nindex.php?page=treesubj&link=29043_28662_29705_34513nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_34273nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_32498nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_28328_30428_30437_30443_30539_32028nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_30351_30539nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا nindex.php?page=treesubj&link=29043_30250_34513nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_29692_30175_34091nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_28752_29692_29747nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا nindex.php?page=treesubj&link=29043_30497_32028_34513nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا
"قال" للمتظاهرين عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20إنما أدعو ربي يريد: ما أتيتكم بأمر منكر، إنما أعبد ربي وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20ولا أشرك به أحدا وليس ذاك مما يوجب إطباقكم على مقتي وعداوتي. أو قال للجن عند ازدحامهم متعجبين: ليس ما ترون من عبادتي الله ورفضي الإشراك به بأمر يتعجب منه، إنما يتعجب ممن يدعو غير الله ويجعل له شريكا. أو قال الجن لقومهم ذلك حكاية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21ولا رشدا ولا نفعا. أو أراد بالضر: الغي ويدل عليه قراءة أبي: "غيا ولا رشدا" والمعنى: لا أستطيع أن أضركم وأن أنفعكم، إنما
nindex.php?page=treesubj&link=34088الضار والنافع الله. أو لا أستطيع أن أقسركم على الغي والرشد، إنما القادر على ذلك الله عز وجل:
[ ص: 234 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا بلاغا استثناء منه. أي لا أملك إلا بلاغا من الله و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قل إني لن يجيرني جملة معترضة اعترض بها لتأكيد نفي الاستطاعة عن نفسه وبيان عجزه، على معنى أن الله إن أراد به سوءا من مرض أو موت أو غيرهما: لم يصح أن يجيره منه أحد أو يجد من دونه ملاذا يأوي إليه: والملتحد الملتجأ، وأصله المدخل، من اللحد. وقيل: محيصا ومعدلا. وقرئ: "قال لا أملك" أي: قال عبد الله للمشركين أو للجن. ويجوز أن يكون من حكاية الجن لقومهم. وقيل: "بلاغا" بدلا من
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22ملتحدا أي: لن أجد من دونه منجى إلا أن أبلغ عنه ما أرسلني به. وقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا هي "إن لا" ومعناه: إن لا أبلغ بلاغا كقولك: إن لا قياما فقعودا.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23ورسالاته عطف على بلاغا، كأنه قيل: لا أملك لكم إلا التبليغ والرسالات. والمعنى: إلا أن أبلغ عن الله فأقول: قال الله كذا، ناسبا لقوله إليه، وأن أبلغ رسالاته التي أرسلني بها من غير زيادة ولا نقصان. فإن قلت: ألا يقال: بلغ عنه؛ ومنه قوله عليه الصلاة والسلام. "
بلغوا عني بلغوا عني "؟ قلت: من ليست بصلة للتبليغ، إنما هي بمنزلة من في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=1براءة من الله [التوبة: 1]. بمعنى بلاغا كائنا من الله. وقرئ: "فأن له نار جهنم" على: فجزاؤه أن له نار جهنم كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41فأن لله خمسه [الأنفال: 41]. أي: : فحكمه أن لله خمسه. وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23خالدين حملا على معنى الجمع في من. فإن قلت: بم تعلق "حتى"، وجعل ما بعده غاية له؟ قلت: بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19يكونون عليه لبدا [الجن: 19]. على أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة، ويستضعفون أنصاره ويستقلون عددهم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون من يوم بدر وإظهار الله له عليهم. أو من يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24فسيعلمون حينئذ أنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24أضعف ناصرا وأقل عددا ويجوز أن يتعلق بمحذوف دلت
[ ص: 235 ] عليه الحال: من استضعاف الكفار له واستقلالهم لعدده، كأنه قال: لا يزالون على ما هم عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون قال المشركون: متى يكون هذا الموعود؟ إنكارا له، فقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل إنه كائن لا ريب فيه، فلا تنكروه; فإن الله قد وعد ذلك وهو لا يخلف الميعاد. وأما وقته فما أدري متى يكون; لأن الله لم يبينه لما رأى في إخفاء وقته من المصلحة. فإن قلت: ما معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25أم يجعل له ربي أمدا والأمد يكون قريبا وبعيدا؛ ألا ترى إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا [آل عمران: 30]؟ قلت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقرب الموعد، فكأنه قال: ما أدري أهو حال متوقع في كل ساعة أم مؤجل ضربت له غاية. أي: هو
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر فلا يطلع و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27من رسول تبيين لمن ارتضى، يعني: أنه لا يطلع على الغيب إلا المرتضى الذي هو مصطفى للنبوة خاصة، لا كل مرتضى. وفي هذا إبطال للكرامات; لأن الذين تضاف إليهم وإن كانوا أولياء مرتضين، فليسوا برسل. وقد خص الله الرسل من بين المرتضين بالاطلاع على الغيب وإبطال الكهانة والتنجيم؛ لأن أصحابهما أبعد شيء من الارتضاء وأدخله في السخط.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27فإنه يسلك من بين يديه يدي من ارتضى للرسالة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27ومن خلفه رصدا حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين يطردونهم عنه
[ ص: 236 ] ويعصمونه من وساوسهم وتخاليطهم، حتى يبلغ ما أوحي به إليه. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : ما بعث نبي إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28ليعلم الله
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28أن قد أبلغوا رسالات ربهم يعني الأنبياء: وحد أولا على اللفظ في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27من بين يديه ومن خلفه ثم جمع على المعنى، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23فإن له نار جهنم خالدين [الجن: 23]. والمعنى: ليبلغوا رسالات ربهم كما هي، محروسة من الزيادة والنقصان; وذكر العلم كذكره في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31حتى نعلم المجاهدين [محمد: 31]. وقرئ: "ليعلم" على البناء للمفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وأحاط بما لديهم بما عند الرسل من الحكم والشرائع، لا يفوته منها شيء ولا ينسى منها حرفا، فهو مهيمن عليها حافظ لها
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وأحصى كل شيء عددا من القطر والرمل وورق الأشجار، وزبد البحار، فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه وكلامه، وعددا: حال، أي: وضبط كل شيء معدودا محصورا. أو مصدر في معنى "إحصاء".
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة الجن كان له بعدد كل جن صدق محمدا صلى الله عليه وسلم وكذب به عتق رقبة ".
nindex.php?page=treesubj&link=29043_28662_29705_34513nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_34273nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_32498nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنَ دُونِهِ مُلْتَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_28328_30428_30437_30443_30539_32028nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهِ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_30351_30539nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_30250_34513nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_29692_30175_34091nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_28752_29692_29747nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إِلا مَنِ ارْتَضَى مَنِ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مَنِ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29043_30497_32028_34513nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا
"قَالَ" لِلْمُتَظَاهِرِينَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي يُرِيدُ: مَا أَتَيْتُكُمْ بِأَمْرٍ مُنْكَرٍ، إِنَّمَا أَعْبُدُ رَبِّي وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا وَلَيْسَ ذَاكَ مِمَّا يُوجِبُ إِطْبَاقَكُمْ عَلَى مَقْتِي وَعَدَاوَتِي. أَوْ قَالَ لِلْجِنِّ عِنْدَ ازْدِحَامِهِمْ مُتَعَجِّبِينَ: لَيْسَ مَا تَرَوْنَ مِنْ عِبَادَتِي اللَّهَ وَرَفْضِي الْإِشْرَاكَ بِهِ بِأَمْرٍ يُتَعَجَّبُ مِنْهُ، إِنَّمَا يُتَعَجَّبُ مِمَّنْ يَدْعُو غَيْرَ اللَّهِ وَيَجْعَلُ لَهُ شَرِيكًا. أَوْ قَالَ الْجِنُّ لِقَوْمِهِمْ ذَلِكَ حِكَايَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21وَلا رَشَدًا وَلَا نَفْعًا. أَوْ أَرَادَ بِالضُّرِّ: الْغَيُّ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ: "غَيًّا وَلَا رَشَدًا" وَالْمَعْنَى: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَضُرَّكُمْ وَأَنْ أَنْفَعَكُمْ، إِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=34088الضَّارُّ وَالنَّافِعُ اللَّهُ. أَوْ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقْسِرَكُمْ عَلَى الْغَيِّ وَالرَّشَدِ، إِنَّمَا الْقَادِرُ عَلَى ذَلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
[ ص: 234 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إِلا بَلاغًا اسْتِثْنَاءٌ مِنْهُ. أَيْ لَا أَمْلِكُ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ اعْتُرِضَ بِهَا لِتَأْكِيدِ نَفْيِ الِاسْتِطَاعَةِ عَنْ نَفْسِهِ وَبَيَانِ عَجْزِهِ، عَلَى مَعْنَى أَنَّ اللَّهَ إِنْ أَرَادَ بِهِ سُوءًا مِنْ مَرَضٍ أَوْ مَوْتٍ أَوْ غَيْرِهِمَا: لَمْ يَصِحَّ أَنْ يُجِيرَهُ مِنْهُ أَحَدٌ أَوْ يَجِدَ مِنْ دُونِهِ مَلَاذًا يَأْوِي إِلَيْهِ: وَالْمُلْتَحَدُ الْمُلْتَجَأُ، وَأَصْلُهُ الْمَدْخَلُ، مِنَ اللَّحْدِ. وَقِيلَ: مَحِيصًا وَمَعْدِلًا. وَقُرِئَ: "قَالَ لَا أَمْلِكُ" أَيْ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لِلْمُشْرِكِينَ أَوْ لِلْجِنِّ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حِكَايَةِ الْجِنِّ لِقَوْمِهِمْ. وَقِيلَ: "بَلَاغًا" بَدَلًا مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22مُلْتَحَدًا أَيْ: لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مَنْجًى إِلَّا أَنَّ أُبَلِّغَ عَنْهُ مَا أَرْسَلَنِي بِهِ. وَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إِلا هِيَ "إِنْ لَا" وَمَعْنَاهُ: إِنْ لَا أُبَلِّغْ بَلَاغًا كَقَوْلِكَ: إِنْ لَا قِيَامًا فَقُعُودًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23وَرِسَالاتِهِ عُطِفَ عَلَى بَلَاغًا، كَأَنَّهُ قِيلَ: لَا أَمْلِكُ لَكُمْ إِلَّا التَّبْلِيغَ وَالرِّسَالَاتِ. وَالْمَعْنَى: إِلَّا أَنْ أُبَلِّغَ عَنِ اللَّهِ فَأَقُولَ: قَالَ اللَّهُ كَذَا، نَاسِبًا لِقَوْلِهِ إِلَيْهِ، وَأَنْ أُبَلِّغَ رِسَالَاتِهِ الَّتِي أَرْسَلَنِي بِهَا مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ. فَإِنْ قُلْتَ: أَلَا يُقَالُ: بَلَّغَ عَنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. "
بَلِّغُوا عَنِّي بَلِّغُوا عَنِّي "؟ قُلْتُ: مِنْ لَيْسَتْ بِصِلَةٍ لِلتَّبْلِيغِ، إِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ مِنْ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=1بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ [التَّوْبَةِ: 1]. بِمَعْنَى بَلَاغًا كَائِنًا مِنَ اللَّهِ. وَقُرِئَ: "فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ" عَلَى: فَجَزَاؤُهُ أَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ [الْأَنْفَالِ: 41]. أَيْ: : فَحُكْمُهُ أَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ. وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23خَالِدِينَ حَمْلًا عَلَى مَعْنَى الْجَمْعِ فِي مَنْ. فَإِنْ قُلْتَ: بِمَ تَعَلَّقَ "حَتَّى"، وَجُعِلَ مَا بَعْدَهُ غَايَةً لَهُ؟ قُلْتُ: بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا [الْجِنِّ: 19]. عَلَى أَنَّهُمْ يَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِ بِالْعَدَاوَةِ، وَيَسْتَضْعِفُونَ أَنْصَارَهُ وَيَسْتَقِلُّونَ عَدَدَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ مِنْ يَوْمِ بَدْرٍ وَإِظْهَارِ اللَّهِ لَهُ عَلَيْهِمْ. أَوْ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24فَسَيَعْلَمُونَ حِينَئِذِ أَنَّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ دَلَّتْ
[ ص: 235 ] عَلَيْهِ الْحَالُ: مِنَ اسْتِضْعَافِ الْكُفَّارِ لَهُ وَاسْتِقْلَالِهِمْ لِعَدَدِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا يَزَالُونَ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: مَتَى يَكُونُ هَذَا الْمَوْعُودُ؟ إِنْكَارًا لَهُ، فَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قُلْ إِنَّهُ كَائِنٌ لَا رَيْبَ فِيهِ، فَلَا تُنْكِرُوهُ; فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَ ذَلِكَ وَهُوَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ. وَأَمَّا وَقْتُهُ فَمَا أَدْرِي مَتَى يَكُونُ; لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يُبَيِّنْهُ لِمَا رَأَى فِي إِخْفَاءِ وَقْتِهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ. فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا وَالْأَمَدُ يَكُونُ قَرِيبًا وَبَعِيدًا؛ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آلِ عِمْرَانَ: 30]؟ قُلْتُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَقْرِبُ الْمَوْعِدَ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: مَا أَدْرِي أَهُوَ حَالٌ مُتَوَقَّعٌ فِي كُلِّ سَاعَةٍ أَمْ مُؤَجَّلٌ ضُرِبَتْ لَهُ غَايَةٌ. أَيْ: هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ فَلَا يَطَّلِعُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27مِنْ رَسُولٍ تَبْيِينٌ لِمَنِ ارْتَضَى، يَعْنِي: أَنَّهُ لَا يَطَّلِعُ عَلَى الْغَيْبِ إِلَّا الْمُرْتَضَى الَّذِي هُوَ مُصْطَفًى لِلنُّبُوَّةِ خَاصَّةً، لَا كُلُّ مُرْتَضًى. وَفِي هَذَا إِبْطَالٌ لِلْكَرَامَاتِ; لِأَنَّ الَّذِينَ تُضَافُ إِلَيْهِمْ وَإِنْ كَانُوا أَوْلِيَاءَ مُرْتَضِينَ، فَلَيْسُوا بِرُسُلٍ. وَقَدْ خَصَّ اللَّهُ الرُّسُلَ مِنْ بَيْنِ الْمُرْتَضِينَ بِالِاطِّلَاعِ عَلَى الْغَيْبِ وَإِبْطَالِ الْكِهَانَةِ وَالتَّنْجِيمِ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَهُمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ مِنَ الِارْتِضَاءِ وَأَدْخَلُهُ فِي السُّخْطِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ يَدَيْ مِنَ ارْتَضَى لِلرِّسَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا حَفَظَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْفَظُونَهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ يَطْرُدُونَهُمْ عَنْهُ
[ ص: 236 ] وَيَعْصِمُونَهُ مِنْ وَسَاوِسِهِمْ وَتَخَالِيطِهِمْ، حَتَّى يُبَلِّغَ مَا أُوحِيَ بِهِ إِلَيْهِ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ : مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا وَمَعَهُ مَلَائِكَةٌ يَحْرُسُونَهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِصُورَةِ الْمَلَكِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28لِيَعْلَمَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ يَعْنِي الْأَنْبِيَاءَ: وَحَّدَ أَوَّلًا عَلَى اللَّفْظِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ جَمَعَ عَلَى الْمَعْنَى، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ [الْجِنِّ: 23]. وَالْمَعْنَى: لِيُبَلِّغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ كَمَا هِيَ، مَحْرُوسَةً مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ; وَذِكْرُ الْعِلْمِ كَذِكْرِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ [مُحَمَّدٍ: 31]. وَقُرِئَ: "لِيُعْلَمُ" عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ بِمَا عِنْدَ الرُّسُلِ مِنَ الْحِكَمِ وَالشَّرَائِعِ، لَا يَفُوتُهُ مِنْهَا شَيْءٌ وَلَا يَنْسَى مِنْهَا حَرْفًا، فَهُوَ مُهَيْمِنٌ عَلَيْهَا حَافِظٌ لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا مِنَ الْقَطْرِ وَالرَّمْلِ وَوَرَقِ الْأَشْجَارِ، وَزَبَدِ الْبِحَارِ، فَكَيْفَ لَا يُحِيطُ بِمَا عِنْدَ الرُّسُلِ مِنْ وَحْيِهِ وَكَلَامِهِ، وَعَدَدًا: حَالٌ، أَيْ: وَضَبَطَ كُلَّ شَيْءٍ مَعْدُودًا مَحْصُورًا. أَوْ مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى "إِحْصَاءً".
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْجِنِّ كَانَ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ جِنٍّ صَدَّقَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَ بِهِ عِتْقٌ رَقَبَةٍ ".