nindex.php?page=treesubj&link=29030_18896_19917_31119_31124_31134_32487_34300nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا معطوف على
المهاجرين، وهم
الأنصار فإن قلت: ما معنى عطف الإيمان على الدار، ولا يقال: تبوءا الإيمان؟ قلت: معناه تبوءا الدار وأخلصوا الإيمان، كقوله: [من الرجز]:
علفتها تينا وماء باردا
أو: وجعلوا الإيمان مستقرا ومتوطنا لهم لتمكنهم منه واستقامتهم عليه، كما جعلوا
المدينة كذلك. أو: أراد دار الهجرة ودار الإيمان، فأقام لام التعريف في الدار مقام المضاف إليه، وحذف المضاف من دار الإيمان ووضع المضاف إليه مقامه. أو سمى
المدينة لأنها دار الهجرة ومكان ظهور الإيمان بالإيمان "من قبلهم" من قبل
المهاجرين; لأنهم سبقوهم في تبوء دار الهجرة والإيمان. وقيل: من قبل هجرتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9ولا يجدون ولا يعلمون في أنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9حاجة مما أوتوا أي: طلب محتاج إليه مما أوتي
المهاجرون من الفيء وغيره، والمحتاج إليه يسمى حاجة; يقال: خذ منه حاجتك، وأعطاه من ماله حاجته، يعني: أن نفوسهم لم تتبع ما أعطوا ولم تطمح إلى شيء منه يحتاج إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9ولو كان بهم خصاصة أي: خلة، وأصلها: خصاص البيت، وهي فروجه; والجملة في موضع الحال، أي: مفروضة خصاصتهم:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني النضير [ ص: 81 ] على المهاجرين ولم يعط الأنصار إلا ثلاثة نفر محتاجين: nindex.php?page=showalam&ids=262أبا دجانة سماك بن خرشة ، nindex.php?page=showalam&ids=3753وسهل بن حنيف ، والحرث بن الصمة . وقال لهم: "إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وشاركتموهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة، فقالت الأنصار : بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فنزلت. "الشح - بالضم والكسر، وقد قرئ بهما -: اللؤم، وأن تكون نفس الرجل كزة حريصة على المنع، كما قال: [من الطويل]:
يمارس نفسا بين جنبيه كزة إذا هم بالمعروف قالت له: مهلا
وقد أضيف إلى النفس; لأنه غريزة فيها. وأما البخل فهو المنع نفسه. ومنه قوله
[ ص: 82 ] تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وأحضرت الأنفس الشح [النساء: 128].
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9ومن يوق شح نفسه ومن غلب ما أمرته به منه وخالف هواها بمعونة الله وتوفيقه
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9فأولئك هم المفلحون الظافرون بما أرادوا. وقرئ: "ومن يوق".
nindex.php?page=treesubj&link=29030_18896_19917_31119_31124_31134_32487_34300nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مِنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا مَعْطُوفٌ عَلَى
الْمُهَاجِرِينَ، وَهُمُ
الْأَنْصَارُ فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى عَطْفِ الْإِيمَانِ عَلَى الدَّارِ، وَلَا يُقَالُ: تَبَوَّءَا الْإِيمَانَ؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ تَبَوَّءَا الدَّارَ وَأَخْلَصُوا الْإِيمَانَ، كَقَوْلِهِ: [مِنَ الرَّجَزِ]:
عَلَفْتُهَا تِينًا وَمَاءً بَارِدَا
أَوْ: وَجَعَلُوا الْإِيمَانَ مُسْتَقِرًّا وَمُتَوَطِّنًا لَهُمْ لِتَمَكُّنِهِمْ مِنْهُ وَاسْتِقَامَتِهِمْ عَلَيْهِ، كَمَا جَعَلُوا
الْمَدِينَةَ كَذَلِكَ. أَوْ: أَرَادَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ الْإِيمَانِ، فَأَقَامَ لَامَ التَّعْرِيفِ فِي الدَّارِ مَقَامَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ، وَحَذَفَ الْمُضَافَ مِنْ دَارِ الْإِيمَانِ وَوَضَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ. أَوْ سَمَّى
الْمَدِينَةَ لِأَنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَمَكَانُ ظُهُورِ الْإِيمَانِ بِالْإِيمَانِ "مِنْ قَبْلِهِمْ" مِنْ قَبْلِ
الْمُهَاجِرِينَ; لِأَنَّهُمْ سَبَقُوهُمْ فِي تَبَوُّءِ دَارِ الْهِجْرَةِ وَالْإِيمَانِ. وَقِيلَ: مِنْ قَبْلِ هِجْرَتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَلا يَجِدُونَ وَلَا يَعْلَمُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا أَيْ: طَلَبَ مُحْتَاجٍ إِلَيْهِ مِمَّا أُوتِيَ
الْمُهَاجِرُونَ مِنَ الْفَيْءِ وَغَيْرِهِ، وَالْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ يُسَمَّى حَاجَةً; يُقَالُ: خُذْ مِنْهُ حَاجَتَكَ، وَأَعْطَاهُ مِنْ مَالِهِ حَاجَتَهُ، يَعْنِي: أَنَّ نُفُوسَهُمْ لَمْ تَتْبَعْ مَا أَعْطَوْا وَلَمْ تَطْمَحْ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ أَيْ: خَلَّةٌ، وَأَصْلُهَا: خَصَاصُ الْبَيْتِ، وَهِيَ فُرُوجُهُ; وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، أَيْ: مَفْرُوضَةٌ خَصَاصَتُهُمْ:
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَّمَ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ [ ص: 81 ] عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ إِلَّا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مُحْتَاجِينَ: nindex.php?page=showalam&ids=262أَبَا دُجَانَةَ سِمَاكَ بْنَ خَرَشَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=3753وَسَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ ، وَالْحَرْثَ بْنَ الصِّمَّةِ . وَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّ شِئْتُمْ قَسَمْتُمْ لِلْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَدِيَارِكُمْ وَشَارَكْتُمُوهُمْ فِي هَذِهِ الْغَنِيمَةِ، وَإِنْ شِئْتُمْ كَانَتْ لَكُمْ دِيَارُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَلَمْ يُقْسَمْ لَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ : بَلْ نَقْسِمُ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا وَدِيَارِنَا وَنُؤْثِرُهُمْ بِالْغَنِيمَةِ وَلَا نُشَارِكُهُمْ فِيهَا فَنَزَلَتِ. "الشُّحُّ - بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا -: اللُّؤْمُ، وَأَنْ تَكُونَ نَفْسُ الرَّجُلِ كَزَّةً حَرِيصَةً عَلَى الْمَنْعِ، كَمَا قَالَ: [مِنَ الطَّوِيلِ]:
يُمَارِسُ نَفْسًا بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَزَّةً إِذَا هَمَّ بِالْمَعْرُوفِ قَالَتْ لَهُ: مَهْلَا
وَقَدْ أُضِيفَ إِلَى النَّفْسِ; لِأَنَّهُ غَرِيزَةٌ فِيهَا. وَأَمَّا الْبُخْلُ فَهُوَ الْمَنْعُ نَفْسُهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ
[ ص: 82 ] تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ [النِّسَاءِ: 128].
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ وَمَنْ غَلَّبَ مَا أَمَرَتْهُ بِهِ مِنْهُ وَخَالَفَ هَوَاهَا بِمَعُونَةِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الظَّافِرُونَ بِمَا أَرَادُوا. وَقُرِئَ: "وَمَنْ يُوَقَّ".