قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29047_30413يشربون من كأس
مادة يشرب تتعدى بنفسها ، فيقال : يشرب كأسا بدون مجيء " من " ، و " من " للتبعيض وللابتداء ، فقيل : هي هنا للابتداء ، وأن الفعل مضمن معنى فعل آخر ، وهو : يتنعمون ويرتوون كما قالوا في :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله [ 76 \ 6 ] . إذ الباء تكون للإرادة ولا إرادة هنا ، فهم يتنعمون بها .
والذي يظهر أن " من " للتبعيض فعلا ، وأن شرب أهل الجنة على سبيل الترفه والتلذذ ، وهي عادة المترفين المنعمين ، يشربون بعض الكأس لا كله .
وقد دل على ذلك أنهم لا يشربون عن ظمأ ، كما في قوله تعالى
لآدم :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى [ 20 \ 119 ] ، وسيأتي تعدية
[ ص: 394 ] يسقون بنفسها إلى الكأس :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=17ويسقون فيها كأسا [ 76 \ 17 ] ، ويأتي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=21وسقاهم ربهم شرابا طهورا [ 76 \ 21 ] .
ويؤيد هذا اتفاقهم على التضمين في :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله ، فهو هنا واضح .
وهناك التبعيض ظاهر .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29047_30413يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ
مَادَّةُ يَشْرَبُ تَتَعَدَّى بِنَفْسِهَا ، فَيُقَالُ : يَشْرَبُ كَأْسًا بِدُونِ مَجِيءِ " مِنْ " ، وَ " مِنْ " لِلتَّبْعِيضِ وَلِلِابْتِدَاءِ ، فَقِيلَ : هِيَ هُنَا لِلِابْتِدَاءِ ، وَأَنَّ الْفِعْلَ مُضَمَّنٌ مَعْنَى فِعْلٍ آخَرَ ، وَهُوَ : يَتَنَعَّمُونَ وَيَرْتَوُونَ كَمَا قَالُوا فِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ [ 76 \ 6 ] . إِذِ الْبَاءُ تَكُونُ لِلْإِرَادَةِ وَلَا إِرَادَةَ هُنَا ، فَهُمْ يَتَنَعَّمُونَ بِهَا .
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ " مِنْ " لِلتَّبْعِيضِ فِعْلًا ، وَأَنَّ شُرْبَ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى سَبِيلِ التَّرَفُّهِ وَالتَّلَذُّذِ ، وَهِيَ عَادَةُ الْمُتْرَفِينَ الْمُنَعَّمِينَ ، يَشْرَبُونَ بَعْضَ الْكَأْسِ لَا كُلَّهُ .
وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَشْرَبُونَ عَنْ ظَمَأٍ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
لِآدَمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=118إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى [ 20 \ 119 ] ، وَسَيَأْتِي تَعْدِيَةُ
[ ص: 394 ] يُسْقَوْنَ بِنَفْسِهَا إِلَى الْكَأْسِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=17وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا [ 76 \ 17 ] ، وَيَأْتِي قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=21وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا [ 76 \ 21 ] .
وَيُؤَيِّدُ هَذَا اتِّفَاقُهُمْ عَلَى التَّضْمِينِ فِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ، فَهُوَ هُنَا وَاضِحٌ .
وَهُنَاكَ التَّبْعِيضُ ظَاهِرٌ .