .

                                                                                      عبد الله بن أبي يحيى ، عن مجاهد . قال : بعث رسول الله دحية سرية وحده .

                                                                                      معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان النهدي ، قالت أم سلمة : كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يحدث رجلا ، فلما قام ، قال : يا أم سلمة ، من هذا ؟ فقلت : دحية الكلبي ، فلم أعلم أنه جبريل حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه ما كان بيننا .

                                                                                      فقلت لأبي عثمان : من حدثك بهذا ؟ قال : أسامة .

                                                                                      عفير بن معدان ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يقول : يأتيني جبريل في صورة دحية ، وكان دحية جميلا . [ ص: 554 ] روى نحوه يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر .

                                                                                      قال عبد الله بن صالح العجلي ، قال رجل لعوانة بن الحكم : أجمل الناس جرير بن عبد الله البجلي . فقال : بل أجمل الناس من نزل جبريل على صورته ، يعني دحية .

                                                                                      ويروى حديث منكر : أن دحية أسلم زمن أبي بكر .

                                                                                      قال أبو محمد بن قتيبة في حديث ابن عباس . كان دحية إذا قدم ، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه .

                                                                                      المعصر : التي دنا حيضها ، كما قيل للغلام : مراهق ، أي راهق الاحتلام .

                                                                                      ولا ريب أن دحية كان أجمل الصحابة الموجودين بالمدينة ، وهو معروف ، فلذا كان جبريل ربما نزل في صورته .

                                                                                      فأما جرير ، فإنما وفد إلى المدينة قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم- بقليل .

                                                                                      ومن الموصوفين بالحسن : الفضل بن عباس وقدم المدينة بعد الفتح . [ ص: 555 ] وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس ، وأجمل قريش ، وكان ريحانته الحسن بن علي يشبهه .

                                                                                      الليث ، عن يزيد ، عن أبي الخير ، عن منصور الكلبي : أن دحية خرج من المزة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط ، وذلك ثلاثة أميال في رمضان ، ثم أفطر ، وأفطر معه ناس ، وكره الفطر آخرون ، فلما رجع إلى قريته ، قال : والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه : إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه - يقول ذلك للذين صاموا- ثم قال عند ذلك : اللهم ، اقبضني إليك .

                                                                                      أخرجه أبو داود .

                                                                                      وصح أن صفية وقعت يوم خيبر في سهم دحية ، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم- منه ، وعوضه بسبعة أرؤس .

                                                                                      قال خليفة بن خياط : في سنة خمس بعث النبي - صلى الله عليه وسلم- دحية إلى قيصر .

                                                                                      قلت : كذا قال . وإنما كان ذلك بعد الحديبية في زمن الصلح ، كما [ ص: 556 ] ذكره أبو سفيان في الحديث الطويل الذي في " الصحيح " . ولدحية ، في " مسند " بقي ثلاثة أحاديث غرائب .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية