قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون .
[ ص: 43 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا يعني الريح ، والريح يجوز تذكيره . قال محمد بن يزيد : لا يمتنع تذكير كل مؤنث غير حقيقي ، نحو أعجبني الدار وشبهه . وقيل : فرأوا السحاب . وقال
ابن عباس : الزرع ، وهو الأثر ; والمعنى : فرأوا الأثر مصفرا ; واصفرار الزرع بعد اخضراره يدل على يبسه ، وكذا السحاب يدل على أنه لا يمطر ، والريح على أنها لا تلقح
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51لظلوا من بعده يكفرون أي ليظلن ; وحسن وقوع الماضي في موضع المستقبل لما في الكلام من معنى المجازاة ، والمجازاة لا تكون إلا بالمستقبل ; قاله الخليل وغيره .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ .
[ ص: 43 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا يَعْنِي الرِّيحَ ، وَالرِّيحُ يَجُوزُ تَذْكِيرُهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : لَا يَمْتَنِعُ تَذْكِيرُ كُلِّ مُؤَنَّثٍ غَيْرِ حَقِيقِيٍّ ، نَحْوِ أَعْجَبَنِي الدَّارُ وَشَبَهِهِ . وَقِيلَ : فَرَأَوُا السَّحَابَ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الزَّرْعُ ، وَهُوَ الْأَثَرُ ; وَالْمَعْنَى : فَرَأَوُا الْأَثَرَ مُصْفَرًّا ; وَاصْفِرَارُ الزَّرْعِ بَعْدَ اخْضِرَارِهِ يَدُلُّ عَلَى يُبْسِهِ ، وَكَذَا السَّحَابُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُمْطِرُ ، وَالرِّيحُ عَلَى أَنَّهَا لَا تُلَقِّحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ أَيْ لَيَظَلُّنَّ ; وَحَسُنَ وُقُوعُ الْمَاضِي فِي مَوْضِعِ الْمُسْتَقْبَلِ لِمَا فِي الْكَلَامِ مِنْ مَعْنَى الْمُجَازَاةِ ، وَالْمُجَازَاةُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْمُسْتَقْبَلِ ; قَالَهُ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ .