[ ص: 245 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ياموسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل .
( وجاء رجل ) قال أكثر أهل التفسير : هذا الرجل هو
حزقيل بن صبورا مؤمن آل فرعون ، وكان ابن عم فرعون ; ذكره
الثعلبي وقيل :
طالوت ; ذكره
السهيلي وقال
المهدوي عن
قتادة :
شمعون مؤمن آل فرعون ، وقيل :
شمعان ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : لا يعرف
شمعان بالشين المعجمة إلا مؤمن آل فرعون وروي أن فرعون أمر بقتل
موسى فسبق ذلك الرجل بالخبر ; ف
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك أي يتشاورون في قتلك بالقبطي الذي قتلته بالأمس وقيل : يأمر بعضهم بعضا . قال
الأزهري : ائتمر القوم وتآمروا أي أمر بعضهم بعضا ; نظيره قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=6وأتمروا بينكم بمعروف . وقال
النمر بن تولب :
أرى الناس قد أحدثوا شيمة وفي كل حادثة يؤتمر
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب أي ينتظر الطلب
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=21قال رب نجني من القوم الظالمين قيل : الجبار : الذي يفعل ما يريده من الضرب والقتل بظلم ، لا ينظر في العواقب ، ولا يدفع بالتي هي أحسن ، وقيل : المتعظم الذي لا يتواضع لأمر الله تعالى .
nindex.php?page=treesubj&link=28999قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل لما خرج
موسى عليه السلام فارا بنفسه منفردا خائفا ، لا شيء معه من زاد ولا راحلة ولا حذاء نحو
مدين ، للنسب الذي بينه وبينهم ; لأن
مدين من ولد
إبراهيم ،
وموسى من ولد
يعقوب بن
إسحاق بن
إبراهيم ; ورأى حاله وعدم معرفته بالطريق ، وخلوه من زاد وغيره ، أسند أمره إلى الله تعالى بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22عسى ربي أن يهديني سواء السبيل وهذه حالة المضطر .
قلت : روي أنه كان يتقوت ورق الشجر ، وما وصل حتى سقط خف قدميه . قال
أبو مالك : وكان فرعون وجه في طلبه وقال لهم : اطلبوه في ثنيات الطريق ، فإن
موسى لا يعرف
[ ص: 246 ] الطريق . فجاءه ملك راكبا فرسا ومعه عنزة ، فقال
لموسى اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق ، فيقال : إنه أعطاه العنزة فكانت عصاه . ويروى أن عصاه إنما أخذها لرعي الغنم من
مدين وهو أكثر وأصح . قال
مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : إن الله بعث إليه
جبريل ; فالله أعلم . وبين
مدين ومصر ثمانية أيام ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير والناس : وكان ملك
مدين لغير فرعون .
[ ص: 245 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ .
( وَجَاءَ رَجُلٌ ) قَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ : هَذَا الرَّجُلُ هُوَ
حِزْقِيلُ بْنُ صَبُورَا مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّ فِرْعَوْنَ ; ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ وَقِيلَ :
طَالُوتُ ; ذَكَرَهُ
السُّهَيْلِيُّ وَقَالَ
الْمَهْدَوِيُّ عَنْ
قَتَادَةَ :
شَمْعُونُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ، وَقِيلَ :
شَمْعَانُ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ : لَا يُعْرَفُ
شَمْعَانُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ إِلَّا مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَرُوِيَ أَنَّ فِرْعَوْنَ أَمَرَ بِقَتْلِ
مُوسَى فَسَبَقَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِالْخَبَرِ ; فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ أَيْ يَتَشَاوَرُونَ فِي قَتْلِكَ بِالْقِبْطِيِّ الَّذِي قَتَلْتَهُ بِالْأَمْسِ وَقِيلَ : يَأْمُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : ائْتَمَرَ الْقَوْمُ وَتَآمَرُوا أَيْ أَمَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ; نَظِيرُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=6وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ . وَقَالَ
النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ :
أَرَى النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوا شِيمَةً وَفِي كُلِّ حَادِثَةٍ يُؤْتَمَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ أَيْ يَنْتَظِرُ الطَّلَبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=21قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قِيلَ : الْجَبَّارُ : الَّذِي يَفْعَلُ مَا يُرِيدُهُ مِنَ الضَّرْبِ وَالْقَتْلِ بِظُلْمٍ ، لَا يَنْظُرُ فِي الْعَوَاقِبِ ، وَلَا يَدْفَعُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَقِيلَ : الْمُتَعَظِّمُ الَّذِي لَا يَتَوَاضَعُ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى .
nindex.php?page=treesubj&link=28999قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ لَمَّا خَرَجَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَارًّا بِنَفْسِهِ مُنْفَرِدًا خَائِفًا ، لَا شَيْءَ مَعَهُ مِنْ زَادٍ وَلَا رَاحِلَةٍ وَلَا حِذَاءٍ نَحْوَ
مَدْيَنَ ، لِلنَّسَبِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ; لِأَنَّ
مَدْيَنَ مِنْ وَلَدِ
إِبْرَاهِيمَ ،
وَمُوسَى مِنْ وَلَدِ
يَعْقُوبَ بْنِ
إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ; وَرَأَى حَالَهُ وَعَدَمَ مَعْرِفَتِهِ بِالطَّرِيقِ ، وَخُلُوَّهُ مِنْ زَادٍ وَغَيْرِهِ ، أَسْنَدَ أَمْرَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=22عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ وَهَذِهِ حَالَةُ الْمُضْطَرِّ .
قُلْتُ : رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَتَقَوَّتُ وَرَقَ الشَّجَرِ ، وَمَا وَصَلَ حَتَّى سَقَطَ خُفُّ قَدَمَيْهِ . قَالَ
أَبُو مَالِكٍ : وَكَانَ فِرْعَوْنُ وَجَّهَ فِي طَلَبِهِ وَقَالَ لَهُمْ : اطْلُبُوهُ فِي ثَنِيَّاتِ الطَّرِيقِ ، فَإِنَّ
مُوسَى لَا يَعْرِفُ
[ ص: 246 ] الطَّرِيقَ . فَجَاءَهُ مَلَكٌ رَاكِبًا فَرَسًا وَمَعَهُ عَنَزَةٌ ، فَقَالَ
لِمُوسَى اتَّبِعْنِي فَاتَّبَعَهُ فَهَدَاهُ إِلَى الطَّرِيقِ ، فَيُقَالُ : إِنَّهُ أَعْطَاهُ الْعَنَزَةَ فَكَانَتْ عَصَاهُ . وَيُرْوَى أَنَّ عَصَاهُ إِنَّمَا أَخَذَهَا لِرَعْيِ الْغَنَمِ مِنْ
مَدْيَنَ وَهُوَ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ . قَالَ
مُقَاتِلٌ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْهِ
جِبْرِيلَ ; فَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَبَيْنَ
مَدْيَنَ وَمِصْرَ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ وَالنَّاسُ : وَكَانَ مُلْكُ
مَدْيَنَ لِغَيْرِ فِرْعَوْنَ .