قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29033_31931قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين .
قال الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في إملائه : الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم والذين هادوا هم
اليهود .
[ ص: 119 ] ومعنى هادوا أي : رجعوا بالتوبة إلى الله من عبادة العجل .
ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156إنا هدنا إليك [ 7 \ 156 ] ، وكان رجوعهم عن عبادة العجل بالتوبة النصوح : حيث سلموا أنفسهم للقتل توبة وإنابة إلى الله كما بينه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=54فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=54فتاب عليكم [ 2 \ 54 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين .
قال الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في : إن زعمتم أنكم أولياء لله أي : إن كنتم صادقين في زعمكم أنكم أولياء لله ، وأبناء الله وأحباؤه دون غيركم من الناس ، فتمنوا الموت : لأن ولي الله حقا يتمنى لقاءه ، والإسراع إلى ما أعد له من النعيم المقيم . ا هـ .
وفي قوله - رحمة الله تعالى علينا وعليه - إشارة إلى بيان زعمهم المجمل في الآية وهو ما بينه تعالى بقوله عنهم وعن
النصارى معهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه [ 5 \ 18 ] .
وقد رد زعمهم عليهم بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق .
ومثل هذه الآية إن زعمتم قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=94قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين [ 2 \ 94 ] .
وقال الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - : وقيل المراد بالتمني المباهلة ، والمراد من الآية إظهار كذب
اليهود في دعواهم أنهم أولياء الله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6إن زعمتم مع قوله : إن كنتم شرطان يترتب الأخذ منهما على الأول أي فتمنوا الموت ، إن زعمتم ، إن صدقتم في زعمكم ، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر :
إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا منا معاقل عز زانها كرم
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29033_31931قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
قَالَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - فِي إِمْلَائِهِ : الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِينَ هَادُوا هُمُ
الْيَهُودُ .
[ ص: 119 ] وَمَعْنَى هَادُوا أَيْ : رَجَعُوا بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ [ 7 \ 156 ] ، وَكَانَ رُجُوعُهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ : حَيْثُ سَلَّمُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْقَتْلِ تَوْبَةً وَإِنَابَةً إِلَى اللَّهِ كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=54فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=54فَتَابَ عَلَيْكُمْ [ 2 \ 54 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
قَالَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - فِي : إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي زَعْمِكُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ ، وَأَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ دُونَ غَيْرِكُمْ مِنَ النَّاسِ ، فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ : لِأَنَّ وَلِيَّ اللَّهِ حَقًّا يَتَمَنَّى لِقَاءَهُ ، وَالْإِسْرَاعَ إِلَى مَا أَعَدَّ لَهُ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ . ا هـ .
وَفِي قَوْلِهِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - إِشَارَةٌ إِلَى بَيَانِ زَعْمِهِمِ الْمُجْمَلِ فِي الْآيَةِ وَهُوَ مَا بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ عَنْهُمْ وَعَنِ
النَّصَارَى مَعَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ [ 5 \ 18 ] .
وَقَدْ رَدَّ زَعْمَهُمْ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ .
وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ إِنْ زَعَمْتُمْ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=94قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ 2 \ 94 ] .
وَقَالَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - : وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالتَّمَنِّي الْمُبَاهَلَةُ ، وَالْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ إِظْهَارُ كَذِبِ
الْيَهُودِ فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6إِنْ زَعَمْتُمْ مَعَ قَوْلِهِ : إِنْ كُنْتُمْ شَرْطَانِ يَتَرَتَّبُ الْأَخْذُ مِنْهُمَا عَلَى الْأَوَّلِ أَيْ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ، إِنْ زَعَمْتُمْ ، إِنْ صَدَقْتُمْ فِي زَعْمِكُمْ ، وَنَظِيرُهُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِنْ تَسْتَغِيثُوا بِنَا إِنْ تَذْعَرُوا تَجِدُوا مِنَّا مَعَاقِلَ عِزٍّ زَانَهَا كَرَمُ