nindex.php?page=treesubj&link=28662_30291_30347_30532_33678_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا
(87) يخبر تعالى عن انفراده بالوحدانية وأنه لا معبود ولا مألوه إلا هو، لكماله في ذاته وأوصافه ولكونه المنفرد بالخلق والتدبير، والنعم الظاهرة والباطنة.
وذلك يستلزم الأمر بعبادته والتقرب إليه بجميع أنواع العبودية. لكونه المستحق لذلك وحده والمجازي للعباد بما قاموا به من عبوديته أو تركوه منها، ولذلك أقسم على وقوع محل الجزاء وهو يوم القيامة، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87ليجمعنكم أي: أولكم وآخركم في مقام واحد.
في
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87يوم القيامة لا ريب فيه أي: لا شك ولا شبهة بوجه من الوجوه، بالدليل العقلي والدليل السمعي.
فالدليل العقلي ما نشاهده من إحياء الأرض بعد موتها، ومن وجود النشأة الأولى
[ ص: 333 ] التي وقوع الثانية أولى منها بالإمكان، ومن الحكمة التي تجزم بأن الله لم يخلق خلقه عبثا، يحيون ثم يموتون. وأما الدليل السمعي فهو إخبار أصدق الصادقين بذلك، بل إقسامه عليه ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87ومن أصدق من الله حديثا كذلك أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم عليه في غير موضع من القرآن، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير .
وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87ومن أصدق من الله حديثا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122ومن أصدق من الله قيلا إخبار بأن حديثه وأخباره وأقواله في أعلى مراتب الصدق، بل أعلاها. فكل ما قيل في العقائد والعلوم والأعمال مما يناقض ما أخبر الله به، فهو باطل لمناقضته للخبر الصادق اليقين، فلا يمكن أن يكون حقا.
nindex.php?page=treesubj&link=28662_30291_30347_30532_33678_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
(87) يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ انْفِرَادِهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَأَنَّهُ لَا مَعْبُودَ وَلَا مَأْلُوهَ إِلَّا هُوَ، لِكَمَالِهِ فِي ذَاتِهِ وَأَوْصَافِهِ وَلِكَوْنِهِ الْمُنْفَرِدَ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ، وَالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ.
وَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ الْأَمْرَ بِعِبَادَتِهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعُبُودِيَّةِ. لِكَوْنِهِ الْمُسْتَحِقَّ لِذَلِكَ وَحْدَهُ وَالْمُجَازِيَ لِلْعِبَادِ بِمَا قَامُوا بِهِ مِنْ عُبُودِيَّتِهِ أَوْ تَرَكُوهُ مِنْهَا، وَلِذَلِكَ أَقْسَمَ عَلَى وُقُوعِ مَحَلِّ الْجَزَاءِ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87لَيَجْمَعَنَّكُمْ أَيْ: أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ.
فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ أَيْ: لَا شَكَّ وَلَا شُبْهَةَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، بِالدَّلِيلِ الْعَقْلِيِّ وَالدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ.
فَالدَّلِيلُ الْعَقْلِيُّ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ إِحْيَاءِ الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا، وَمِنْ وُجُودِ النَّشْأَةِ الْأُولَى
[ ص: 333 ] الَّتِي وُقُوعُ الثَّانِيَةِ أَوْلَى مِنْهَا بِالْإِمْكَانِ، وَمِنَ الْحِكْمَةِ الَّتِي تَجْزِمُ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقَهُ عَبَثًا، يَحْيَوْنَ ثُمَّ يَمُوتُونَ. وَأَمَّا الدَّلِيلُ السَّمْعِيُّ فَهُوَ إِخْبَارُ أَصْدَقِ الصَّادِقِينَ بِذَلِكَ، بَلْ إِقْسَامُهُ عَلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا كَذَلِكَ أَمَرَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْسِمَ عَلَيْهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآنِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ .
وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا إِخْبَارٌ بِأَنَّ حَدِيثَهُ وَأَخْبَارَهُ وَأَقْوَالَهُ فِي أَعْلَى مَرَاتِبِ الصِّدْقِ، بَلْ أَعْلَاهَا. فَكُلُّ مَا قِيلَ فِي الْعَقَائِدِ وَالْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ مِمَّا يُنَاقِضُ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ، فَهُوَ بَاطِلٌ لِمُنَاقَضَتِهِ لِلْخَبَرِ الصَّادِقِ الْيَقِينِ، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَقًّا.