nindex.php?page=treesubj&link=28997قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال
ابن عباس : هو اجتماع الأمم عليه . وقال
مجاهد : هو الثناء الحسن . قال
ابن عطية : هو الثناء وخلد المكانة بإجماع المفسرين ; وكذلك أجاب الله دعوته ، وكل أمة تتمسك به وتعظمه ، وهو على الحنيفية التي جاء بها
محمد صلى الله عليه وسلم . وقال
مكي : وقيل معناه سؤاله أن يكون من ذريته في آخر الزمان من يقوم
[ ص: 106 ] بالحق ; فأجيبت الدعوة في
محمد صلى الله عليه وسلم ، قال
ابن عطية : وهذا معنى حسن إلا أن لفظ الآية لا يعطيه إلا بتحكم على اللفظ . وقال
القشيري : أراد الدعاء الحسن إلى قيام الساعة ; فإن زيادة الثواب مطلوبة في حق كل أحد .
قلت : وقد فعل الله ذلك إذ ليس أحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو يصلي على
إبراهيم وخاصة في الصلوات ، وعلى المنابر التي هي أفضل الحالات وأفضل الدرجات . والصلاة دعاء بالرحمة . والمراد ب " اللسان " القول ، وأصله جارحة الكلام . قال
القتبي : وموضع اللسان موضع القول على الاستعارة ، وقد تكني العرب بها عن الكلمة . قال
الأعشى :
إني أتتني لسان لا أسر بها من علو لا عجب منها ولا سخر
قال
الجوهري : يروى من علو بضم الواو وفتحها وكسرها . أي أتاني خبر من أعلى ، والتأنيث للكلمة . وكان قد أتاه خبر مقتل أخيه
المنتشر . روى
أشهب عن
مالك قال قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84واجعل لي لسان صدق في الآخرين لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحا ويرى في عمل الصالحين ، إذا قصد به وجه الله تعالى ; وقد قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وألقيت عليك محبة مني وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا أي حبا في قلوب عباده وثناء حسنا ، فنبه تعالى بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84واجعل لي لسان صدق في الآخرين على استحباب اكتساب ما يورث الذكر الجميل .
الليث بن سليمان : إذ هي الحياة الثانية . قيل :
قد مات قوم وهم في الناس أحياء
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : قال المحققون من شيوخ الزهد : في هذا دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=30514_30488الترغيب في العمل الصالح الذي يكسب الثناء الحسن ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832194إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث الحديث . وفي رواية إنه كذلك في الغرس والزرع وكذلك فيمن مات مرابطا يكتب له عمله إلى يوم القيامة . وقد بيناه في آخر " آل عمران " والحمد لله .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ اجْتِمَاعُ الْأُمَمِ عَلَيْهِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : هُوَ الثَّنَاءُ وَخُلْدُ الْمَكَانَةِ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ ; وَكَذَلِكَ أَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَهُ ، وَكُلَّ أُمَّةٍ تَتَمَسَّكُ بِهِ وَتُعَظِّمُهُ ، وَهُوَ عَلَى الْحَنِيفِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ
مَكِّيٌّ : وَقِيلَ مَعْنَاهُ سُؤَالُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَنْ يَقُومُ
[ ص: 106 ] بِالْحَقِّ ; فَأُجِيبَتِ الدَّعْوَةُ فِي
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذَا مَعْنًى حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ لَفْظَ الْآيَةِ لَا يُعْطِيهِ إِلَّا بِتَحَكُّمٍ عَلَى اللَّفْظِ . وَقَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : أَرَادَ الدُّعَاءَ الْحَسَنَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ; فَإِنَّ زِيَادَةَ الثَّوَابِ مَطْلُوبَةٌ فِي حَقِّ كُلِّ أَحَدٍ .
قُلْتُ : وَقَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ إِذْ لَيْسَ أَحَدٌ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَخَاصَّةً فِي الصَّلَوَاتِ ، وَعَلَى الْمَنَابِرِ الَّتِي هِيَ أَفْضَلُ الْحَالَاتِ وَأَفْضَلُ الدَّرَجَاتِ . وَالصَّلَاةُ دُعَاءٌ بِالرَّحْمَةِ . وَالْمُرَادُ بِ " اللِّسَانِ " الْقَوْلُ ، وَأَصْلُهُ جَارِحَةُ الْكَلَامِ . قَالَ
الْقُتَبِيُّ : وَمَوْضِعُ اللِّسَانِ مَوْضِعُ الْقَوْلِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ ، وَقَدْ تُكَنِّي الْعَرَبُ بِهَا عَنِ الْكَلِمَةِ . قَالَ
الْأَعْشَى :
إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لَا أُسَرُّ بِهَا مِنْ عَلْوُ لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلَا سَخَرُ
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : يُرْوَى مِنْ عَلْوُ بِضَمِّ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا . أَيْ أَتَانِي خَبَرٌ مِنْ أَعْلَى ، وَالتَّأْنِيثُ لِلْكَلِمَةِ . وَكَانَ قَدْ أَتَاهُ خَبَرُ مَقْتَلِ أَخِيهِ
الْمُنْتَشِرِ . رَوَى
أَشْهَبُ عَنْ
مَالِكٍ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ لَا بَأْسَ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ أَنْ يُثْنَى عَلَيْهِ صَالِحًا وَيُرَى فِي عَمَلِ الصَّالِحِينَ ، إِذَا قَصَدَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى ; وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا أَيْ حُبًّا فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَثَنَاءً حَسَنًا ، فَنَبَّهَ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=84وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ عَلَى اسْتِحْبَابِ اكْتِسَابِ مَا يُورِثُ الذِّكْرَ الْجَمِيلَ .
اللَّيْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ : إِذْ هِيَ الْحَيَاةُ الثَّانِيَةُ . قِيلَ :
قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَحْيَاءُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : قَالَ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ شُيُوخِ الزُّهْدِ : فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30514_30488التَّرْغِيبِ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يُكْسِبُ الثَّنَاءَ الْحَسَنَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832194إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ الْحَدِيثَ . وَفِي رِوَايَةٍ إِنَّهُ كَذَلِكَ فِي الْغَرْسِ وَالزَّرْعِ وَكَذَلِكَ فِيمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا يُكْتَبُ لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَقَدْ بَيَّنَّاهُ فِي آخِرِ " آلِ عِمْرَانَ " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .