الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                        سيقول لك المخلفون من الأعراب هم أسلم وجهينة ومزينة وغفار استنفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام [ ص: 128 ] الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم، وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة والخوف من مقاتلة قريش إن صدوهم. شغلتنا أموالنا وأهلونا إذ لم يكن لنا من يقوم بأشغالهم، وقرئ بالتشديد للتكثير.

                                                                                                                                                                                                                                        فاستغفر لنا من الله على التخلف. يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار. قل فمن يملك لكم من الله شيئا فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه. إن أراد بكم ضرا ما يضركم كقتل أو هزيمة أو خلل في المال والأهل عقوبة على التخلف، وقرأ حمزة والكسائي بالضم. أو أراد بكم نفعا ما يضاد ذلك، وهو تعريض بالرد. بل كان الله بما تعملون خبيرا فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية