الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : اتخذوا أيمانهم جنة الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : اتخذوا أيمانهم جنة قال : حلفهم بالله إنهم لمنكم، اجتنوا بأيمانهم من القتل والحرب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 496 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : اتخذوا أيمانهم جنة قال : يجتنون بها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : اتخذوا أيمانهم جنة قال : اتخذوا حلفهم جنة؛ ليعصموا بها دماءهم وأموالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر، كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء، يحمل له زاده وماءه، فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء فاستقوا لأصحابهم، فسبقهم أصحاب عبد الله بن أبي، فأبوا أن يخلوا عن المؤمنين، فحصرهم المؤمنون، فلما جاء عبد الله بن أبي نظر إلى أصحابه فقال : والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وقال : أمسكوا عنهم البيع، لا تبايعوهم، فسمع زيد بن أرقم قول ابن أبي : لئن رجعنا إلى المدينة، وقوله : لا تنفقوا على من عند رسول الله، فأخبر عمه، فخبر عمه النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن أبي وأصحابه، فعجب من صورته وجماله، وهو يمشي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك قوله : وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة [ ص: 497 ] فعرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أخبر حلف ما قاله، فذلك قوله : اتخذوا أيمانهم جنة ، وقالوا : نشهد إنك لرسول الله، وذلك قوله : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله وكل شيء أنزل الله في المنافقين فإنما أراد عبد الله بن أبي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم قال : أقروا بلا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وقلوبهم تأبى ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : كأنهم خشب مسندة قال : نخل قيام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية