[ ص: 5428 ] ذكر معاني السورة
قال الله (تعالى):
nindex.php?page=treesubj&link=28867_32450_34224_34225_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=2هدى وبشرى للمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=3الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=4إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=5أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم
ابتدأت السورة بالحروف الهجائية المفردة؛ ولا يعرف لها معنى معين؛ ولكن لوجودها حكمة يقررها المدركون؛ وقد أشرنا إلى أن منها الإعجاز؛ ليشير لهم بأن القرآن مكون من الحروف التي يتكون منها كلامكم؛ في شعركم؛ وخطبكم؛ وخطاباتكم؛ ومع ذلك كان معجزا؛ يتحداكم ذلك التحدي الشامل؛ وتقفون وتسكتون؛ ومنها أنهم قد تفاهموا على ألا يستمعوا لهذا القرآن؛ وأن يلغوا فيه؛ فإذا ابتدئ بترتيل هذه الحروف الصوتية أصغوا إليه غير مختارين؛ ثم يهجم عليهم القرآن بمعانيه وعباراته؛ وما فيها من بلاغة وفصاحة تحير عقولهم؛ وفوق ذلك فإن النبي كان أميا لا يقرأ ولا يكتب؛ فكيف ينطق بهذه البلاغة التي لا ينطق بها إلا كاتب قارئ؟!
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1تلك آيات القرآن وكتاب مبين ؛ الإشارة إلى ما جاء في السورة من آيات متلوة؛ وفي ذلك بيان أن هذه الحروف يحتمل أن تكون اسما للسورة؛ وقد ذكر للقرآن وصفان؛
[ ص: 5429 ] أحدهما أنه كتاب مقروء متلو؛ يتلى؛ وتلاوته عبادة؛ وقد علمنا - سبحانه وتعالى - كيف نتلوه؛ وعلم نبينا تلاوته؛ ليعلمها للناس أجمعين؛ فهو متواتر بلفظه؛ ومتواتر بتلاوته؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32ورتلناه ترتيلا ؛ وكما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=4ورتل القرآن ترتيلا ؛ وكما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=17إن علينا جمعه وقرآنه
والوصف الثاني أنه كتاب مبين؛ أي: بين في ذاته؛ ومبين لكل ما اشتمل عليه من دلائل التوحيد؛ ودلائل النبوة وأحكام شرعية؛ وهداية للناس؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين
[ ص: 5428 ] ذِكْرُ مَعَانِي السُّورَةِ
قَالَ اللَّهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=treesubj&link=28867_32450_34224_34225_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=2هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=3الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=5أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=6وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ
اِبْتَدَأَتِ السُّورَةُ بِالْحُرُوفِ الْهِجَائِيَّةِ الْمُفْرَدَةِ؛ وَلَا يُعْرَفُ لَهَا مَعْنًى مُعَيَّنٌ؛ وَلَكِنَّ لِوُجُودِهَا حِكْمَةً يُقَرِّرُهَا الْمُدْرِكُونَ؛ وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى أَنَّ مِنْهَا الْإِعْجَازَ؛ لِيُشِيرَ لَهُمْ بِأَنَّ الْقُرْآنَ مُكَوَّنٌ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي يَتَكَوَّنُ مِنْهَا كَلَامُكُمْ؛ فِي شِعْرِكُمْ؛ وَخُطَبِكُمْ؛ وَخِطَابَاتِكُمْ؛ وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ مُعْجِزًا؛ يَتَحَدَّاكُمْ ذَلِكَ التَّحَدِّي الشَّامِلَ؛ وَتَقِفُونَ وَتَسْكُتُونَ؛ وَمِنْهَا أَنَّهُمْ قَدْ تَفَاهَمُوا عَلَى أَلَّا يَسْتَمِعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ؛ وَأَنْ يَلْغَوْا فِيهِ؛ فَإِذَا ابْتُدِئَ بِتَرْتِيلِ هَذِهِ الْحُرُوفِ الصَّوْتِيَّةِ أَصْغَوْا إِلَيْهِ غَيْرَ مُخْتَارِينَ؛ ثُمَّ يَهْجُمُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ بِمَعَانِيهِ وَعِبَارَاتِهِ؛ وَمَا فِيهَا مِنْ بَلَاغَةٍ وَفَصَاحَةٍ تُحَيِّرُ عُقُولَهُمْ؛ وَفَوْقَ ذَلِكَ فَإِنَّ النَّبِيَّ كَانَ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ؛ فَكَيْفَ يَنْطِقُ بِهَذِهِ الْبَلَاغَةِ الَّتِي لَا يَنْطِقُ بِهَا إِلَّا كَاتِبٌ قَارِئٌ؟!
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ؛ اَلْإِشَارَةُ إِلَى مَا جَاءَ فِي السُّورَةِ مِنْ آيَاتٍ مَتْلُوَّةٍ؛ وَفِي ذَلِكَ بَيَانُ أَنَّ هَذِهِ الْحُرُوفَ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ اسْمًا لِلسُّورَةِ؛ وَقَدْ ذُكِرَ لِلْقُرْآنِ وَصْفَانِ؛
[ ص: 5429 ] أَحَدُهُمَا أَنَّهُ كِتَابٌ مَقْرُوءٌ مَتْلُوٌّ؛ يُتْلَى؛ وَتِلَاوَتُهُ عِبَادَةٌ؛ وَقَدْ عَلَّمَنَا - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - كَيْفَ نَتْلُوهُ؛ وَعَلَّمَ نَبِيَّنَا تِلَاوَتَهُ؛ لِيُعَلِّمَهَا لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ بِلَفْظِهِ؛ وَمُتَوَاتِرٌ بِتِلَاوَتِهِ؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا ؛ وَكَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=4وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ؛ وَكَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=17إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
وَالْوَصْفُ الثَّانِي أَنَّهُ كِتَابٌ مُبِينٌ؛ أَيْ: بَيَّنٌ فِي ذَاتِهِ؛ وَمُبَيِّنٌ لِكُلِّ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ دَلَائِلِ التَّوْحِيدِ؛ وَدَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَأَحْكَامٍ شَرْعِيَّةٍ؛ وَهِدَايَةٍ لِلنَّاسِ؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ